خبر أيامهم الأخيرة -يديعوت

الساعة 08:23 ص|05 أغسطس 2009

بقلم: ارئيلا رينغل هوفمان

في الليل بين السابع والثامن من آب 2006، بعد أقل من شهر من نشوب حرب لبنان الثانية، بضغط من رئيس الحكومة ايهود اولمرت، ووزير الدفاع عمير بيرتس ورئيس الاركان دان حالوتس، اجازت الحكومة للجيش احتلال جنوب لبنان والسيطرة على قواعد اطلاق صواريخ حزب الله. سموا ذلك اجازة لبث للعملية البرية. اذا كنا قد كففنا من جماحنا حتى ذلك الحين فقد انتهى ذلك. يدعون الجيش الاسرائيلي ينتصر.

في تلك الليلة اتى اقتراح من بيروت – نشر 15 الف جندي على طول "الخط الازرق" – صيغ في الحكومة اللبنانية بموافقة وزيري حزب الله. ردوا على ذلك في اسرائيل باستخفاف.

في الغد، في الثامن من آب عزل في الواقع من كان يجب ان يقود هذا الهجوم، قائد منطقة الشمال أودي أدام. وعين فوقه نائب رئيس الاركان اللواء موشيه كابلينسكي، حتى لو سموه منسق رئيس الاركان او شيئا يشبه ذلك.

في التاسع من آب، في الـ 15 من آب (العبري) قتل 15 جنديا في الهجوم المجيد الذي خرج قبل ان يجاز القرار اجازة تامة. لم يحرك موت الـ 15 دبوسا واحدا على خريطة المعارض، مليمترا واحدا. لم يحتل جنوبي لبنان واطلقت قواعد اطلاق الصواريخ نحوا من مئتي صاروخ. في الليلة بين التاسع الى العاشر من آب قرر المستوى السياسي تجميدا مؤقتا للقرار المؤجل للهجوم لاحتلال جنوبي لبنان والسيطرة على مواقع اطلاق الصواريخ.

في يوم الخميس، العاشر من آب، غلى الجهاز، في المستوى السياسي وفي المستوى العسكري ايضا. كان احد الاسئلة هو: ماذا سيقولون للاباء عندما يتبينوا ان الابناء ارسلوا لاحتلال جنوب لبنان قبل لحظة من وقف اطلاق النار. وبحث سؤال اخر مقدار خزي الخروج بعد يومين من قرار الدخول. ضغط بيرتس للعمل وطلب اولمرت الانتظار. بمقابلة ذلك انتقل الجدل الى وسائل الاعلام.

عاد ناحوم برنيع، الذي مكث يومين مع القوات في الميدان، من هناك يحمل وجهتي نظر: الاولى انه لا يوجد للجنود طعام وماء، والثانية ان الجنود لا يعلمون من اجل ماذا هم هنالك. او العكس. دعا برنيع رئيس الحكومة الى انهاء الحرب. وقال آري شافيت في رد من تل ابيب، انه اذا هرب اولمرت فلن يستطيع ان يظل رئيسا للحكومة يوما واحدا آخر.

لكن اولمرت وشافيت لم يهربا في الحادي عشر من آب. ولم يهربا في السبت ايضا في الثاني عشر من اب عندما زعم بعض جنرالات هيئة القيادة العامة ان العملية لن تقدم انجازات الحرب شيئا، وان الطلعات الجوية الى عمق الميدان تعرض القوات للخطر، وقد اصبح اتفاق وقف اطلاق النار موقعا تقريبا.

الى ان اصيبت احدى المروحيات العسكرية، بعد ان انزلت الجنود في عمق الميدان بقليل، وتبين ان افراد فريقها قد قتلوا. وهكذا – كما صاغ ذلك احد الجنرالات بعد الحرب من الفور – انتهى احتلال جنوبي لبنان والسيطرة على قواعد اطلاق صواريخ الكاتيوشا. وقف جنود مدرعات بعد عبور وادي السلوقي وسبعة قتلى. وبقي المظليون الذين ادخلوا قبل ذلك في الداخل، عالقين في المكان الذي انزلوا فيه من المروحيات. وبقي جنود لواء جفعاتي في البراح ينتظرون استمرار الطلعات الجوية التي لم تأت.

خمسة أيام من 33 يوما. قصة في قشرة جوز، كما تحب المحكمة ان تصوغ ذلك. خمسة ايام و56 جنديا قتيلا. ولا شيء من النتائج. لو وجدت انجازات في هذه الحرب، كما يزعم بعضهم فانها لم تكتسب في هذه الايام.

اليوم، اليوم بالضبط، بعد ثلاث سنين في الخامس عشر من أب (العبري)، عيد الحب، ستقف 15 عائلة قرب قبور طرية الى الابد، جارحة الى الابد، تحطم النفس كما كانت في اليوم التي حفرت فيه تماما. 15 عائلة وصديقا قريبا، مثل عشرات العائلات التي وقفت هكذا في الاسابيع الاربعة الاخيرة، ومثل اولئك الذين سيأتون المقابر في الايام الثلاثة القريبة، باحثين بيأس عن الابناء، بعد قصة حياتهم القصيرة وبعد لغز موتهم الذي يضربهم مرة بعد اخرى: كيف يمكن ان يحدث لنا هذا.

بعد ثلاث سنين من انقضاء هذه الحرب، اصبحت شفافة، وتم تقويمها بادي الرأي بعملية "الرصاص المصهور" كتبت ووقعت.