خبر دبلوماسيون في رؤوسنا- هآرتس

الساعة 09:48 ص|12 أغسطس 2009

بقلم: أسرة التحرير

عندما عين افيغدور ليبرمان مديرا عاما لديوان رئيس الوزراء مع صعود بنيامين نتنياهو الى الحكم في 1996، اقال المستشار القانوني للديوان وشرح له "نحن نبحث عن اشخاص في رأسنا". التوبيخ العلني لليبرمان ونتنياهو (على لسان "مصادر في مكتبه") للقنصل العام في بوسطن نداف تمير في اعقاب نشر البرقية الداخلية الذي حذر فيها من أزمة في العلاقات الاسرائيلية – الامريكية، اظهر أن السنوات التي مرت والمناصب التي ادياها لم تؤدي الى تغيير في نهجهما. رئيس الوزراء ووزير الخارجية لا يزالان يفضلان "اشخاص في رأسيهما"، ويرفضان وجود خدمة عامة مهنية تخرج تقديراتها عن تعليماتهما السياسية وعن الدعاية الرسمية.

تمير، الدبلوماسي المهني والمجرب، أدى مهامه: فقد حذر امام قيادة وزارة الخارجية من "ضرر استراتيجي" يلحق باسرائيل بسبب انعدام التنسيق مع الولايات المتحدة وابراز الخلافات مع ادارة اوباما. وحذر القنصل العام من أن اسرائيل تضع نفسها في نظر الامريكيين كدولة رافضة، الى جانب ايران وكوريا الشمالية.

التقرير الداخلي نشر في وسائل الاعلام، وسارع المسؤولون الى استدعاء واضعه لـ "حديث استيضاحي" في القدس. وقام ليبرمان بتحذير ادارة وزارة الخارجية قائلا: "من لا يمكنه في المستوى المهني ان يؤدي سياسة الحكومة المنتخبة – فعليه أن يستقيل". الرسالة التي انطوت على تهديد وزير الخارجية للعاملين معه كانت ان لا مكان للتقارير والتقديرات التي لا تعجب المسؤولين السياسيين ومن لا ينسجم مع الخط فليطير. ليبرمان ونتنياهو يتوقعان على ما يبدو من الدبلوماسيين الاسرائيليين ان يكيفوا تقاريرهم وتقديراتهم مع برنامجي الليكود واسرائيل بيتنا.

مندوبو اسرائيل في الخارج ملزمون بالتحذير من المخاطر السياسية مثلما هو من واجب شعبة الاستخبارات والموساد ان تحذرا من الحرب. فهل رئيس الوزراء ووزير الخارجية يطلبان ايضا من اجهزة الاستخبارات ان تكيف تقديراتها مع الخط السياسي للسلطة؟ تلميح بذلك كان في طلب رئيس الوزراء من رئيس المخابرات الا ينشغل في المسائل السياسية. يوجد خطر كبير في تحييد المستوى المهني وجعله بوقا  لحزب السلطة. على نتنياهو وليبرمان ان يدعا المهنيين يؤدوا مهامهم.