خبر ازدهار ملحوظ في مهنة إعادة تصنيع المخلفات الصلبة في غزة رغم محاذير استخدامها

الساعة 06:39 ص|02 أغسطس 2009

فلسطين اليوم-غزة

بالرغم مما أتاحته مهنة إعادة تصنيع الـمنتجات الهالكة من فرص عمل لأعداد كبيرة من الـمتعطلين عن العمل في قطاع غزة الـمحاصر إلا أن عدداً من القائمين على هذا النشاط حذروا من خطورة الأضرار الـمترتبة بشكل خاص على إعادة تصنيع الـمنتجات البلاستيكية، كون هذه الصناعة غير خاضعة للرقابة والإشراف على الـمواد الداخلة فيها.

وكشف سامي النفار رئيس اتحاد الصناعات البلاستيكية عن جملة من الـمخاطر التي تحف بالـمنتجات الـمعاد تصنيعها من مخلفات الصناعات البلاستيكية، لافتاً إلى أن بعض منتجي الأطباق البلاستيكية الـمستخدمة في تقديم وجبات الطعام خاصة في الولائم لا يكترثون بطبيعة الـمواد الداخلة في تصنيع هذه الأطباق.

وأوضح النفار في حديث لـ صحيفة "الأيام" أن سير عملية صناعة الـمنتجات البلاستيكية يتم بداية بجمع الـمخلفات البلاستيكية بشكل عام سواء مخلفات الـمقاعد البلاستيكية أو الأطباق الـمستخدمة أو عبوات البلاستيك الدوائية والغازية، وكذلك العبوات البلاستيكية الخاصة بمولدات الطاقة في الـمركبات (البطاريات) وغيرها من العبوات التي تحتوي على مواد كيميائية، ثم يتم التعامل مع هذه الـمخلفات عبر تكسيرها لتباع على شكل بلاستيك مجروش إلى الـمصانع التي تقوم بإعادة صناعتها في ظل عدم توفر الـمواد الخام "حبيبات البلاستيك".

واعتبر أن أكثر هذه الـمنتجات الـمعاد تصنيعها خطورة على صحة الـمستهلك يتمثل في أطباق الطعام البلاستيكية التي تباع في أسواق غزة دون رقابة أو فحص لـمحتويات الـمواد الـمستخدمة في صناعتها، مبيناً أن نسبة كبيرة من هذه الأطباق تمت صناعتها باستخدام مواد بلاستيكية ملوثة.

وأشار إلى إمكانية استخدام مخلفات الـمنتجات البلاستيكية في إنتاج منتجات أخرى بعيدة عن الاستخدام الـمباشر للـمستهلك "الأطباق والـملاعق والأكواب البلاستيكية"، حيث من الـممكن أن تستخدم هذه الـمخلفات في تمديدات الري الزراعي والـمقاعد البلاستيكية وشماعات تعليق الـملابس ومنتجات أخرى.

ونوه إلى ما تشكله إعادة التصنيع من أهمية في الحفاظ على البيئة طالـما أخضعت هذه الصناعة للرقابة اللازمة.

وبين أن الاتحاد عمل مؤخراً على مخاطبة جهات رسمية وأجنبية حول مخاطر الـمنتجات الـمعاد تصنيعها، داعياً تلك الجهات لتفعيل جهدها في الضغط على الجانب الإسرائيلي كي يسمح باستئناف إدخال الـمواد الخام اللازمة للصناعات البلاستيكية.

ولـم تقتصر مهنة إعادة التصنيع على الـمنتجات البلاستيكية، إذ نشطت مؤخرا مهنة إعادة تصنيع واستخدام منتجات الصناعات الـمعدنية وإن كانت منتجات هذه الصناعة لا تشكل خطراً بل عادت بفائدة على مواطني القطاع في ظل امتناع الاحتلال عن إدخال الحديد وسائر الـمواد الخام الـمستخدمة في الصناعات الـمعدنية.

وأشار محمد الـمنسي رئيس اتحاد الصناعات الـمعدنية إلى أن هناك حركة نشطة في أوساط الورش الصناعية مثل الـمساكب والـمخارط التي عملت مؤخراً على إعادة تصنيع مخلفات الـمنتجات الهالكة من منتجات الألـمنيوم والنحاس وإعادة استخدامها، حيث إن لدى هذه الـمنشآت القدرة على صهر تلك الـمنتجات وإعادة تصنيعها.

وبين أن ما يتعلق بالحديد الـمستخرج من الـمباني التي دمرها الاحتلال في حربه الأخيرة على غزة يتم التعامل معه بطريقة أخرى غير إعادة صهره نظراً لعدم توفر مصانع وأفران لصهر الحديد الصلب، حيث تعمل ورش الحدادة على إعادة تنظيف هذه الأسياخ وتجريدها من الصدأ كي يتم استخدامها بمقاسات أقل من مقاسات صناعتها الأولى وذلك بما يصلح لأغراض مختلفة مثل الحماية الحديدية الـمستخدمة في الشركات وبعض الأنماط الإنشائية كأعمال إصلاح بعض الـمباني وإعادة بناء وتأهيل الأضرار التي لحقت جزئياً ببعض الـمنشآت.