خبر الصحوة الامريكية..هآرتس

الساعة 08:21 ص|31 يوليو 2009

بقلم: عاموس هرئيل

خلاصة أولية للمحادثات التي اجراها هنا هذا الاسبوع كبار مسؤولي ادارة اوباما، والتي تكرس جزء هام منها لمساعي وقف البرنامج النووي الايراني، تبرز الصورة التالية: الامريكيون، بتأثير سلوك النظام في طهران منذ اضطرابات الانتخابات للرئاسة هناك في حزيران، يبدون لاول مرة مزيدا من التفهم للتفسير الاسرائيلي للتطورات. الولايات المتحدة أكثر شكا مما في الماضي بالنسبة لفرص الحوار الدبلوماسي، وحتى العقوبات المتشددة بعد فشله، في أن تصرف الايرانيين عن غايتهم.

ومع ذلك، يبدو ان معارضة الادارة لهجوم اسرائيلي في الزمن القريب القادم لا تزال على حالها. اما الوعود التي تنثرها الولايات المتحدة بالنسبة لـ "مظلة الحماية" التي ستزودها لاسرائيل، اذا وصلت ايران الى القنبلة، لا تزال لا ترضي حكومة نتنياهو. المحادثات في هذا الشأن بدأت في اسرائيل فور مشاركة طائرات حربية من الولايات المتحدة واسرائيل في مناورة "العلم الاحمر" في قاعدة سلاح الجو نيلس في نيفادا، في اثنائها تم التدرب على تزويد الطائرات الاسرائيلية في الجو بالوقود من طائرات امريكية.

ايران، الى جانب استمرار المفاوضات في القناة الفلسطينية، وقفت في بؤرة زيارات وزير الدفاع روبرت غيتس ومستشار الامن القومي المستشار جيم جونز. وأمل الامريكيون في البداية بفتح حوار مع الايرانيين في ايلول واجراء اعادة تقويم للوضع بشأن سياستهم حتى نهاية السنة الحالية. اما الان، في ضوء التملص الايراني من الاتفاق على بدء الحوار، يحتمل أن يتسارع الجدول الزمني قليلا: تقويم الوضع سيتقدم وفي اعقابه ايضا التوجه الى العقوبات. الولايات المتحدة على علم جيد بان ايران تواصل التقدم نحو النووي وانه حتى منتصف 2010 من شأنها أن تجتاز عتبة حرجة اخرى، القدرة على تفجير منشأة نووية لاول مرة. في الخلفية، توجد الازمة الداخلية الحادة في ايران. الرئيس الامريكي براك اوباما تردد على مدى اسابيع قبل أن يطلق اول تنديد له للقمع العنيف للاحتجاج على نتائج الانتخابات. ورد الايرانيون بهجوم منفلت العقال على اوباما. ولكن الرسالة الامريكية، مثلما كتب هذا الاسبوع مايكل سينج، رجل معهد واشنطن لبحوث الشرق الاوسط، لا تزال مشوشة وغير مركزة. وكل اسبوع يتناول مسؤول كبير آخر في الادارة التهديد النووي الايراني وامكانية أن تقرر اسرائيل مهاجمته لشل فعاليته، ولكن سلسلة التصريحات (من اوباما، نائبه جو بايدن، غيتس، وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ورئيس الاركان الادميرال مايكل ميلر) لا تبث لايران، او لاسرائيل، خطا موحدا وواضحا.

مع أنه يبدو ان "الضوء الاحمر" الامريكي لاسرائيل يوجد على حاله في هذه الاثناء، الا أن التصريحات المتواترة لرئيس الوزراء ووزير الدفاع في أن كل الخيارات، بما فيها الهجوم العسكري، تبقى على الطاولة، تخدم بالذات الامريكيين. فهي تسمح لاوباما بان يلوح بالعصا الاسرائيلية كوسيلة لدفع الايرانيين نحو الحوار، بل وربما التنازلات.

يأخذ الاسرائيليون الانطباع بان سلسلة الاهانات التي تلقتها ادارة اوباما من كوريا الشمالية تؤثر في شيء ما على علاقاتها مع ايران ايضا. اذا سارت طهران في طريق بوينغ ينغ وتحدت في السنة القادمة الولايات المتحدة علنا، من خلال تفجير منشأة نووية، فان الرد الامريكي كفيل بان يكون اكثر حدة. كلينتون تحدثت الاسبوع الماضي عن "مظلة حماية" من الولايات المتحدة لاسرائيل ولدول الخليج، ولكن بعضا من التحليلات لاقوالها شددت على النقيض مما سعت على ما يبدو الى تحقيقه – تسليم محتمل بالقنبلة الايرانية. في محادثات بين امريكيين واسرائيليين، تطرح ايضا افكار اخرى، مثل الاعلان عن أن غواصة نووية امريكية ستوجه بشكل دائم صواريخ نحو طهران، اذا ما اعلنت هذه علنا بانها في طريقها الى القنبلة.

مناورة جوية مشتركة

في هذه الاثناء، ودون صلة مباشرة بالمحادثات في اسرائيل ينشر في موقع سلاح الجو الامريكي تقرير عن المناورة المشتركة في نيفادا. ويبلغ الامريكيون عن سرب من طائرات اف – 16 أي (العاصفة)، من الطراز الحديث يشارك عند الحاجة في عبء الهجوم على اهداف بعيدة. في "علم احمر" التي يجريها الامريكيون ايضا مع اسلحة جو من دول صديقة اخرى، يجري التدرب على المعارك الجوية مع اسراب تمثل العدو.

ويجري الموقع مقابلة صحفية مع الرائد جلعاد، طيار "عاصفة" من قاعدة رامون يروي بان المناورة المشتركة "تسمح بالتعرف كثيرا الواحد على الاخر. تكتيكات جديدة وتقنيات طيران جديدة على حد سواء". ويشير الامريكيون الى فارق بارز بين سلاحي الجو: لطياري اف – 16 الاسرائيليين مسموح النزول حتى ارتفاع مائة قدم فوق الارض عند الحاجة. قيد الامان لنظرائهم من الولايات المتحدة اكثر تشددا – 500 قدم.

الرائد كيت لاو، ضابطة عمليات من القاعدة الامريكية تضيف تقول: "الجميع جاءوا الى هنا ليتعلموا كيف يقاتلوا معا. نحن نأتي بقوات من حلفائنا كي نتمكن من معرفة قدراتهم القتالية والاشخاص انفسهم. فليست العقلية فقط وطريقة التخطيط والتنفيذ التكتيكية لاسلحة الجو بل وايضا منظوماتنا. فهل منظومات الاتصال والقتال لدينا منسقة؟ هل يمكننا أن نسمع الواحد الاخر؟ من المفضل ان نعرف الان وليس عندما تسقط القنابل".

مؤشر لما سيأتي؟ ليس بالضرورة. جون بولتون، السفير الامريكي الى الامم المتحدة في عهد ادارة بوش، الصقر الكبير الذي اخذ على عاتقه مهمة كاتو الشيخ في موضوع النووي الايراني، كتب هذا الاسبوع في "وول ستريت جورنال" ان مهمة الوزير غيتس هي اقناع اسرائيل بعدم مهاجمة ايران، ولكن اسرائيل هي التي يتعين عليها أن تقرر بنفسها قريبا. لن يكون مفاجئا، كما يدعي بولتون، اذا هاجم الاسرائيليون ايران في نهاية السنة. هذا عبء هائل ملقى على اسرائيل، كتب يقول، ولكن دون مثل هذا الهجوم "ابدأوا بالاستعداد لايران نووية".