خبر اربع ملاحظات حول الوضع -هآرتس

الساعة 08:30 ص|11 أغسطس 2009

 

بقلم: يوئيل ماركوس

 (المضمون: على اسرائيل ان لا تسمح للفلسطينيين بتضييع الفرصة مرة اخرى - المصدر).

في صبيحة احد الايام نستيقظ لنكتشف انهم لا يطلقون النار علينا ولا يضغطون علينا ايضا. واشنطن هادئة ولا تهب من هناك رياح باردة نحونا. ابو مازن انتخب كرئيس لفتح. هم لا يعتبرونه المذنب في ضياع غزة وبالتأكيد ليست هناك لجنة تحقيق حول فقدان القائد لنصف مملكته. كالعادة في اوضاع كهذه هو يتهم اسرائيل ولكن هذه المرة بمقتل عرفات ويعلن عن القدس كلها عاصمة لفلسطين. اسماعيل هنية حي يرزق ويلعب كرة القدم. وادارة اوباما خففت من ضغطها علينا فجأة. ما الذي يحدث؟ بكل بساطة التانغو يحتاج الى اثنين وشيء ما تشوش في هذه المعادلة الحسابية. بينما توافق اسرائيل على حل الدولتين لشعبين، تكتشف ان في الجانب الاخر حكومتين لشعبين – فلسطينيي غزة وفلسطينيي الضفة. فأين تدخل اسرائيل في هذا الشرخ بين هاتين الدولتين لنفس الشعب؟ نشأ وضع يكون فيه رئيس واحد لهيئتين او على وجه الدقة خطان متوازيان لن يلتقيا ابدا. ان حاولوا حل المشكلة عبر الانتخابات – فان حماس ستفوز وتنهار كل المشاريع الساعية لاضعاف الاسلام الراديكالي في المنطقة. هذا الجمود لا يخدمنا ومن الافضل المبادرة الى استئناف المباحثات مع ابو مازن من النقطة التي توقفت عندها. كل ما يتم الاتفاق حوله يوضع في ملف على الرف ويصل الى الطاولة في اليوم الذي تفرض فيه السلطة امرتها على غزة ايضا. بحق السماء لا تدعوهم يضيعون الفرصة مرة اخرى.

ان لم نمت من انفلونزا الخنازير فسنموت من الضحك من الصورة التي تعالج فيها الدولة هذا الوباء الذي يقض مضجع العالم. اوبئة تأتي واوبئة تذهب حاملة اسماء الحيوانات جنون البقر وانفلونزا الطيور والان انفلونزا الخنازير. الانفلونزا الاسبانية قضت خلال عامين بعد الحرب العالمية الاولى على خمسين الى مائة مليون انسان. ولكن هناك مضادات حيوية وتطور في ادوية المناعة منذ ذلك الحين. يتبين ان المسنين محصنون ضد انفلونزا الخنازير تحديدا – الافتراض هو ان انفلونزا من هذا النوع انتشرت في البلاد في الخمسينيات وان لم تسمى بنفس الاسم الذي يطلق عليها اليوم ، ومن اجتازها يمتلك المناعة ضدها. من خلال الاهمال وليس لهذا السبب تتأخر اسرائيل كثيرا في شراء التطعيمات. هي متأخرة جدا لدرجة ان الرئيس بيرس استخدم علاقاته مع منتج ادوية كبير في سويسرا من اجل استيراد الكميات الضرورية من هذه التطعيمات. اما نائب الوزير يعقوب ليتسمان المسؤول عن ملف الصحة فقد نقل عنه انه قال "التطعيمات ستكون جاهزة بعد انتهاء الشتاء وحينئذ لن تكون لها حاجة". من الجيد انه لم يقل لنا ان من حكم عليه بالموت سيموت.

احدى الصلاحيات التي يعد ايهود باراك فيها نفسه بقوة "الدستور" هي عدم اجراء انتخابات لرئيس الحزب ومرشحه لرئاسة الوزراء الا في شتاء 2012 فقط. ليس من المؤكد انهم قد حولوه الى حاكم اوحد ومحصن كما يزعم. لم تكن لدى قادة هذا الحزب من بن غوريون وغولدا مئير واشكول وسفير صلاحيات قانونية وانما فقط صلاحيات نابعة من قوة شخصياتهم وقدراتهم القيادية. حزب العمل برئاسة باراك هبط من 19 مقعدا الى 13 والان يعطونه في الاستطلاعات ستة مقاعد. هو لن يصبح رئيسا للوزراء. المباي مات.

منذ عدة سنوات لم يعد ذكر القنبلة الايرانية كافيا لتجليل اعيننا بالسواد. في هذا الاسبوع فقط افاد رئيس الاستخبارات الامريكية بان ايران لن تكون قادرة على انتاج اليورانيوم المخصب بالمستوى المطلوب لانتاج القنبلة النووية قبل 2013، بينما تتحدث وكالات الاستخبارات الاخرى في امريكا عن 2015. صحيفة "هآرتس" التي نقلت هذا الخبر في هذا الاسبوع ليست الوحيدة التي تشارك في سحب اليانصيب  العالمي هذا: متى ستصل ايران الى القنبلة النووية القابلة للاستخدام. بعد ان تسببت الاستخبارات الامريكية بالغزو العسكري للعراق على خلفية السلاح غير التقليدي الذي لم يكن موجودا بالمرة لدى صدام حسين، كانت التوقعات بصدد ايران اكثر دقة ولكنها اكثر شحا. مدير عام وكالة الطاقة النووية الدولية الجديد يوكيا امانو صرح بعدم وجود ادلة على ان ايران معنية بانتاج سلاح نووي. الجهات الاستخبارية عندنا قالت ان ايران ستمتلك القنبلة بين 2009 و 2010. رئيس هيئة اركان الولايات المتحدة يقول ان ايران على شفا انتاج القنبلة بينما يقول وزير الدفاع الامريكي ان ايران ليست قريبة بالمرة من الانتاج النووي. هذه التوقعات تذكر ذلك الطفل في كيبوتس "الحارس الشاب" الذي يقول لوالده: ان لم يكن هناك إله حقا يا أبي فمصيرنا سيء.