خبر شاليط وصفقة الأسرى والمستقبل القريب .. مصطفى الصواف

الساعة 09:28 ص|14 أغسطس 2009

شاليط وصفقة الأسرى والمستقبل القريب

 مصطفى الصواف

يبدو أن هناك حراكاً يجري تحت الأرض حول صفقة تبادل الأسرى مع الجندي الصهيوني الأسير لدى المقاومة الفلسطينية، والتي تجمدت عقب وصول بنيامين نتنياهو إلى سدة الحكم بعد تعنت الحكومة السابقة بقيادة أيهود أولمرت وتسيفي لفني وايهود باراك، هذه الحكومة رفضت شروط قوى المقاومة لإطلاق سراح الجندي المختطف على يدها في قطاع غزة منذ ثلاث سنوات ويزيد.

الحديث أخذ مساحة واسعة في وسائل الإعلام وخاصة الإعلام الصهيوني، ورفض المصادر الحكومية الرسمية داخل دولة الاحتلال الحديث عن الموضوع له دلالات واضحة، وهي أن هناك محاولات من حكومة نتنياهو لفتح ملف الجندي شاليط؛ ولكن بعيداً عن وسائل الإعلام، حتى لا يشكل الرأي العام الصهيوني "لوبي" ضاغطاً على حكومة نتنياهو سواء بالإيجاب أو بالسلب وتريد أن تصل إلى اتفاق مع القوى الفلسطينية عبر الوسيط المصري بعيداً عن الابتزاز أو الضغوط.

إضافة إلى ذلك، الزيارات المتكررة لمبعوثي نتنياهو إلى القاهرة، ولا ندري هل وجود وفد حماس في القاهرة هذه الأيام له علاقة بالموضوع؟، وهنا أيضاً ترفض حركة حماس بكل مستوياتها مجرد الإشارة إليه، هذه الأمور تجعل المراقب للمنطقة يضع كثيراً من علامات الاستفهام، ويخرج عن نطاق السؤال إلى نطاق الإجابة على بعض الاستفسارات وإن كان من باب التحليل المستند إلى قراءة للواقع والمعطيات.

وهذا بدورنا يجعلنا نطرح السؤال التالي، ما الذي تغير حتى تسعى دولة الاحتلال إلى فتح هذا الملف الذي يشكل أرقاً كبيراً لها؟، هل نتنياهو يريد أن يغلق هذا الملف ويعيد الجندي شاليط إلى أهله كما وعد؟، وهل نتنياهو وجد أن لا أمل في ممارسة مزيد من الضغوط على فصائل المقاومة لأنها لم تجدِ نفعاً؟، وهل يفكر نتنياهو بشكل براجماتي وعملي بأنه لامناص أمام دولة الاحتلال إلا الاستجابة لمطالب قوى المقاومة؟، هل تمسك حماس وقوى المقاومة بمواقفهم وشروطهم بعد هذه السنوات الثلاثة يجعل الاحتلال يقطع الأمل؟، هل حماس لينت من شروطها وموقفها حتى تتم صفقة الأسرى؟.

 

 

معرفتي بالأطراف متواضعة، ولكن الجانب الصهيوني عودنا بعد أن يستنفذ كل ما لديه من أساليب مراوغة وعدوان وتهديد ووعيد يستجيب في نهاية الأمر لشروط الغير، ولكن هل فشل الاحتلال وفقد الوسيلة في أي خيار غير خيار الاستجابة لشروط حماس وقوى المقاومة لتنفيذ صفقة الأسرى؟، أعتقد نعم، وهو الآن ربما توصل إلى قناعة بضرورة الاستجابة ولكنه يريد تقسيط هذه الاستجابة أو تقسيم الأسرى الفلسطينيين، من سيخرج إلى قطاع غزة، ومن سيطلب منه الخروج إلى الخارج( الإبعاد)، من سيعود إلى الضفة الغربية ومن سيبعد إلى غزة، وكيفية الإفراج، وعدد المفرج عنهم في الدفعة الأولى، وترتيبات الإفراج وغير ذلك الكثير من الأسئلة التي بحاجة إلى إجابات عليها من قبل حماس والمقاومة، وظني أن حماس وقوى المقاومة ستكون في ذلك مرنة إلى أبعد الحدود في تنفيذ شروطها التي قدمت منذ اللحظة الأولى والتي أبدى فيها الاحتلال إمكانية التعاطي مع القوى الفلسطينية والتفاوض بطريق غير مباشر عبر الوسيط المصري.

أما حماس وقوى المقاومة، لا أعتقد أن الخيارات أمامها كبيرة، وأن إمكانية التراجع عن الشروط غير واردة، لأنه لم يعد هناك ما تخسره، وموقفها منطلق من موقف مبدئي،عقدي، أيديولوجي، وسياسي، وهي ترى والمراقبين أن هذا أقل ثمن يمكن أن تدفعه قوات الاحتلال لو أرادت فك أسر شاليط وإعادته إلى أهله، هذه هي قواعد الحرب والصراع، وعلى كل الأطراف القبول بها وفق سياساتها و معتقداتها والواقع.

قد أكون مفرط في التفاؤل، لو قلت أن الصفقة ليست بعيدة عن طريق التحقق وأن هناك حراكاً كبيراً جداً وإن كان غير معلن، ولا أحد من الأطراف الثلاثة حماس والاحتلال والوسيط المصري يتحدث عن أي محادثات تجري بين الأطراف المختلفة وهذا يجعل التحليلات والتوقعات  لها رصيد إيجابي عال.

نتمنى أن يطلق سراح الأسرى الفلسطينيين وفق ما قدمته حماس وقوى المقاومة؛ لأن هذا حق واجب التحقق بأي وسيلة وتحت أي ظروف، ونطالب قوى الاحتلال بالتوقف عن المراوغة والعناد والاستجابة وتنفيذ الصفقة لو كانت جادة في أن يرى شاليط النور ويعود إلى ذويه