خبر « حنون والغاوي ».. أولى ليالي اللجوء بالشيخ جراح

الساعة 05:21 م|03 أغسطس 2009

"حنون والغاوي".. أولى ليالي اللجوء بالشيخ جراح

فلسطين اليوم- وكالات

رغم أنهم أمضوها على قارعة الطريق قبالة منازلهم التي طردوا منها، لم يقض أفراد عائلتي حنون والغاوي بحي الشيخ جراح بالقدس المحتلة ليلتهم الأولى كلاجئين بلا مأوى في البكاء على أطلال المنازل التي سلمتها سلطات الاحتلال لمستوطنين يهود.

 

فقد هبوا يسلكون كل سبيل لإثبات حقهم وفي ذلك التوجه للمحكمة الإسرائيلية لتحريك دعواهم، والاشتباك مع قوات الاحتلال اليوم الإثنين 3-8-2009 ما أسفر عن إصابة جنديين، واعتقال وإصابة عدد من أفراد العائلتين، بينما توالت ردود الأفعال الدولية المدينة لطردهما.

 

وبعد أن طردهم الاحتلال من بيوتهم أمس على خلفية نزاع ملكية مع جمعيات يهودية، أمضى أفراد عائلتي حنون والغاوي، ليلتهم الأولى على قارعة الطريق مع ما تبقى من أثاثهم الذي ألقى به جنود الاحتلال في الشارع.

 

ويقول ماهر حنون: "ولدت في هذا المنزل وأولادي أيضا وكنت أقيم بشكل قانوني، والآن أصبحنا في الشارع عبارة عن لاجئين"، متسائلا: "أين هو القانون عندما يأتي الاحتلال مع الفجر ليطردنا من بيوتنا دون سابق إنذار، ورغم ذلك نحن نمتلك الإثبات على أحقيتنا بالبيت".

 

ويأتي طرد العائلتين بعد أن رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية التماسهما بعدم إخلاء المنازل رغم قيامهما بتقديم وثائق عثمانية تثبت ملكية عائلات إسكان الشيخ جراح للأرض التي تقوم عليها مساكنهم، وتبطل ادعاء الجمعيات اليهودية بملكية الأرض.

 

وتتكون عائلتا حنون والغاوي من حوالي 70 شخصا ثلثهم من الأطفال والنساء يواجهون مصيرا مجهولا بعد طردهم من منازلهم التسع الموجودة بحي الشيخ جراح الذي يعد من أهم أحياء القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 ، وفيه مقر قنصليات عدة دول غربية من بينها فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا والسويد.

 

هبة حنون والغاوي

 

ومع صباح اليوم الإثنين توجه أفراد عائلتي حنون والغاوي للمحكمة الإسرائيلية لمحاولة البت في قضيتهم وإثبات ملكيتهم لهذه البيوت، فيما تجددت الاشتباكات ما بين أهالي الحي وأفراد الشرطة الإسرائيلية المتواجدين فيه.

 

وأصيب عدد من أفراد عائلة الغاوي، كما تم اعتقال آخرين خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت اليوم قُبالة المنازل التي استولت عليها الجماعات اليهودية المتطرفة، كما أسفرت المواجهات عن إصابة جندي ومجندة إسرائيليين نقلا إلى المستشفى.

 

ويحتشد في المنطقة عدد كبير من المواطنين إلى جانب عدد كبير من سكان الحي، كما تتواجد قوات معززة من شرطة وحرس حدود الاحتلال والوحدات الخاصة، ولا زالت المواجهات دائرة بين الطرفين، فيما تواصل الجماعات اليهودية المتطرفة، والمدججة بالسلاح، والتي كانت استولت على منزلي الغاوي وحنون أمس، استفزازاتها للمواطنين.

 

وأغلقت شرطة الاحتلال جميع الشوارع المؤدية إلى الحي وفرضت طوقا عسكريا محكما على محيط المنطقة.

