خبر استغراب واستياء بأوساط حركة فتح بعد إعلان فوز الطيب عبد الرحيم

الساعة 06:38 ص|13 أغسطس 2009

فلسطين اليوم-وكالات

أثار اعلان النتائج الرسمية لانتخابات اللجنة المركزية لحركة فتح استغراب المراقبين واستياء في اوساط الحركة، بعد ان شهدت النتائج تغييرا بزيادة الاعضاء المنتخبين الى 19 عضوا، حيث اضيف الى القائمة عضو اللجنة المركزية الطيب عبد الرحيم العضو باللجنة السابقة الذي يشغل امين عام الرئاسة الفلسطينية، والمقرب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وترافقت هذه التطورات مع اعلان اعضاء القيادة العليا في غزة استقالتها.

والمؤتمر الذي دخل يومه التاسع الآن استمر في فرز الاصوات امس الاربعاء للمقاعد في المجلس الثوري. ويتوقع ان يعقد عباس (74 عاما) مؤتمرا صحافيا بمجرد التوصل الى النتائج النهائية.

وبشأن نتائج انتخابات اللجنة المركزية قال احمد الصياد رئيس لجنة الانتخابات للمؤتمر السادس للحركة 'بعد مصادقة رئيس الحركة الاخ ابو مازن (محمود عباس) على النتائج النهائية لانتخابات اللجنة المركزية فان النتيجة النهائية لانتخابات اللجنة المركزية للمؤتمر السادس جاءت على النحو التالي:

ابو ماهر غنيم، محمود العالول، مروان البرغوثي، سليم الزعنون، توفيق الطيراوي، صائب عريقات، جمال محيسن، عثمان ابو غربية، محمد دحلان، ناصر القدوة، محمد المدني، حسين الشيخ، جبريل الرجوب، عزام الاحمد، سلطان ابو العينين، الطيب عبد الرحيم، عباس زكي، نبيل شعث، محمد اشتية.

وقال الصياد ان عملية فرز اصوات الناخبين لاختيار اعضاء المجلس الثوري مستمرة.

واضطرت لجنة انتخابات المؤتمر السادس لحركة فتح الذي عقد بعد عشرين عاما على عقد مؤتمرها الخامس الى اعادة فرز عدد من صناديق الاقتراع بعد ان قدم عدد من المرشحين طعونا في النتيجة التي اعلنت في وقت سابق بشكل غير رسمي مما ادى الى التأخير في اعلان النتائج.

وادت عملية اعادة فرز الاصوات الى عودة واحد مما يصطلح على تسميتهم بالحرس القديم الى مقاعد اللجنة المركزية بعد ان خرج منها عدد منهم طواعية عندما لم يترشح للانتخابات او اجبر على مغادرتها بخسارة الانتخابات ومن ابرز هذه الاسماء احمد قريع ابو علاء الذي قاد على مدار السنوات الماضية الانتخابات الداخلية لحركة فتح في الضفة الغربية لانتخابات قياداتها المحلية.

من جهتها اكدت ربيحة دياب المرشحة لعضوية اللجنة المركزية لـ 'القدس العربي' بأنها تقدمت بطعن في العملية الانتخابية، مطالبة باعادة فرز جميع صناديق الاقتراع.

وقالت دياب لـ'القدس العربي' 'اذا كان لا بد من اعادة الفرز فمن الضروري اعادة فرز كافة الصناديق لجميع الاعضاء وليس لشخص او شخصين'. وتابعت دياب حديثها لـ 'القدس العربي' قائلة 'ومن هنا اعتبر انه من الضروري اعادة النظر في النتائج التي اعلن عنها'.

وعلمت 'القدس العربي' من مصادر مطلعة في حركة فتح بأن التدخل الامني في العملية الانتخابية كان واسعا، مشيرة الى نجاح 3 قادة امنيين سابقين في اشارة الى توفيق الطيراوي واللواء جبريل الرجوب ومحمد دحلان.

