خبر « غالاوي » يتعرض للانتقاد من 4 صحف بريطانية لدعمه للقضية الفلسطينية

الساعة 05:25 ص|14 أغسطس 2009

فلسطين اليوم-القدس العربي

يكاد لا يخلو أسبوع في بريطانيا من شواهدٍ للملاحقات الاعلامية بحق وسائل الاعلام أو حتى الشخصيات الاعلامية التي تنزع الى ابراز الصراع الاسرائيلي الفلسطيني على نحوٍ لا يروق للمدافعين عن اسرائيل أو الناشطين في اللوبي الصهيوني.

 

وفي هذا الاطار، تعرض البرلماني البريطاني جورج غالاوي المعروف بمناصرته للقضية الفلسطينية، مؤخراً لانتقاد شديد من جانب مؤسسة متخصصة في مراقبة البث الاعلامي تعرف باسم (أوفكوم)، وذلك على خلفية أسلوبه في تناول مسألة تتعلق بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني في برنامجه التلفزيوني (الصفقة الحقيقية).

 

ويقدم غالاوي البرنامج المذكور على فضائية (برس تي في) الذي يبث من لندن وتموله الجمهورية الاسلامية الايرانية، كما أنه ما يزال يزاول نشاطه السياسي كزعيم لحزب (احترام) البريطاني بعد خروجه من حزب العمال البريطاني قبل أعوام قليلة. وعبر غالاوي مؤخراً عن دعمه الفعلي للقضية الفلسطينية من خلال تنظيمه واشرافه على عدد من سفن كسر الحصار المفروض على غزة.

 

وهذه ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها غالاوي للانتقاد على خلفية أدائه الاعلامي في شأن المسألة الفلسطينيية، حيث وجهت له من قبل انتقادات من قبل المؤسسة نفسها اثر دعوته لمناصري الحق الفلسطيني أن يشاركوا في تظاهرة احتجاجاَ على الحرب التي كانت تشنها اسرائيل على غزة في وقتٍ سابق من العام الجاري وأواخر العام الماضي وذلك في برنامج اذاعي رياضي يقدمه.

 

وتقول (أوفكوم) انها تلقت مؤخراً شكاوى من قبل مشاهدين ينتقدون فيها غالاوي لعدم اتاحته الفرصة كاملة أمام المتحدث عن المصالح الاسرائيلية في حلقة من حلقات برنامجه (الصفقة الحقيقية) خلال شهر كانون الثاني (يناير) أي خلال الحرب على غزة التي أسفرت عن استشهاد نحو 1500 من أهالي قطاع غزة، معظمهم من المدنيين النساء والاطفال.

وعابت المؤسسة في تقريرها الذي تناقلته وسائل الاعلام المحلية البريطانية على غالاوي استخدامه لتعابير من قبيل: 'اسرائيل تقترف جرائم حرب.. احتلال الفصل العنصري.. قتل موظفي الامم المتحدة.. التطهير العرقي الذي تمارسه اسرائيل في غزة'.

 

واعتبرت (أوفكوم) ان وجهة النظر البديلة لم تتم مناقشتها أحياناً وفي مراتٍ عديدة جرى استخدامها لعرض وجهة نظر مقدم البرنامج الذي يرفض وجهات النظر هذه. كما رأت المؤسسة ان حلقة البرنامج محل الانتقاد لم تسع الى تقديم ظروف الحرب الاخيرة وملابساتها من وجهة النظر الاسرائيلية بالقدر الكافي.

 

والى جانب برنامج غالاوي، انتقدت المؤسسة برامج أخرى في الفضائية الايرانية وأبرزها برنامج (تعليقات) الذي اعتبرت أن مقدمه يتبنى وجهة النظر الداعمة للفلسطينيين على نحوٍ واضح كل الوضوح.

وتعليقاً على انتقادات المؤسسة التي جاءت استجابةً لشكاوى بعض المشاهدين والمستمعين كما تقول (أوفكوم)، قال خبير اعلامي فضل عدم الكشف عن اسمه انه يقطع بأن اللوبي الصهيوني وراء معظم الشكاوى التي يوقعها أصحابها باسم مشاهد أو مستمع، معرباً عن أسفه لعدم وجود معسكر مقابل في الجانب الآخر يتولى ملاحقة التناول الاعلامي المجحف بحق الفلسطينيين.

