خبر « متمردو » « العمل » -يديعوت

الساعة 08:34 ص|11 أغسطس 2009

لا ريب، ثورة

بقلم: عاموس كرميل

الذكرى السنوية الـ 65 لوفاة برل كاتسنلسون تحل يوم الجمعة. ولكن يوجد أساس للافتراض بان قادة حزب العمل لن يحجوا في هذا اليوم الى قبره في بحيرة طبريا. فهم لم يفعلوا ذلك منذ يوم الذكرى الخمسين، ولا يوجد ما يدعوهم الى تغيير عادتهم. فبروتوكول رسمي لا يلزمهم بذلك (خلافا لما يحصل في ذكرى بن غوريون). الصلة بينهم وبين الراحل تتقلص الى حقيقة أن مكاتب الحزب نقلت بسبب الضائقة المالية الى بيت برل في تسوفيت. الافكار التي طرحت، الاقوال التي كتبت والقوة السياسية لمباي، الذي ادى فيه دورا مركزيا في تكوينه وتصميمه – كل هذا غريب عليهم تماما.

هذه الحقيقة لا تذكر بالضرورة في طالحهم. العمل اليوم لا يمكنه أن يكون مباي بن غوريون وكاتسنلسون. الواقع تغير حاليا على نحو هائل. المفاهيم الاقتصادية والاجتماعية لتلك الايام غير قابلة للتطبيق في الحاضر. اسرائيل سنوات الالفين ليست الحاضرة التي تستعد للاستقلال او الدولة في سنواتها الاولى. الاخطاء التي ارتكبت في حينه تركت اثارها، ولكن الحقوق التاريخية لم تنتقل بالوراثة، ولا يوجد أي سبيل لتحقيقها انتخابيا.

ليس فقط في حالة العمل. كل الاجسام السياسية الاخرى التي تدعي هي ايضا بتاريخ طويل كانت ستبدو غريبة تماما على ابائها المؤسسين، لو انهم انبعثوا فجأة الى الحياة. الليكود لا يمكنه أن يتمسك بمذهب جابوتنسكي (او حتى ان يحلم بكتلة كالتي كانت له في الكنيست التاسعة او الكنيست العاشرة). ميرتس الصغيرة هي مجرد صدى خافت لمبام، الحزب الثاني في حجمه في الكنيست الاولى. وهكذا ايضا "البيت اليهودي" بالنسبة للمفدال حتى قبل نصف يوبيل. المعسكر الاصولي – الاشكنازي وان كان بالفعل استثنائيا، ولكن يخيل أن ليس لهذا ما يضيف له أي وزن.

هذه الظروف المخففة ظاهرا لا تجعل حزب العمل ما ليس هو عليه. حاليا من الصعب أن نراه يخرج من الدرك الذي تدهور اليه في الـ 13 سنة الاخيرة، تحت خمسة رؤساء (بيرس، باراك، بن اليعيزر، متسناع وبيرتس). وحتى المجهر شديد القوة لن يكشف الحلول المميزة التي تبلورت فيه للمشاكل العاجلة لحياتنا. "تنسيب الصناديق" رافقه – وان لم يكن وحده فقط – على مدى كل هذه الفترة وصار جزءا من حاضره. تلويه في الكنيست السابقة ودوره في المسؤولية عن اخفاقات حرب لبنان الثانية لا تزال طازجة. منتخبه لا يختلف على نحو خاص عن منتخبات اخرى.

على خلفية هذا الوضع البائس يبرز اكثر فأكثر بؤس "متمردي" الحزب – اربعة نواب يهددون بشق الحزب ليقيموا "الشيء الحقيقي". هؤلاء الاربعة كانوا شركاء كاملين في العقم الذي ألم بحزبهم، على الاقل منذ الانتخابات للكنيست السابقة. الهبوط في مكانته كحزب ثان في حجمه الى رابع – يسجل ايضا في طالحهم. ليس لديهم أي خطة عمل مشتركة وذات مغزى في الشؤون السياسية، الاقتصادية او الاجتماعية. القاسم المشترك الوحيد الذي ولد "تمردهم" كان الرغبة في الجلوس في المعارضة لحكومة نتنياهو، على أمل أن يبنوا أنفسهم انطلاقا من فشل الحزب.

وهكذا فقد وفر محبو الاشتراكية الديمقراطية المزعومة درسا – وليس اصيلا – في الاجراءات الديمقراطية. مؤتمر العمل قرر انضمام الحزب الى الحكومة، وهم رفضوا قبول القرار. وبقي فقط التخمين في الصرخات التي كانوا سيطلقونها لو أن المؤتمر وافق على رأيهم، واغلبية اعضاء الكتلة كانوا سيخالفون القرار وينضمون الى الحكومة.

اذا لم يكن هذا بكاف، ففي الاسبوع الماضي صوت "المتمردون" في الكنيست ضد ما سمي "قانون موفاز" بدعوى أنه مناهض للديمقراطية. والان نشر ولم ينفَ بانهم يفكرون بالالتماس الى محكمة العدل العليا كي تطبق هذا القانون عليهم ايضا وتسمح لهم بالانشقاق من أجل اللا شيء. لا ريب، ثورتهم الكبرى توجد على الباب.