واوضحت المصادر بأن جهازي المخابرات العامة الذي كان يقوده الطيراوي الذي تحالف مع دحلان في الانتخابات فتح غرفة عمليات بهدف العمل لانجاح الرجلين بالتعاون مع عناصر جهاز الامن الوقائي الذي كان يقوده دحلان في قطاع غزة في حين صب الامن الوقائي الذي كان تحت رئاسة الرجوب في الضفة الغربية كل ثقله لانجاح الاخير في عضوية اللجنة المركزية.

وعلى نفس الصعيد اشتكى احد قادة فتح الذي كان عضوا في المجلس الثوري السابق ومرشحا للحالي من ان تدخل الامن في العملية الانتخابية افقدها مصداقيتها، وذلك بالتوازي مع عدم وجود لجنة مهنية للاشراف على العملية الانتخابية على حد قوله.

ولا زالت مفاجآت انتخابات قيادة حركة فتح الجديدة تتواصل، خاصة بعد أن اختلف مسؤولو الحركة في غزة عن السبب الذي دفعهم لتقديم استقالاتهم، ففي الوقت الذي اعتبرت فيه الاستقالة أمرا طبيعيا، قال مسؤولون من الحركة انها جاءت لرفضها نتائج الانتخابات التي شككوا في مصداقيتها، وقالوا انها تعرضت للتزوير.

وعلمت 'القدس العربي' ان استقالة أعضاء اللجنة القيادية العليا في غزة، وجميعهم أعضاء في المجلس الثوري لفتح، قبل الانتخابات الحالية، ويرأسهم الدكتور زكريا الأغا، عضو اللجنة المركزية لفتح، حتى قبل الانتخابات، جاءت عقب اتصالات أجراها الأغا مع هؤلاء المسؤولين، طوال ليل أول من أمس، واستمرت حتى صبيحة امس.

وقال أحمد أبو النصر عضو قيادة فتح في غزة لـ 'القدس العربي' ان جميع الأعضاء توافقوا على تقديم الاستقالة، وأنه تم تكليف الدكتور زكريا الأغا، بكتابة رسالة الاستقالة للرئيس محمود عباس.

وقال ابو النصر 'من الآن ليس لنا علاقة بقيادة فتح في قطاع غزة، واستقالتنا لا رجعة عنها'، مشيراً إلى أن قيادة الحركة في ساحة غزة ترفض نتائج الانتخابات التي قال انها 'لطخت سمعة فتح'، وطالب بتشكيل لجنة تحقيق على اعتبار ان النتائج الحالية لقيادة الحركة 'غير صحيحة، أفرزتها انتخابات غير سليمة'.

الى ذلك قالت مصادر سياسية امس الاربعاء ان رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض قد يواجه ضغوطا للتنازل عن منصبه لشخصية اخرى من حركة فتح بعد نتائج الانتخابات الاخيرة. وقال دبلوماسي غربي 'كان هذا مطروحا دائما في الاوراق. وما زال يتبقى معرفة ما الذي يريده الرئيس'. واضاف 'تذكروا انها حكومة انتقالية والامر متروك برمته لعباس'.

وقال مسؤول كبير من فتح طلب عدم نشر اسمه انه سيكون 'من الطبيعي مراجعة موقف فتح الآن في ضوء وجود قيادة جديدة (مع) الحق في اعادة التفكير في ممثليها في الحكومة'.

وقال مصدر قريب من رئيس الوزراء ان الحكومة يجب ان تحصل على التأييد الرسمي لاكبر حزب.

واضاف ان هذا يعني انه قد يتم تغيير الحكومة أو اجراء تعديل وزاري أو ان تبقى. لكن في نهاية المطاف يجب ان تؤيد الحكومة علنا الحزب الحاكم وليس عباس فقط.

وقال مصدر دبلوماسي آخر ان الشائعات عن امكانية تغيير فياض هي مجرد 'أحاديث في الخلفية' سببها تحول النفوذ السياسي في المؤتمر وتوقع المصدر عدم تغيير رئيس الوزراء.