خبر نكوي وعي أنفسنا -هآرتس

الساعة 08:47 ص|10 أغسطس 2009

بقلم: عكيفا الدار

 (المضمون: الاسرائيليون يضحكون على انفسهم بخطاب اليمين الذي يتجاهل التطورات في العالم وفي الساحة الفلسطينية - المصدر).

وفقا لخط الازياء الجديد – القديم في القدس ومن قبل نشر هذه السطور سيصدر صوت من ديوان رئيس الوزراء ويضع حدا لتقدير الاستخبارات الامريكية الذي قال بأن ايران لم تقرر بعد انتاج القنبلة النووية. مسؤول مجتهد بدأ في التنبيش بماضي رئيس الاستخبارات دينيس بلير. مع بعض الحظ سيتضح انه مجرد يهودي آخر يكره ذاته. فكلنا نعرف ان الايرانيين يتحايلون على الرئيس اوباما وان القنبلة قد بدأت تتكتك. خسارة انه ليس من الممكن استدعاء بلير هذا للاستيضاح مع الدبلوماسي نداف تامير الذي تجرأ على التحذير من الاثار الخطيرة المترتبة على التصادم مع ادارة اوباما. في بوسطن لم يسمعوا حتى ان من المحظور لرئيس الشاباك ان يفتح فمه في القضايا السياسية. وماذا حدث لاولئك الذين "يكسرون حاجز الصمت" والذين حاولوا فتح فمهم بصدد احداث "الرصاص المصهور"؟

قبل سبع سنوات اشتكى رئيس هيئة الاركان حينئذ موشيه يعلون في مقابلة مع ملحق هآرتس ان "هناك اشخاصا تحولت النظرية الى كل عالمهم ولذلك يتمترسون فيها ويرفضون الانفصال عنها". هو قصد الافتراض الذي ما زال سائدا حتى اليوم ومفاده ان القيادة الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات هو شريك لحل الدولتين اللتان تعيشان بسلام جنبا الى جنب. يعلون وبخ وسائل الاعلام التي تعاونت مع بناء تلك الفرضية الخطيرة لدرجة تهديد وجود اسرائيل، واشتكى من انها لم تساعده في "كي وعي الفلسطينيين ودفعهم للادراك بان الارهاب والعنف لا يجلبان النصر لهم".

بامكان يعلون ان يربت على كتف نفسه اليوم بمساعدة المستشارين الامريكيين والتنسيق مع الجهات الامنية الاسرائيلية، تنتصر السلطة الفلسطينية على الارهاب والعنف. والا لكان نائب رئيس الوزراء  قد شن حملة ضد ازالة عشرات الحواجز في الضفة. زد على ذلك ان لمؤتمر السادس لحركة فتح قد تبنى بالامس برنامجا يبرز مكانة حل الدولتين بالطرق السلمية. صحيح انه ترك فتحة ضيقة للكفاح ضد المستوطنات، ولكنه حصره بمستوى العصيان المدني الشرعي على طريقة المظاهرات التي تنظم ضد الجدار في منطقة بلعين. البرنامج الجديد هو طلاق بائن بينونة كبرى بين فتح وحماس وايديولوجيتها المتطرفة.

لنفترض ان رصيد دحر العنف يجب ان يعطى لمخترعي نظرية كي الوعي. ما الذي يقترحون كيه في وعي الجمهور الفلسطيني الان؟ وكيف سيقنعونه بان فتح المعتدلة تعده بمستقبل افضل وان  لا اساس لادعاءات حماس المتطرفة بان ابو مازن ينبطح عبثا امام الاسرائيليين؟ في هذه المرة تكون مهمة يعلون الذي انضم في الوقت الحالي لليكود منفذ بيد الشخص الذي علقت من وراء مقعده صورة اسحاق رابين والاب الروحي لاتفاق اوسلو، حيث ان ايهود باراك قد صرح بالامس بأن المواقف والكلمات التي طرحتها فتح "خطيرة وليست مقبولة علينا". ما هو البيان الذي توقعه باراك من فتح؟ هل توقع ان تصرح فتح بأن القدس ستبقى للابد عاصمة موحدة لاسرائيل ام انه كان سيكتفي بموافقة ابو مازن على الاستمرار في توسيع البؤر الاستيطانية.

بإمكان باراك ان يجد تأييدا "مهنيا" لانتقاداته في "مركز المعلومات للاستخبارات والارهاب"الذي يتغذى من قسم الابحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية. تقييم الوضع الذي نشره المركز عشية مؤتمر فتح يقول بأن هذا المؤتمر يتميز بمواقف متطرفة من الصراع مع اسرائيل وهي تعبر عن اجواء التطرف العامة في فتح. بالاضافة الى ذلك "هو يعبر عن قيم اساسية في فتح تعود جذورها لعهد عرفات والتي لم يتم تعديلها بصورة ملموسة في عهد ابو مازن. ما الذي يقولونه في شعبة الاستخبارات العسكرية حول بيان فتح بصدد "التمسك بخيار السلام"؟ ليس هذا الا "ضريبة كلامية". من الامور المعروفة ان شفاه الفلسطينيين تقول الحقيقة فقط عندما تطلق كلمات حول العنف.

اسرائيل تعود الى عهد "الكتاب الابيض" الذي ولد في بداية عهد الانتفاضة بايحاء من رئيس الوزراء ايهود باراك لنشر فرضية "اللاشريك" التي ابتدعها. منتج الكراس الجنرال احتياط عيران ليرمان الذي كان حينئذ من كبار المسؤولين في شعبة الاستخبارات العسكرية جند مؤخرا لديوان رئيس الوزراء نتنياهو. هو جاء كتعزيز لمستشار الامن القومي واسع التأثير عوزي اراد الذي يعتبر اوباما ايضا لا شريكا. في غياب خيار من اليسار يصاب الخطاب السياسي والاخلاقي والامني في اسرائيل بشلل دماغي خطير. عشية حواسم مصيرية تقوم اسرائيل بكي وعيها الذاتي.