خبر حساب النفس لدينا كشعب: قبيل التاسع من آب -إسرائيل اليوم

الساعة 08:54 ص|29 يوليو 2009

بقلم: يعقوب عميدرور

 (المضمون: الاصرار على احياء التاسع من آب، ذكرى خراب الهيكل وبدء المنفى هو تأكيد على البعد الوطني للأمة وليس مجرد ذكرى دينية - المصدر).

"هل حقا لسنا قادرين الا على حياة منقطعة، ثقافة منقطعة ورموز منقطعة للواقع؟"، هكذا سأل أحد قادة حركة العمل، بريل كتسنلسون، في مقال كتبه لقادة حركة الشبيبة للهستدروت قبل 75 سنة، حين علم أنهم يعتزمون الخروج مع تلاميذهم في المعسكر في التاسع من آب.

لم يكن هو شخص يؤدي الفرائض الدينية، العكس هو الصحيح، بريل كان احد رواد الانقطاع عن المجتمع الديني للمنفى ومن زعماء الفهم لبناء اليهودي الجديد في أرض اسرائيل، اليهودي الحر من الدين والمرتبط بالمذهب الاشتراكي العالمي. ولكنه كان مثقف علماني فهم ان من يفقد ماضيه – لن يكون له مستقبل؛ او على حد تعبيره: "ما هي قيمة وما هي ثمرة حركة تحرير ليست لها جذور وفيها نسيان. بدلا من ان نطور ونعمق في أوساط حملتها الاحساس بالاصالة ومعرفة المصادر، فانها تشوش ذاكرة نقطة المنطلق". وفي السياق: "الجيل الذي كل معنى حياته هو في أنه يشكل جسرا من الخراب والمنفى الى حياة الاستقلال والحرية – هل هذا الجيل سيشق طريقه نحو هدفه من خلال نسيان يوم حزن شعبه؟".

اقتبس عن بريل كتسنلسون (المنسي) لان ليست أي من حججه دينية، ليست أي حجة تقوم على أساس الاكراه الديني أو هي مثابة محاولة للتسويق لمن ليس محافظا على التوراة ومؤيدا لأي فرائض كانت وهما روحيا مزعوما. العكس هو الصحيح. فقد كتب ما كتبه لانه فهم لان الرموز قوة في حياة الامة تتجاوز الغاية الدينية لها، وأنه حتى من لا يرغب في البعد الديني ملزم بأن يحافظ على الرموز من أجل مستقبله.

وماذا نفعل نحن، بعد قيام الدولة بالذاكرة غير محاولة نسيانها؟ فهل سنسمع مرة اخرى قبيل التاسع من آب الادعاءات عن حق مواطني اسرائيل في الجلوس في المقاهي في مساء يوم الصيام والحزن؟

من منا لا يغضب على اولئك الذين ينسون يوم الذكرى لضحايا الجيش الاسرائيلي ويوم الذكرى للكارثة او يوم الذكرى لاغتيال اسحاق رابين؟

ولكننا نتجاهل يوم الذكرى للخراب الفظيع الذي بسببه فقد شعب اسرائيل سيادته في البلاد ومنه بدأ منفاه الذي استمر ألفي عام.

        لا يدور الحديث عن حق فردي يمكن لكل واحد منا ان يتصرف فيه على هواه. هذا الاحياء مطلوب من الجميع كتعبير روحي عن الشعب والدولة.

اليوم، ربما اكثر من اي وقت مضى، يوجد للتاسع من آب ايضا معنى عملي، يتعلق بالتشكيك بشرعية وجود دولة اسرائيل. يوجد اليوم غير قليل ممن يحاولون ان يحددوا بان المبرر لقيام الدولة يعود الى احداث الكارثة. الدولة اليهودية اقيمت، حسب هذا الادعاء لتكفير عن القتل الفظيع لليهود في الحرب العالمية الثانية، والعرب يدفعون ظاهرا ثمن الضمير المعذر لشعوب اوروبا والولايات المتحدة.

بمعنى ظلم أحيق بالعرب بمجرد اقامة دولة اليهود. تجاهل التاسع من آب ينخرط جيدا في هذه القصة فهو يسمح بنسيان نحو 2000 سنة من الحزن والتوق لدولة يهودية في أرض اسرائيل، دون أي صلة بالكارثة.

كما هو معروف، تقاليد غير مؤكدة تزعم بأنه عندما رأى الامبراطور الفرنسي نابليون يهودا يبكون وقيل له انهم يذكرون بالصيام وبالبكاء خراب بلادهم، قال: من يحزن على خراب بلاده بهذا الشكل لزمن طويل، فانه سينالها من جديد.

لا ادري اذا كانت القصة صحيحة، ولكن واضح لي بما فيه الكفاية بأن من ينسى خراب شعبه ووطنه، ويفضل الدوس على رموز الذكرى بصلابة قلب، يعرض للخطر قدرة الشعب والمجتمع على احتمال العبء اللازم للحفاظ على السيادة التي نتمتع بها نحن اليوم.

التاسع من آب ليس فقط يوما ذا أهمية دينية. هذا يوم ذاكرة وطنية يبقي حدثا تأسيسيا في تاريخ شعبنا. وعليه لا يجب نسيانه ويجب تذكره بالسبيل المناسب.

من يحافظ على الفرائض – فليفعل ذلك بالصيام وبتلاوة مواثيق الخراب، ميثاق ايخا، أما من هي هذه الامور غريبة عليه – فليكتفي بحساب وطني للنفس وبالذكرى التاريخية، ولكن ليس بالتجاهل وبالاستخفاف. فهذه ليست لشرفنا كشعب.