خبر إف بي آي:تورط إسرائيليين في « عصابة »الحاخامات

الساعة 07:22 م|26 يوليو 2009

فلسطين اليوم: غزة

كشفت التحقيقات المتواصلة لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) في قضية غسيل الأموال وتهريب أعضاء بشرية المتهم فيها حاخامات يهود بولايتي نيويورك ونيوجيرسي عن تورط إسرائيليين في القضية، فيما وصف القائم بأعمال المدعي العام بنيوجيرسي الحاخامات المتهمين  بأنهم "زعماء عصابات".

وكشفت وثائق - قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم الأحد 26-7-2009 إنها اطلعت عليها - أن جزءًا من ملايين الدولارات المستخدمة في هذه العمليات جاء من مصادر إسرائيلية لم تحددها الصحيفة، موضحة أن ثمة امتدادًا "نشطا" لهذه الشبكة في إسرائيل، غير أن المتحدث باسم جهاز الشرطة الإسرائيلية أكد عدم اشتراك جهات في بلاده بأي نوع من التحقيقات في هذه القضية، رافضا الإدلاء بمزيد من التعليقات.

يأتي هذا فيما كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي أن الشخص الثاني بعد المتهم الأول الحاخام الأمريكي إلياهو بن حاييم في هذه الجرائم، هو مواطن إسرائيلي ساعد على تبييض الأموال وتوسّط بينه وبين جهات طلبت تبييض أموالها.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية فإن "شبكة الحاخامات تحوّلت عمليا إلى بنك كبير ومطلوب لتنفيذ عمليات تبييض أموال، بالتحايل على قانون أمريكي يكفل للمعابد والمنظمات الدينية تسهيلات في الضرائب وحرية نسبية للعمل بعيدا عن أعين إف بي آي".

وقدر محققون في "إف بي آي" أن حجم تبييض الأموال في هذه القضية بلغ ثلاثة ملايين دولار، غير أن مصدرا في الشرطة الفيدرالية قال: "ما زال من السابق لأوانه تقييم حجم الخديعة، وأخشى أن تكشف الأيام القادمة عن ارتفاع المبالغ التي تم تبييضها كما كان في قضية مادوف (ملياردير أمريكي يهودي أدين بالاحتيال)"، بينما قال مصدر ثالث في الشرطة إن حجم هذه العمليات المشبوهة يصل إلى عشرات ملايين الدولارات.

البداية

وبدأت القضية -بحسب تفاصيل عرضتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية- "بتهم تحايل مصرفي وجهت ضد أحد أفراد الجالية السورية اليهودية المنعزلة في مدينة ديل بولاية نيوجيرسي في مايو 2006، ويدعى سلمان دويك، وهو مقاول عقارات متعثر وناشط في العمل الخيري، بتهم توقيع شيك بدون رصيد قيمته 25 مليون دولار".

ونقلت الصحيفة عن أشخاص عدة اطلعوا على تفاصيل القضية قولهم إن "دويك بعد أن ألقي القبض عليه أصبح مخبرا فيدراليا وظهر كمقاول عقارات غير سوي يقدّم رشاوى نقدية من أجل الحصول على موافقات حكومية إلى أن تضخمت القضية لتصبح فضيحة سياسية تضاهي قضايا الفساد الأكثر بروزا التي وقعت خلال الأعوام الأخيرة في نيوجيرسي".

وقد وضعت السلطات خطتين منفصلتين، تتعلق إحداهما بغسل أموال ذات صلة بحاخامات وأعضاء الجالية اليهودية السورية في بروكلين ومدنية ديل، والأخرى مرتبطة بفساد سياسي ورشى شملت مسئولين عوام معظمهم في نيوجيرسي وهوبوكن، وكان دويك هو الرابط الواضح بين الخطتين، وساعد المحققين على اختراق شبكة موسعة تمارس غسيل أموال تضم حاخامات في بروكلين وجيرسي.

ويعد دويك شخصية معروفة داخل الجالية السورية اليهودية، ولم يكشف دويك يوما عن أنه يواجه تهما بممارسة تحايل مصرفي، وبدلا من ذلك كان يقول لأهدافه في شبكة غسل الأموال، ومن بينهم ثلاثة حاخامات في بروكلين واثنين في نيوجيرسي، إنه مفلس ويحاول أن يخفي أصوله، حسب ما أفاد به أشخاص مشاركون في القضية.

وفي المقابل، قبلت الأهداف شيكات مصرفية قدمها دويك إلى الجمعيات الخيرية التي يشرفون عليها وكانوا يقتطعون رسوما ويعيدون الباقي له نقدا.

وقال الادعاء إن الكثير من الأموال التي قدموها له كانت من إسرائيل، وأن بعضا من هذه الأموال في المقابل جاءت من أحد المصرفيين السويسريين. وأضاف أنه بصورة مجملة تم تبييض 3 ملايين دولار لصالح دويك منذ يونيو 2007.

ويشير المدعون إلى أن القضية تحولت إلى التركيز على الفساد السياسي بعد أن قام أحد الرجال المتهمين بغسيل الأموال ويدعى موشيه التمان من مونسي بولاية نيوجيرسي ويعمل مقاولا في مقاطعة هودسون، بتقديم دويك إلى مفتش مباني ذي علاقات سياسية في نيوجيرسي.

ووفقا للتحقيقات، فقد تزعم هذا التنظيم الحاخام إلياهو بن حاييم من بلدة ديل في ولاية نيوجرسي، الذي تلقى من جهات مختلفة شيكات قيمة كل منها 160 ألف دولار، ويتم إيداعها مباشرة في صناديق معاهد دينية يهودية تسمى "ييشيفاه" ومعابد يهودية وجمعيات خيرية بالولايات المتحدة.

وكان بن حاييم يصرف هذه الشيكات ويحوّل الأموال نقدا إلى الجهات التي طلبت تبييض الأموال ويحصل مقابل ذلك على عمولة بقيمة 10 في المائة من مبالغ الشيكات.

وتبيّن من وثائق الشرطة أن الحاخامات نفذوا خلال العامين الماضيين آلاف عمليات تبييض الأموال غير القانونية.

زعماء عصابات

من جهته، أعرب رالف مارا، القائم بأعمال المدعي العام في ولاية نيوجيرسي الأمريكية عن أسفه لقيام زعامات دينية بأدوار "زعماء العصابات" مشيرا إلى أنهم "مافيا بالغة التنظيم وبات الفساد أسلوب حياة بالنسبة لهم وجعلوا من أنفسهم سلعة للبيع مع تجردهم من أي رباط أخلاقي"، وأضاف أن "هذه العصابات تمارس نشاطات إجرامية واسعة النطاق وراء واجهة الاستقامة الدينية"، بحسب صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية.

وقد نالت الاعتقالات في هذه القضية 44 شخصا من بينهم حاخامات يهود أمريكيون مقربون من حزب شاس الإسرائيلي ومسئولون في منظمات وجمعيات خيرية ودينية يهودية في ولايتي نيوجيرسي ونيويورك الأمريكيتين ومجموعة مسئولين في مناصب عامة ومرشحين لعضوية مجالس بلديات ورئاسة بلديات وشركاء لهم.