خبر مصادر مطلعة:قائمة أسماء الأسرى التي قدّمتها حماس لإسرائيل تشمل 20 أسيراً من الداخل

الساعة 06:21 ص|25 يوليو 2009

فلسطين اليوم-وكالات

أكدت قيادات رفيعة المستوى في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لـ صحيفة'القدس العربي' أنّ قائمة الأسرى الذين تطالب حماس بإطلاق سراحهم مقابل الجندي الإسرائيلي الأسير منذ ثلاث سنوات ونيّف، غلعاد شليط، والتي سُلّمت إلى الحكومة الإسرائيلية بواسطة المسؤولين المصريين تشمل 20 أسيراً سياسياً من عرب الداخل، الذين يقبعون في غياهب سجون الاحتلال'.

يشار إلى أنّ عدد أسرى الداخل يبلغ 130 أسيرا وأسيرة و8 أسرى من الجولان العربي السوري المحتل، وهم يتعرضون كباقي الأسرى إلى مضايقات عديدة من قبل مصلحة السجون، بالإضافة لتعرضهم إلى تمييز مزدوج حيث أنّهم يعتبرون في نظر إسرائيل مواطنين فيتم عزلهم عن الأسرى الفلسطينيين، ولا يتم إدراجهم في قوائم الافراجات ولا يسمح للمفاوض الفلسطيني بالحديث عنهم، أما داخل السجون فيعاملون كفلسطينيين.

كما أنّ هناك العديد منهم أمضى عشرين عاماً ومنهم تجاوز ربع قرن داخل السجون الإسرائيلية، وبعضهم يعاني من أوضاع صحية صعبة للغاية. وكانت منظمة التحرير الفلسطينية، عندما وقّع ممثلوها على اتفاق أوسلو مع الدولة العبرية في العام 1993، قد وافقت على الموقف الإسرائيلي القائل إنّ الأسرى من مناطق الـ48 هم من المواطنين الإسرائيليين، الذين خانوا دولتهم وقدّموا المساعدة للعدو في أثناء الحرب، وفي هذا السياق لا بدّ من الإشارة إلى أنّه منذ التوقيع على اتفاق أوسلو قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق سراح حوالي تسعة آلاف أسير فلسطيني من الضفة الغربية المحتلة ومن قطاع غزة، ولكنّها رفضت إطلاق سراح أيّ أسير من عرب الداخل.

وفي نفس السياق قال منير منصور، رئيس جمعية أنصار السجين، التي تمّ إغلاقها قبل فترة وجيزة بأمر عسكري إسرائيلي، قال لـ 'القدس العربي' الجمعة إنّه وفق المعلومات المتوفرة لديه فإنّ عدد الأسرى الذين تطالب حماس بإطلاق سراحهم من عرب الداخل يصل إلى عشرين أسيراً سياسياً، وأضاف منصور، وهو سجين محرر، إنّه وفق جميع المؤشرات والدلائل وكل المعايير التي وضعتها حركة حماس، هناك عشرون أسيراً من عرب الداخل، الذين من المفترض أن يتم إطلاق سراحهم، لافتاً إلى أننّا في الداخل الفلسطيني، مثلنا مثل باقي الأسرى، والكثيرين من الأسرى من مناطق الـ48 يستوفون الشروط التي وضعتها حركة حماس من ذوي الأحكام العالية، الأسرى القدامى، المرضى، كبار السن، النساء والأطفال. وزاد منصور قائلاً إنّ المعايير تنطبق على شيخ الأسرى سامي يونس (أبو نادر)، الذي يبلغ من العمر 80 عاماً، من قرية عارة في المثلث الجنوبي، داخل ما يُسمى بالخط الأخضر، المحكوم بالسجن منذ الثالث من كانون الثاني (يناير) من العام 1983 مدى الحياة.

جدير بالذكر انّ منصور أسير سياسي سابق من قرية مجد الكروم، في الجليل الغربي، تمّ إطلاق سراحه ضمن صفقة أحمد جبريل، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، التي أبرمت مع إسرائيل في العام 1985، بعد أن زُجّ به في السجن في 1972 وحكمت عليه محكمة إسرائيلية بالسجن المؤبد، إضافة لـ25 عاماً بعد إدانته بمخالفات أمنية، منها اشتباك مسلح مع جنود العدو الصهيوني، على حد تعبيره، وأكد أنّه ضمن صفقة جبريل تمّ إطلاق سراح 39 أسيراً فلسطينياً من عرب الداخل.

واستطرد منصور قائلاً: نحن لا نطالب أن يتم التعامل معنا على أساس التمييز الإيجابي من قبل الفصائل الفلسطينية، نحن جزء لا يتجزأ من الحركة الوطنية الأسيرة، وأن يتم التعامل معنا كأبناء المخيمات وأبناء غزة والضفة والشتات، لأننّا جميعاَ أبناء الشعب الفلسطيني بغض النظر عن الهوية التي نحملها.

وفي معرض ردّه على سؤال قال منصور إنّه وفق المعلومات التي حصل عليها فإنّ الشابين من قرية البعنة: إبراهيم محمد بكري وياسين حسن بكري، اللذين حكمت عليهما محكمة إسرائيلية بالسجن لـ9 مؤبدات و 55 عاماً لكل واحد، هما من أبرز المرشحين لأن يتم إطلاق سراحهما، لأنّهما من أصحاب الأحكام العالية، يشار إلى أنّ الاثنين أدينا بتقديم المساعدة لمنفذ عملية ميرون في الرابع من آب (أغسطس) من العام 2002، جهاد حمادة، من قرية برقين قرب جنين، والذي كان ناشطاً في كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس.

وخلص منصور إلى القول إنّ ثبات الموقف لدى حركة حماس وصلابته، من المؤكد أن يؤدي في نهاية المطاف إلى إجبار إسرائيل على إطلاق سراح أسرى من عرب الداخل، مشدداً على أنّ الحكومة الإسرائيلية لا تقدر الآن على الإدعاء بأنّها ترفض أطلاق سراح أسرى من مناطق الـ48، لأنّها وافقت في العام 1985 على مطالب أحمد جبريل وأطلقت سراح 39 أسيراً من عرب الداخل، على حد قوله.

جدير بالذكر أنّ الحكومة الإسرائيلية عينّت حجاي هداس، مبعوثاً خاصاً لرئيس الوزراء نتنياهو لشؤون الأسرى والمفقودين، ومن الجانب المصري ما زال يدير المفاوضات، وزير المخابرات الجنرال عمر سليمان، وقد زار هداس الأسبوع الماضي القاهرة وأجرى مفاوضات مع صنّاع القرار المصريين حول بلورة الصفقة بين حماس وإسرائيل.