خبر انا لعمي وعمي - ربما -هآرتس

الساعة 08:42 ص|10 أغسطس 2009

بقلم: أمير أورن

 (المضمون: اسرائيل تعد نفسها لان تكون جزءا من المشاريع العسكرية الامريكية في اطار تبعيتها لها اما امريكا فتتعامل معها كتابع وليس كشريك - المصدر).

العميد آفي غيل ضابط الارتباط في الجيش  الاسرائيلي مع سلاح البحرية الامريكي زار مدرسة قتال الغابات في الصيف الماضي بدعوة من المارينز والذين غطوا هذه الزيارة اعلاميا (بمشاركة ممثلين من جيوش اخرى) ما لاسرائيل ولحرب الغابات؟ في اية ساحة بعيدة قد يذهب غيل الذي سيصبح عما قريب قائد لواء افرايم اثر طرزان داخل الغابات؟ ليس مهما. الجيش الاسرائيلي يحبون فتح مجالات جديدة وامتلاك معلومات في مسألة جديدة خصوصا عندما يكون واضحا ان اسرائيل لن تقاتل وحدها وانما كعضوة في تحالف تخوضه واشنطن. ان كان الامريكيون يسارعون للقدوم لاسرائيل لحمايتها من صواريخ ارض - ارض الهجومية، فليس من الغريب ان يطلب من الاسرائيليين في المستقبل مساعدة هؤلاء الذين قدموا المعروف لهم في زاوية اخرى من العالم.

جذور هذا الاعتماد والتبعية الاستراتيجية الاسرائيلية في كل ما يتعلق باستخدام القوة العسكرية تصل الى مبنى تلك القوة ذاتها وليس فقط لعملية التمويل التي تأتي من الخزينة الامريكية. المنظومات الاساسية في الجيش الاسرائيلي مع استثناءات معروفة هي من انتاج امريكي، القرارات الداخلية الامريكية حول انتاج هذه الطائرة او تلك تحدد الطائرة التي سيمتلكها سلاح الجو الاسرائيلي هذا ان لم تفرض عليها قيود سياسية ومالية او تكنولوجية لاسباب منها الحفاظ على السرية العسكرية والتجارية.

البنتاغون يبني الجيش الامريكي وفقا لسيناريوهات مفترضة تقوم على التهديد الخارجي في اطار الميزانية المتاحة. في اخر العام وفي ختام استطلاع لاربع سنوات حول الوضع الامني يفترض بالادارة الامريكية ان تقدمه للكونغرس سيطرح وزير الدفاع روبرت غيتس رؤية عسكرية معدلة. هي لا تتضمن المزيد من اعداد الجيش لحربين متزامنتين ضد خصوم بحجم الصين وروسيا وانما تركيز على السيناريو الاكثر احتمالا – في روتين القتال ضد الارهاب والاعمال التآمرية من النوع الذي يجري في العراق وافغانستان ولكن ذلك سيتقلص تدريجيا وبصورة طارئة ليتضمن معركة ضد ايران وكوريا الشمالية كل واحدة على حدة او كلتاهما معا.

لهذا التغير معنيان عمليان. الاول تفضيل المنظومات التي تكفي للقتال ضد طهران او بيونغ يانغ على تلك المطلوبة لمواجهة بكين وموسكو. وفي الجو – الامر محسوم لصالح الطائرة الهجومية والاعتراضية الثانية من طرازها وهي الـ اف- 35 وضد مصلحة الطائرة الريادية والنوعية الراقية الـ اف- 22 . غيتس اقنع الكونغرس بالاكتفاء بشراء اقل من 200 طائرة اف- 22 والتزود بالاف طائرات الـ اف- 35.

من اجل هذه الخطوة اقال غيتس القيادة المدنية والعسكرية لسلاح الجو  وعين قادة وضباطا يؤيدون موقفه. الامر الذي يشتق من ذلك بالنسبة للجيش الاسرائيلي هو ان من الافضل له ان يتخلى عن الـ اف- 22 الثمينة جدا والتركيز على الـ اف- 35 الناجعة بدرجة كافية رغم ان ثمنها – الذي يقدر 85 مليون دولار – لم يتحدد بعد.

بالاضافة الى المال المورد الضروري جدا للامريكيين هناك مورد اخر وهو الزمن. رئيس الطواقم العسكرية المشتركة الادميرال مايك مالين الذي يتحادث بين حين واخر مع رئيس هيئة الاركان جابي اشكنازي تحدث في الاسبوع الماضي علانية عن "سنة حتى سنة ونصف" لقطع الصلة بالعراق وافغانستان. مالين عاد وذكر بالتزام اوباما باقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. هو يريد القول انه في الوقت الذي نقوم فيه نحن الامريكيون ببناء القوة للمعركة العسكرية ضد ايران التي تصر على امتلاك السلاح النووي، اعطونا الوقت من دون عملية احادية الجانب، ومرونة سياسية مع الفلسطينيين. هذه ليست أمنية في اطار علاقات الاخضاع القائمة بين واشنطن والقدس وانما امر قد تمت صياغته برقة ولطف.