خبر من أجل هذا جئتم الى الكنيست؟- معاريف

الساعة 08:45 ص|09 أغسطس 2009

بقلم: ياعيل باز ميلاميد

(المضمون: من أجل ماذا نحتاج الى متمردي العمل ككتلة منفصلة. من اجل ماذا نحتاج اليهم على الاطلاق. ماذا يغير من الامر في شيء من يجلس بدلا منهم في حزب العمل الذي منذ زمن بعيد لم يعد يؤدي واجبه كحزب وسط – يسار.  المصدر).

مع كل الاسف الذي في الامر وكذا مع كل العطف، من الصعب جدا الربت على اكتاف اربعة متمردي العمل. ليس لانهم يحاولون شق الحزب، بل لانهم لا ينشغلون الا بذلك، مقتنعون بان هذه هي الحاجة الوطنية الاكثر الحاحا، ولهذا فلا ينبغي لهم ان ينشغلوا باي موضوع آخر. البلاد تشتعل وهم على حالهم. ايهود باراك ومرة اخرى ايهود باراك وايضا ايهود. اربعة النواب، الذين ينتمون الى المعسكر الاكثر حمائمية (عفوا على العتق) في حزب العمل، مما يمر كل شيء عليهم وكأن هذا لا يعنيهم. فقد انتخبوا الى الكنيست (وبهذه القوة يتلقون رواتب لا بأس بها) فقط من أجل الانشغال في البحث عن نائب خامس كي يتمكنوا من أن يصبحوا كتلة شرعية، يوجد ايضا عمل آخر ينبغي عمله، امور اخرى ينبغي اسماعها. ولكن إما ان يكون هذا ليس مثيرا للاهتمام على نحو كاف أو أنه في حمية الكفاح ضد الاغلبية في حزبهم لم يسمعوا عن ذلك ابدا.

وهاكم مثالان: في بداية الاسبوع الماضي، اخلي بالقوة من منزليهما في الشيخ جراح عائلتان فلسطينيتان، حسب الادعاء يعود المنزلان اللذان يسكنانهما  الى اليهود، وعليه فعلى الفور دخلت بدلا  منهما عائلات يهودية. الصور التي ظهرت على شاشة التلفزيون كانت مثيرة للقشعريرة. ففي القيظ الشديد لآب جلس تحت الشمس اطفال صغار، نساء، شيوخ ، رضع ابناء يومهم. وحولهم كانت تتكوم كل اغراض منزليهما. اثاث، ملابس، فرشات. دعوكم من الاراء السياسية. هيا نتحدث فقط عن الحد الادنى الانساني. فهذا دوما هو كل القصة.

وانتقلت الكاميرة الى السكان اليهود الذين دخلوا المنزلين المنقذين. عصبة من الفتيان، لم تترك سوالفهم الطويلة شكا بانهم يتباهون بالايمان بالرب، يضحكون فرحا لدخولهم المنزلين، ولم يتبقَ لديهم ذرة من الرحمة على ابناء البشر الذين كانوا يجلسون على مسافة متر منهم وخرب عالمهم. وعندها جاء أناس طيبون من الامم المتحدة، حملوا الاغراض القليلة للفلسطينيين ونقلوهم الى مكان مأوى. النائبة يولي تمير لم تقل عن هذا كلمة. ولا اوفير بينس، ايتان كابل او عمير بيرتس. لماذا؟ إذ ان هذا لا علاقه له بصراعهم ضد ايهود باراك. من الصعب الا يفكر المرء في مسألة من أجل ماذا على الاطلاق يوجد نواب من اليسار إن لم يكن من اجل رفع الصوت عاليا على حالة كهذه.

يوم الاربعاء جلبت القناة 2 توثيقا عن يوم عادي في حاجز قلنديا، عند المدخل الى القدس. مئات الفلسطينيين يتزاحمون مثل البهائم في معبر ضيق في ختامه بوامة مستديرة. لجميعهم توجد تصاريح عبور، عليهم جميعهم ان يصلوا الى مقصدهم كي يرتزقوا. نصف متر من الزحمة الفظيعة جلس بضعة جنود من الجيش الاسرائيلي داخل مبنى، نظروا بعدم اكتراث الى مئات المحشورين، اغلقوا وفتحوا المعبر كما يشاءون. وعن ذلك بالطبع لم نسمع كلمة من رجال اليسار الذين يقاتلون بتفانٍ من اجل حقهم في الانشقاق مع المال الذي تستحقه الكتلة. وعن امور اخرى كثيرة وقعت هنا في الزمن الاخير، ويقصر اليراع عن ذكرها.

إذن من أجل ماذا نحتاج اليهم ككتلة منفصلة. من اجل ماذا نحتاج اليهم على الاطلاق. ماذا يغير من الامر في شيء من يجلس بدلا منهم في حزب العمل الذي منذ زمن بعيد لم يعد يؤدي واجبه كحزب وسط – يسار. ما هي تلك "القيم الحقيقية لحزب العمل" التي لا يكف أربعة النواب عن الحديث عنها، ان لم تكن حماية الضعيف، محروم الحقوق الاولية، الخاضع لتنكيلات الاقوياء والمتحكمين؟ ليس لدي اوهام بالنسبة لحزب العمل وليس مهما ابقائه على قيد الحياة بكل ثمن، ولكن كانت لدي اوهام بالنسبة لقسم هام من اعضاء الكنيست منه، بمن فيهم بالطبع الرباعية المتمردة. كلما صاروا اكثر كفاحية وهوسا بالنسبة لايهود باراك، وغير متدخلين ابدا في كل ما تبقى، فان هذه الاوهام تتبدد لدرجة انه لا يتبقى منها شيء.