خبر مواجهات بـ« الشيخ جراح » بعد طرد عائلتين فلسطينيتين

الساعة 04:54 م|02 أغسطس 2009

فلسطين اليوم: غزة

أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي عائلتين من أهالي حي الشيخ جراح بمدينة القدس الشرقية على إخلاء بيوتهم صباح اليوم الأحد 2-8-2009، وعملت في المقابل على استقدام جماعات استيطانية لإسكانهم فيها، وسط مواجهات عنيفة تدور في هذه الأثناء بين المواطنين من سكان الحي وقوات الاحتلال.

وقال محمد صادق مدير مركز إعلام القدس لـ "إسلام أون لاين": إن "قوة كبيرة من الشرطة الإسرائيلية معززة بحراسة أمنية من جنود الاحتلال قامت بعد فجر اليوم الأحد باقتحام حي الشيخ جراح، وعمدت إلى هدم خيمة الاعتصام التي أقامها الأهالي منذ نحو شهرين".

وأضاف صادق: "هاجمت قوة من الشرطة منازل عائلتي حنون والغاوي المكونة من 9 منازل، وقامت بإخراجهم بالقوة من منازلهم دون السماح لهم بإخراج أي شيء منها، وفي المقابل أحضرت مجموعات من المستوطنين للإقامة فيها".

جاء ذلك بعد أن رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية التماس العائلتين بعدم إخلائهما رغم حصولهما على وثائق عثمانية تثبت ملكية عائلات إسكان الشيخ جراح للأرض التي تقوم عليها مساكنهم، وتبطل ادعاء الجمعيات اليهودية بملكية الأرض بوثائق لا أساس لها من الصحة.

وتتكون عائلتي حنون والغاوي من 53 شخصا ثلثهم من الأطفال والنساء، وما زالوا يواجهون مصيرا مجهولا عقب طردهم من بيوتهم.

في هذه الأثناء، تدور مواجهات عنيفة بين المواطنين من سكان الحي وبين قوات الاحتلال التي شرعت باستخدام الهراوات والرصاص والقنابل الغازية المُسيلة للدموع لتفريق المواطنين، ما أسفر عن إصابة عدد من الفلسطينيين واعتقال آخرين.

وقالت ريما، الناشطة في إحدى مؤسسات المجتمع المحلي المقدسي والمتواجدة على مدخل الشيخ جراح، إن قوات الاحتلال قامت باعتقال نحو 20 ناشطا أجنبيا، إضافة إلى إصابة 3 مواطنين بجروح مختلفة.

وأوضحت لـ"إسلام أون لاين" أن قوات الاحتلال تفرض شبه طوق أمني كامل على الحي وتمنع الوصول إليه، مشيرة إلى أن الجرحى ما زالوا داخل الحي وتمنع قوات الاحتلال الوصول إليهم، وهناك أنباء عن إصابات خطيرة بينهم، وهو ما يعرض حياتهم للخطر.

واعتبرت ريما أن هذه الخطوة مقدمة لتنفيذ أوامر الإخلاء الـ28 بحق العائلات الفلسطينية في الشيخ جراح، وهو ما سيشكل مرحلة جديدة في التهويد الإسرائيلي الذي تتعرض له مدينة القدس.

ومنذ سنوات يتعرض الحي إلى هجمة إسرائيلية تهدف للسيطرة عليه وكسر الحلقة العربية التي تشكلها هذه الأحياء حول البلدة القديمة من مدينة القدس، بلغت أشدها في الربع الأول من عام 2009 وكان أحدثها تسليم الاحتلال 28 أسرة فلسطينية إخطارات للرحيل عن بيوتهم الشهر الماضي.

ويعد حي الشيخ جراح واحدا من بين مجموعة أحياء بدأ الاحتلال السيطرة عليها تحت حجة عدم وجود تراخيص أو إثباتات لدى العائلات الفلسطينية التي تسكنها، ومن هذه الأحياء أيضا حي البستان الذي يقع في حي سلوان.

ويعيش في الحي نحو 55 عائلة فلسطينية من بينها عائلة النشاشيبي، وعائلة حنون، والقاسم، والسكاكيني والكثير من العائلات الفلسطينية المشهورة، ويبلغ عدد سكان الحي نحو 600 مواطن فلسطيني أغلبهم تعود أصوله إلى عائلات تم تهجيرها من الأراضي المحتلة عام 48.