 

وعلى صعيدٍ مماثل، واصل اللوبي الصهيوني في بريطانيا انتقاداته لبعض وسائل الاعلام البريطانية في شأن تناولها للصراع الاسرائيلي الفلسطيني. وصدر مؤخراً عن مجموعة مراقبة اعلامية تسمي نفسها (فقط صحافة) تقريرا انتقدت فيه خمس صحف بريطانية هي: الجارديان، الاندبندنت، التايمز، الفاينانشال تايمز، الديلي تلغراف.

وجاء الانتقاد للصحف هذه المرة استنادا الى دراسة مقارنة لتناول الصحف لموضوع ارتكاب جرائم حرب في كل من غزة وسيرلانكا، حيث اعتبرت مجموعة (فقط صحافة) أن الصحف كانت أسرع في توجيه الاتهامات لاسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة عما فعلت ابان القتال المكثف الاخير بين الحكومة السيرلانكية ونمور التاميل الانفصاليين.

 

واتهمت المجموعة صحيفة الجارديان مثلاً أنها طرحت احتمال ارتكاب جرائم حرب في غزة ثلاث مرات على الاقل، وقالت انه بعد مراجعة 129 عدد من كل صحيفة من الصحف المذكورة تبين أن التهم بارتكاب جرائم الحرب جرى التطرق اليها في الصحف بعد أسبوع من اندلاع الحرب الاخيرة على غزة فيما استغرق الامر نحو شهر على الاقل قبل أن تبدأ الصحف ذاتها مناقشة الامر في الحالة السيرلانكية.

 

وباستثناء الجارديان، اختارت الصحف جميعها عدم الرد على تقرير المجموعة التي أرسلت نسخة من تقريرها لكل صحيفة في غضون يومين من الانتهاء من اعداده كما صرحت لصحيفة الجالية اليهودية في بريطانيا (الجويش كرونيكل).

ومن جهتها شككت الجارديان في تصريحاتٍ للصحيفة نفسها بخصوص وسائل وطرق البحث التي اتبعتها المجموعة لاستخلاص النتائج التي أعلنتها. وقالت متحدثة باسم الجارديان: لم يحدث أن اتصل بنا أحد من المجموعة لغرض اتمام البحث ولا علم لنا بالوسائل التي اتبعوها لاجراء البحث وانجاز التقرير، مشددة في الوقت نفسه على حرص الصحيفة على انتهاج العدل والتوازن عند تناولها لأي قضية بما في ذلك قضايا النزاع وذلك منذ انطلاقها في العام 1821.

 

وتجدر الاشارة الى أن المتحدث الرسمي السابق باسم اسرائيل في بريطانيا ليور بن دور شارك هو الاخر في حملة الملاحقات الاعلامية هذه قبل عدة أسابيع بينما كان يستعد للمغادرة لتسلم منصبه كرجل ثان في سفارة اسرائيل في الارجنتين، حيث شن هجوماً على بعض الصحف البريطانية وحتى بعض جوانب العمل في هيئة الاذاعة البريطانية التي كانت قد رفضت بث نداء استغاثة لمساعدة أطفال غزة أثناء الحرب الاخيرة بدعوى الحرص على الحيادية. وخص بن دور رئيس تحرير 'القدس العربي' عبد الباري عطوان بقسم من انتقاداته التي كشف فيها عن نجاح محاولاته في تحجيم ظهور السيد عطوان في وسائل الاعلام الغربية لانتقاده اسرائيل وممارساتها بحق الشعب الفلسطيني.

 

أما على صعيد المحاولات العربية المقابلة، وفي تفنيدٍ علمي لمزاعم الانحياز وعدم المهنية التي دأب المدافعون عن اسرائيل توجيهها لوسائل الاعلام العربية، كشف المرصد الاعلامي العربي مؤخراً عن أن قناة الجزيرة الفضائية تفرد للرأي الآخر (وجهة النظر الاسرائيلية) مساحة تتجاوز أحياناً ما تخصصه لمناصري القضية الفلسطينية، كما أن هذا النهج يجعل الجزيرة تتقدم على قناة بي بي سي العربية من حيث ابراز وجهتي النظر بما يفي بشروط الحيادية والتوازن وذلك لصالح الكفة الاسرائيلية، الامر الذي قد يثير دهشة الكثيرين ويصلح للرد على مزاعم عدم الحيادية وتغييب وجهة النظر الاسرائيلية.