خبر لا تهاجموا فقد نجحتم- هآرتس

الساعة 09:13 ص|26 يوليو 2009

 

بقلم: أمير اورن

 (المضمون: امريكا تحاول اقناع اسرائيل بأن منظومة الحيتس قد نجحت حتى لا تلجأ للبديل الاخر لحماية نفسها اي الهجوم الوقائي- المصدر).

جزيرة سان نيكولاس التي تقع على مسافة مائة كيلومتر غربي ساحل جنوب كاليفورنيا تعتبر "مجالا بحريا": تطلق منها واليها صواريخ بمراحل مختلفة من التجارب العسكرية في التحليق والاعتراض. في صيف 2004 اطلق من هذه الجزيرة صاروخ "حيتس" نحو صاروخ سكاد اطلق من قاعدة برية. الامريكيون والاسرائيليون ردوا على نتائج تجربة "كرفان 1"  من خلال اختلاف في التفسير. الاسرائيليون قالوا ان التجربة نجحت 95 في المائة الامريكيون ادعوا ان الـ 5 في المائة الباقية تعتبر فشلا.

بعد ذلك بخمس سنوات في الاسبوع الماضي جرت تجربة "كرفان 2" النتائج كانت مشابهة، ولكن ليس في هذه المرة جدل جوهري بين الاسرائيليين والامريكيين. الجميع راضون. وهاكم العجب العجاب: التجربة نجحت رغم ان الحدث الذي اجتمع من اجله مئات الاسرائيليين والامريكيين وعكفوا عليه طوال اشهر لم يصل الى نقطة النهاية، العريس والعروس لم ينفردا معا وصاروخ الحيتس لم يطلق نحو الصاروخ المستهدف الذي اطلق من طائرة نقل من مسافة تزيد على الف كيلومتر (يبدو ان المسافة 1500 متر) كالمسافة بين ايران واسرائيل.

المنطق غير السليم الذي يحول الفشل الى نجاح بزلة لسان يصاغ بطرق مختلفة متباينة بالعبرية والانجليزية. الرد الاسرائيلي الهندسي كان: الاجهزة عملت كما خطط لها. تم التدرب جيدا على التعاون بين الجهات المختلفة كالرقابة والتحكم وادارة المعلومات والاعتراض من اقمار صناعية ورادار ارضي وطائرات بلا طيار وحاملة طائرات مزودة بصواريخ ستاندرد ومنظومة صواريخ "تاد" وبطارية "الحيتس". بصورة مسبقة تقرر ان الصواريخ الامريكية لم تطلق وقرار حاسوب الحيتس بعدم اطلاقه نبع من ان كل الظروف المطلوبة للضغط على الزناد لم تتوفر. كما نذكر في عملية "الرصاص المصهور" كان من المفترض لاجهزة الاعتراض الصاروخية ان لا تطلق النار ان كان الصاروخ المهاجم يتوجه نحو البحر او نحو منطقة غير مأهولة بالسكان. صحيح ان التجربة كلفت ملايين الدولارت الا انهم وفروا ثلث مليون المتمثل بعدم اطلاق صاروخ حيتس.

التفسير للرضا الامريكي مهما كان وهميا ليس هندسيا وانما استراتيجيا. من المهم للامريكيين منح اسرائيل الشعوب انها تقترب بوتيرة ملائمة لتحقيق قدرتها على حماية نفسها من الصواريخ الايرانية. لهذا السبب تقوم امريكا بصرف ملايين الدولارات على منظومة الحيتس وملائمة المنظومة الامريكية للعمل المشترك بينه وبين بطارية "الباتريوت". لذلك وضع في قاعدة نباتيم في النقب رادار ضخم للاكتشاف المبكر للصواريخ القادمة من الشرق وقل الاكتراث لشكاوي الصناعات العسكرية الامريكية حول المنافسة من قبل الصناعات الجوية الاسرائيلية إلتا وتاديران المقاولتان الاساسيتان لمنظومة الحيتس وادارة "حوما" في وزارة الدفاع.

الحساب بسيط ومفهوم لوزير الدفاع روبرت غيتس ومستشار الامن القومي جيمس جونز اللذان يزوران البلاد في هذا الاسبوع. اسرائيل عارية امام الصواريخ الايرانية ذات مدى مثل "كرفان 2" واسرائيل ستكون حساسة لكل زحزحة وربما ايضا قد تسارع الى توجيه ضربة وقائية. ان فشل صاروخ الحيتس وضعفت عملية التطوير المرغوبة سيبقى البديل الهجومي قائما لوحده.

السور الذي يفترض به ان يحمي مواطني اسرائيل بقواعدها الجوية والبرية من السلاح الصاروخي هو حلقة واحدة وان كانت هامة جدا في سلسلة توجد في طرفها عملية الحماية الذاتية السلبية (الملاجئ وغيرها من مضادات الاسلحة الكيماوية والبيولوجية) وفي طرفها الاخر القدرة الهجومية. في هذا السور نفسه ستكون هناك طوابق مختلفة من "القبة الفولاذية" المضادة للصواريخ قصيرة المدى مرورا بـ "صولجان السحر" ضد الصواريخ ذات مدى يبلغ عشرات الكيلومترات وبعد ذلك الباتريوت والحيتس وستاندرد الامريكية بصورته البحرية والبرية واخيرا "تاد". هذا السور ما زال يفتقد لطابق علوي لتحطيم الرؤوس الحربية النووية بعيدا عن هدفها وبقرب الدولة التي تطلق منها.

الايرانيون ليسوا مكتوفي الايدي كما نعرف. هم يحتاجون لخمس سنوات لاستكمال تطوير الصاروخ العابر للقارات والقادر على ضرب نيويورك وواشنطن الامر الذي يمكنهم حسب رأيهم من تحقيق الردع في مواجهة امريكا. حتى ذلك الحين من المحتمل ان يفضلوا اطالة عملية الحصول على السلاح النووي حتى ينتزعوا ذريعة هجمة وقائية ضدهم.

الجدول الزمني للاطراف الثلاثة في الوقت الحاضر – اسرائيل وامريكا وايران – متشابه، ولكن في اخر المطاف سيتضح من الذي انتصر في هذا السباق المهاجم ام المدافع عن نفسه. وان التصقت في عملية التطوير صورة الفشل فان الضغط الداخلي لدى المدافع عن نفسه سيزداد للمسارعة الى شن هجوم.