خبر يوم ميلاد « النكبة » -يديعوت

الساعة 09:23 ص|04 أغسطس 2009

بقلم: عاموس كرميل

 (المضمون:  نشأة مصطلح النكبة عند العرب عامة والفلسطينيين خاصة – المصدر).

 

القرارات المتوقعة عن مؤتمر فتح المتعلقة بعدم الاعتراف باسرائيل على انها دولة الشعب اليهودي، والرفض السعودي للقيام بخطوات تطبيع تبني الثقة نحو اسرائيل، والجدل في القوانين والتوجيهات في قضية "النكبة" – كل اولئك متصل بالذكرى السنوية التي ستحل غدا.

في الخامس من آب 1948، قبل 61 سنة قبل اليوم، حدثت أول ظاهرة معلنة لمصطلح "النكبة" في سياق النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. في ذلك التاريخ نشر لاول مرة الاقوال التي كتبها قسطنطين زريق، نائب رئيس الجامعة الامريكية في بيروت قبل ذلك باكثر من شهر ونصف، في أوج اول وقف اطلاق للنار في حرب الاستقلال.

قال زريق: "ليست هزيمة العرب في فلسطين مجرد اخفاق او شر عابر. هذه نكبة بكامل معنى الكلمة واحدى اصعب النكبات التي المت بالعرب في اثناء تاريخهم الطويل. تعلن سبع دول عربية الحرب على الصيهونية في فلسطين، وتقف عاجزة مرتدة على ادبارها. تريد سبع دول الغاء التقسيم والقضاء على الصهيونية، لكنها تترك المعركة بعد ان خسرت جزءا كبيرا من ارض فلسطين، حتى ذلك الجزء الذي اعطي للعرب. انها تضطر الى قبول الهدنة التي لا يوجد فيها لا ميزة ولا مكسب من جهتها".

كما قلنا كانت "النكبة" مع ولادتها للعرب عامة، لا للعرب الذين سكنوا داخل فلسطين الانتدابية وسموا بعد ذلك فلسطينيين. ان من صك المصطلح لم يربطه بهرب السكان العرب من يافا وحيفا الذي تم بمبادرتهم، ولا بطرد السكان العرب من اللد والرملة، واخفاق الدول العربية في حربها للصهيونية ولالغاء قرار التقسيم.

في تلك الفترة كان ذلك ما يزال اخفاقا جزئيا. فقد كان اكثر من نصف المساحة التي خصصت للدولة اليهودية – من جنوبي شارع مجدل – بيت جبرين الى ايلات – مفصولا عنها خاضعا في اكثره لسيطرة الجيش المصري. تم الانتقال الى القدس اليهودية من طريق بورما فقط. عسكرت الفيلق الاردنية على مبعدة صغيرة من غوش دان. ومكثت قوات عراقية كبيرة في السامرة وسيطرت على محور الحركة في وادي عارة.

لكن زريق، وهو مواطن لبناني كان شديد خيبة الامل لعدم قدرة الدول العربية الغازية على الامتناع من اعلان اول هدنة تحت رعاية الامم المتحدة، ورأى ان هذا دليل ساطع على "نكبة"، وأن الاخفاق الجزئي في النضال العربي العام للصهيونية سيصبح اخفاقا تاما.

لا شك في ان حقيقة ان زريق صك مصطلح "النكبة" لم تمنحه ملكيته ولم تلغ توسيع استعماله. مثل "الصهيونية" – وهي مصطلح صكه المفكر نتان بيرنبويم في 1890، قبل عقد من تحوله الى معارض شديد للحركة الصهيونية – كان للنكبة حياة تخصها ايضا. يوجد حتى اساس لافتراض ان كثيرا من الساسة العرب في اسرائيل الذين يتحدثون باسمها لا يعرفون شيئا عن زريق. من السهل ايضا ان نفهم ربطهم بين الاحداث التي كرثت شعبهم في 1948 وبين تلك التي حدثت في 1967.

ومع ذلك كله، يبدو انه ليس فيهم ولا في القادة الفلسطينيين اليوم من يكفر بالتعريف الاصلي. فنكبتهم اصلا لا تشتمل على اللاجئين الذين اقتلعوا من اراضيهم فقط بل على حقيقة اقامة دولة اسرائيل وسلب هذه الخطوة شرعيتها. ذرفت دموع كثيرة لفلسطينيين ابرياء في أيام حروب استقلالنا، لكن السطور التي نشرها قسطنطين زريق قبل 61 سنة ما زالت تذكر بالحقيقة نفسها.