خبر شاس خرجت من الزجاجة -معاريف

الساعة 08:29 ص|11 أغسطس 2009

بقلم: بن - درور يميني

 (المضمون: لا يوجد شيطان طائفي. يوجد شيطان اكثر خطورة بكثير، يسمى شاس. يجب اعادته الى الزجاجة قبل أن تزداد اضراره -  المصدر).

        شاس لم تخرج ابدا الشيطان الطائفي من أي زجاجة لان مثل هذا الشيطان لم تكن له قائمة. يوجد واقع. توجد معطيات. توجد فوارق ينبغي تقليصها. ولكن في اللحظة التي يقال فيها "شيطان" يدور الحديث عن مشكلة ليست قائمة. نتاج ادمغة عابثة تزرع الشقاق والنزاع. لا يوجد "شيطان نسوي"، ومن يفكر ان النساء جديرات بالمساواة، لا يزرع الشقاق.

في رسالته الى رئيس الدولة، شمعون بيرس، يدعي رئيس شاس، ايلي يشاي بان بينزري كان شريكا كاملا في نهج شاس الذي يتبنى رفع دور ابناء الطوائف الشرقية وجعل الاتون الاسرائيلي من نصيب كل القبائل". أحقا؟ في شيء واحد محق يشاي. كل ما فعله بينزري كان بتكليف من شاس. ولكن "رفع دور ابناء الطوائف الشرقية"؟ أهو جدي؟ الحزب الاخير الذي له الحق في الحديث عن "اسرائيل الثانية" هو شاس. لانه منذ زمن بعيد لم تعد شاس هي الحل للشرقيين في اسرائيل، بل اساسا مشكلتهم. شاس لا تستعيد أي مجد الى سابق عهده. شاس اصبحت حزبا هو خليط بين الفاشية القومية، الرأسمالية المتطرفة والاصولية الراديكالية.

شاس خضعت في السنوات الاخيرة الى الكثير جدا من الاختبارات. وفيها جميعها كشفت عن وجهها الحقيقي. وهذا وجه بشع. ماذا فعلت شاس مثلا، حيال أزمة السكن، التي دفعت الكثير من الناس الى أن يصبحوا بلا مأوى؟ لا شيء. المخلون الوحيدون الذين يهمون شاس كانوا سكان بيت النزاع في الخليل. السكن زهيد الثمن لا يعني وزير الاسكان من شاس. قلقه المركزي هو زيادة الميزانيات لغرض المزيد فالمزيد من وحدات السكن في يهودا والسامرة.

ماذا فعلت شاس في مجال التعليم؟ هنا تكمن المصيبة للاجيال من شاس. قانون نهاري الاول يسمح بزيادة المخصصات للمدارس الاصولية التي تفرض على تلاميذها تعليما ظلاميا، عديم المهن التي تسمح لهم بالانخراط في سوق العمل. وبدلا من منح الضعفاء التعليم، الذي هو شرط مسبق وضروري للخروج من دائرة الضائقة – تعدهم شاس بتخليد التبطل. النتيجة معروفة مسبقا. هذا هو السبيل لابقاء هؤلاء الشرقيين – ربيبي شاس – مثابة المحرومين طوال حياتهم.

قانون نهاري الثاني اسوأ من سابقه. فهو يقضي بان الدولة من شأنها أن تمويل بالميزانية الكاملة كل مدرسة خاصة لا يوجد عليها أي رقابة رسمية. المتمتعون الاساسيون هم ذوو نزعة الانعزال، الاسلاميون من الوسط العربي، وبالطبع الاصوليون. هذا تجسيد للحلم الرأسمالي الذي يتعارض مع التعليم العادي والمتساوي للجميع. وسيقيم الاقوياء والمنعزلون لانفسهم اطرا تعليمية خاصة – وليذهب الاخرون الى الجحيم. ومن يقود المصيبة؟ شاس بالطبع، بتأييد الاحزاب العربية التي تتبنى نزعة الانعزال الوطني في التعليم ايضا. هذا القانون لم يقر بعد. ولكن لا تقلقوا. هذا سيأتي. وهكذا ستتاح لهذه الجماعات التي تخلق حكم الاقليات، بتربية جيل جديد من التلاميذ الذي سيعيشون في الغيتوات. وعن هذه الرؤيا الانعزالية، لخصخصة التعليم على حساب الدولة، يقول يشاي ان الحديث يدور عن "جعل الاتون الاسرائيلي من نصيب كل القبائل".

هكذا ايضا على المستوى العملي. شاس هي الخاتم المطيع للفصل بين الشرقيين والاشكناز. عندما انكشفت حالات قاسية من العنصرية في التعليم الاصولي – وجدنا في الصراع محافل عديدة، بما في ذلك محافل دينية. وفقط مكان قادة شاس غاب. يروى عنهم، على الاقل عن جزء منهم، بان ابناءهم يرسلونهم الى التعليم الاصولي – الاشكنازي. فهم يقدرونه بشكل اكبر. هكذا بحيث أن العنصرية الاصولية لا تعنيهم. جماهير الشرقيين الذين يصوتون لهم يمكنهم ان يعانوا من التمييز. اما هم فيعطونه فقط خاتم التسويغ.

اليهودية الشرقية تميزت بالاعتدال الديني. التوراة والعمل. وليس التبطل. ليس التقسيم. شاس حطمت كل شيء. شاس هي اليوم الحزب الاصولي الليتواني الذي ينجح في خداع مقترعين شرقيين. ليس مجدا مستعادا، بل بالاساس غش. التاريخ سيحاكم شاس بشدة. حزب يدعي رفع العلم الشرقي وهو ليس اكثر من موبئة سياسية لمعظم الشرقيين.

لا يوجد شيطان طائفي. يوجد شيطان اكثر خطورة بكثير، يسمى شاس. يجب اعادته الى الزجاجة قبل أن تزداد اضراره.