 

وكان نحو 500 من أهالي القدس، قد خرجوا في مسيرة تضامنية مساء أمس في أول رد فعل شعبي على طرد العائلتين، وأوضحت مصادر إعلامية لـ"إسلام أون لاين.نت" أن "المسيرة تحولت فيما بعد لمظاهرة ضد قوات الاحتلال المتواجدة في الحي، وقد قامت تلك القوات بالاعتداء على المحتجين ما أسفر عن إصابة العديد من المتظاهرين، واعتقال 11 آخرين".

 

التوجه لمجلس الأمن

 

وفي ردها على ما قام به الاحتلال، قررت السلطة الفلسطينية التوجه إلى مجلس الأمن الدولي للعمل فورا على إعادة العائلتين إلى منازلهما.

 

وقال رفيق الحسيني، محافظ مدينة القدس: "إن الخطوة التي يجب الإسراع بها بعد استيلاء المستوطنين بالقوة البوليسية على المنزلين هو التوجه إلى مجلس الأمن، ومطالبة المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة واللجنة الرباعية، والاتحاد الأوروبي بالعمل فورا على إعادة العائلات إلى بيوتهم".

 

وأوضح الحسيني أن "اتصالات بدأت مع الأطراف الدولية لمطالبتها بتحمل مسئولياتها وتحذيرها من تداعيات ما جرى في الشيخ جراح وما ستحمله الأيام القادمة من تطورات".

 

من جانبه قال حاتم عبد القادر، وزير شئون القدس السابق: "ما جرى في حي الشيخ جراح رسالة قوية لمؤتمر فتح السادس، ما يجعل قضية القدس هي الأولى والأساسية التي يجب على المؤتمر أن يضعها على رأس الأولويات"، داعياً السلطة الفلسطينية إلى "مطالبة مجلس الأمن عبر المجموعة العربية بعقد جلسة طارئة لبحث الاعتداءات على الفلسطينيين في الشيخ جراح".

 

علي أبو شيخة، مستشار الحركة الإسلامية في فلسطين 48 لشئون القدس والأقصى أكد أن "ما قام به الاحتلال في الشيخ جراح يعتبر مرحلة من مراحل التطهير العرقي الذي يمارسه بحق أهلنا المقدسيين.. هذا تطهير عرقي بأبشع صوره، ومع ذلك فإنه لن يزيدنا وأهلنا المقدسيين إلاّ صمودا وإصراراً للبقاء في أرضنا ومدينتا المقدسة".

 

تنديد دولي

 

من جانبه قال المتحدث باسم القنصلية الأمريكية في القدس: "كما ذكرت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في السابق فإن إجلاء العائلات وهدم البيوت الفلسطينية في القدس الشرقية لا يتوافق مع الالتزامات الإسرائيلية وفق خطة خارطة الطريق".

 

وأوضح المتحدث: "نحن نحث الحكومة الإسرائيلية ومسئولي البلدية على الامتناع عن أي أعمال استفزازية في القدس الشرقية وفي ذلك هدم المنازل والإخلاءات".

 

أما روبرت سيري، منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، فقد وصف طرد العائلتين بأنه "غير مقبول على الإطلاق"، مشيرا إلى أن الوسطاء الدوليين ناشدوا إسرائيل في الآونة الأخيرة وقف «الأعمال الاستفزازية» في القدس الشرقية.

 

بدوره قال ريتشارد مايرون، الناطق باسم المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في بيان له: "نأسف كثيرا لهذه الأعمال غير المقبولة التي تقوم بها إسرائيل عبر اقتلاع فلسطينيين مسجلين لدى الأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة) في الشيخ جراح من منازلهم".

 

من جهتها دانت القنصلية البريطانية في القدس في بيان لها طرد العائلتين وقالت: "نشعر بالاستياء من هذا الطرد، الحجة الإسرائيلية التي تقول إن فرض توطين مستوطنين يهود متطرفين في حي عربي قديم يعود إلى المحاكم الإسرائيلية أو البلدية، مرفوضة"، واعتبرت أن "هذه الأعمال لا تتناسب مع الرغبة في السلام التي تعبر عنها إسرائيل".