خبر إيران أولا- يديعوت

الساعة 08:05 ص|28 يوليو 2009

بقلم: غيورا ايلاند

 (المضمون: حتى لو كان مهما التوصل الى تفاهم في الموضوع الفلسطيني، فان الحاح الموضوع الايراني يفترض أن يحصل على الاولوية - المصدر).

هذا الاسبوع من المتوقع لاربعة ضيوف امريكيين كبار ان يصلوا الى اسرائيل: وزير الدفاع، رئيس مجلس الامن القومي والمبعوثان دنيس روس وجورج ميتشيل. ظاهرا يوجد اتفاق كبير مع الضيوف بالنسبة لايران وعدم اتفاق في الموضوع الفلسطيني، ولكن عدم الاتفاق في الموضوع الايراني كبير بقدر لا يقل.

لما كان الحديث يدور عن موضوع يفترض أن تتخذ فيه قرارات ما في غضون بضعة أشهر فان عدم الاتفاق هذا هو أكثر حرجا.

عدم الاتفاق في الموضوع النووي الايراني يتناول أربع مسائل: المسألة الاولى، هي الموقف من تخصيب اليورانيوم. سياسة ادارة بوش تطابقت والمفهوم الاسرائيلي، وبموجبه مجرد القدرة على تخصيب اليورانيوم (وان كان في مرحلة معينة يتم الامر لاغراض مدنية) هي المفتاح لانتاج سلاح نووي في المستقبل، وعليه محظور السماح لايران بمثل هذه القدرة. سياسة ادارة اوباما مغايرة، وبموجبها من حق ايران ان تطور قدرة نووية للاغراض السلمية.

المسألة الثانية تتناول شروط المفاوضات مع ايران. سياسة بوش اعتقدت بانه شرط ضروري لاجراء المفاوضات بين الولايات المتحدة واسرائيل هو وقف تخصيب اليورانيوم، واذا لم توافق ايران – فعندها يجب تشديد العقوبات ضدها. اما الادارة الحالية فمستعدة للمفاوضات دون شروط مسبقة، في ظل التلميح بان مجرد وجود المفاوضات سيرجىء تشديد العقوبات.

المسألة الثالثة تتناول أهمية الموضوع. في نظر اسرائيل لا يعتبر وقف ايران فقط الامر الاهم، بل هو ايضا شرط للحفاظ على الاستقرار في المنطقة. ويشارك في هذا الموقف بكل القوة دول عديدة، وعلى رأسها مصر والسعودية. في نظر الولايات المتحدة هذا الموضوع ليس هاما جدا وهو ليس فقط اقل أهمية من تحقيق نجاح في افغانستان وفي العراق (وهذا بالتأكيد مفهوم)، بل انه اقل اهمية بكثير من مسائل اخرى مثل كيفية عدم اغضاب روسيا من خلال تعزيز جورجيا.

قبل اسبوع زار جورجيا نائب الرئيس الامريكي. تصريحاته من هناك تشكل دقا لاصبع في العين الروسية. بهذا المفهوم تواصل ادارة اوباما الحالية سياسة ادارة بوش، التي رأت في روسيا عدوا بدلا من شريك محتمل.

واضح للجميع بان وقف ايران يستوجب ائتلافا دوليا يوافق على عزلها اقتصاديا، سياسيا وعسكريا. روسيا هي الدولة المفتاح. اذا لم تؤيد خطوات الولايات المتحدة، فلن تؤيدها الصين واليابان ايضا – عندما لن يحصل هذا، فلن تشعر ايران باي ضغط. وبدلا من ربط روسيا بالكفاح ضد ايران، تواصل الادارة الامريكية المنع بكلتي يديها بامكانية خلق ائتلاف حقيقي يؤيد العقوبات الناجعة ضدها.

المسألة الرابعة تتناول الخيار العسكري. بينما ترى اسرائيل فيه حل محتمل، حتى وان كان كمخرج أخير، تطلق الولايات المتحدة رسالة واضحة (بالاساس من خلال تصريحات وزير الدفاع)، بان ليس لهذا الخيار أمل.

زيارة أربعة المسؤولين الامريكيين الكبار تشكل فرصة، ربما أخيرة، لتقليص عدم التوافقات هذه. اذا ما وافقت الولايات المتحدة على ان تخصب ايران اليورانيوم، ينبغي على الاقل ان نضمن بان تكون اكثر تصلبا معها في كل ما يتعلق بالشروط الفنية، مثلا، في أن تكون المادة المخصبة بمستوى 5 في المائة تحول فورا تحت الاشراف الدولي الى قضبان وقود (يصبح من الصعب جدا بعد هذا مواصلة تخصيب المادة الى أن تنتج قنبلة). وحتى لو كان مهما التوصل الى تفاهم في الموضوع الفلسطيني، فان الحاح الموضوع الايراني يفترض أن يحصل على الاولوية.