خبر عبد الستار قاسم: انتخابات « فتح » الوجوه تغيرت وليست السياسة وصراعاتها ستتواصل

الساعة 08:59 ص|15 أغسطس 2009

عبد الستار قاسم: انتخابات "فتح" الوجوه تغيرت وليست السياسة وصراعاتها ستتواصل

فلسطين اليوم- غزة

أكد الدكتور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس اليوم السبت، أن انتخابات اللجنة المركزية لحركة "فتح"، لم تأت بجديد، وأن كل ما جرى لا يتعدى إعادة ترتيب مراكز القوى في حركة "فتح" ليس إلا، مشيراً إلى أن الأوضاع على الساحة الداخلية والخارجية "لن تتغير في ظل القيادة الفتحاوية الجديدة".

 

وأضاف قاسم في تصريحات صحفية، الوجوه فقط هي التي تغيرت، ولم تتغير السياسة، وكل الذين دخلوا اللجنة المركزية كان لهم حضور أصلاً، ولهم حضور في رسم سياسة حركة فتح، فمنهم من يفاوض ومنهم من هو رئيس جهاز أمني، ومنهم من هو مسؤول حركي، وما شابه ذلك، فهم معروفين وموجودين على الساحة، فلا يوجد جديد، بمعنى لا يوجد رؤية جديدة، بنمط قيادي جديد".

 

وشكك قاسم في الحديث عن انقلاب وتطور داخل حركة فتح، وقال "لم يحدث شيء جديد، حتى نقول هناك تغيير، فهؤلاء الذين انتخبوا هم امتداد للسياسة السابقة، ولن يعملوا صلح مع حركة حماس، ولن يوقفوا التنسيق الأمني، ولن يلغوا الاتفاقيات مع إسرائيل.

 

وأوضح أن "انتخاب رؤساء الأجهزة الأمنية تم بفعل نفوذهم الذي كان أكبر من نفوذ أعضاء اللجنة المركزية ذاتها، وبالتالي لا جديد في انتخابهم، نفوذهم أقوى من نفوذ أعضاء اللجنة المركزية". وأضاف "صعود رؤساء الأجهزة ألأمنية، ليس بسبب ما حصل في غزة، فما حصل هناك لم يكن له تأثير على نتائج هذه الانتخابات، فكل المؤتمر عقد ليس من أجل الانتخابات، وإنما من أجل إعادة ترتيب مراكز القوى في الحركة، وليس له علاقة بأي سياسة سواء كانت داخلية أو خارجية، فكلهم يلتقون على نفس السياسة، وما يفرقهم هو المناكفات بين مراكز القوى".

 

ورأى المحلل السياسي الفلسطيني أن "فشل بعض قيادات "فتح"، مثل أحمد قريع (أبو العلاء)، لا يعني محاولة من جانب الحركة للتخلص من بعض الرموز، التي ارتبط اسمها بالفساد، وإنما كما قلنا مرتبط بإعادة ترتيب مراكز القوى داخل حركة فتح، فهم يتنافسون فيما يبنهم، ليس لأن فلان جيد أو غير جيد، وإنما لأن هذا من جماعتي أو ليس من جماعتي، فهكذا تسير الأمور داخل حركة فتح، فالقضية ليس لها علاقة بالمبادئ ولا ببرامج، لأن المرشحون لم يطرحوا أي برنامج، وإنما لها علاقة بمراكز القوى، فكل واحد يوحد حوله ناسه، الذين انتخبوه، و"أبو العلاء"، ربما لم ينجح في شد حاله وجمع الناس من حوله، وبالتالي فشل بعض الناس، ليس بسبب فسادهم، فمن منهم غير متهم بالفساد سواء كانوا في اللجنة المركزية أو في غير اللجنة المركزية".

 

وقال قاسم: "إن نتائج الانتخابات، لن يكون لها تأثير على الأوضاع داخل حركة فتح، وسيبقى الوضع كما هو عليه، وستبقى مراكز القوى المتنافسة والمتصارعة داخل الحركة، كما لن يكون لهذه النتائج أي تأثير على الوضع الفلسطيني العام، وستبقى الأمور سيئة كما هي، وبالنسبة للعلاقة مع إسرائيل، فستبقى جيدة ، والحوار الوطني سيبقى فاشلاً.

 

وأشار إلى أن "المال الغربي كان حاضراً في المؤتمر، كما كانت إسرائيل حاضرة، وبدون المال الغربي، لن تستمر الحركة، وحديث المؤتمر عن المقاومة، ليس إلا للاستهلاك المحلي، لأن المؤتمر لا يبعد سوى 30 متراً عن الاحتلال، وهو الذي سمح بعقد المؤتمر، ومنح التسهيلات لعقده".

 

وحول البرنامج السياسي الذي أقره المؤتمر؛ قال "لا يوجد برنامج سياسي، وكل ما هناك هو بعض الجمل السياسية، لكن لا يوجد برنامج متكامل، أي برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي، فكل ما صدر عن المؤتمر مجرد كلام، لا يختلف عن الكلام السابق، فقد قالوا أنهم ضد الاستيطان، وهم يتحدثون منذ سنوات طويلة، إنهم ضد الاستيطان، لكن المهم هل هناك عمل ضد الاستيطان، ام لا يوجد عمل".

 

وبخصوص تأثير هذه الانتخابات على الحوار الوطني؛ شدد عبد الستار قاسم على أن الحوار الوطني مرتبط بقوى خارجية، وليس بالفلسطينيين، "فالقوى الخارجية تشترط على حماس أن توافق على شروط الرباعية وتلقي السلاح، فإذا وافقت على ذلك سينجح الحوار الوطني، أو أن تقرر حركة فتح أن تتخلى عن أوسلو".