خبر مصطفى الصواف يكتب..يا أيها الصحفيون.. ماذا أنتم فاعلون؟

الساعة 05:39 ص|25 يوليو 2009

فلسطين اليوم-غزة  

اتهامات متبادلة بين أعضاء من مجلس نقابة الصحفيين ونقيب الصحفيين نعيم الطوباسي؛ لدرجة وصلت إلى حد تقاذف الاتهامات من شتى الأنواع رغم أنهم أبناء تنظيم واحد، وأن قيادة الطوباسي للنقابة كانت بأمر من الجهات العليا، ما الذي جرى؟، ولماذا انفجرت الأمور بينهم بهذا الشكل وهذا الإسفاف؟ لا ندري، سكتوا على بعضهم البعض عشر سنوات، والآن فقط يُخرجون ما في جعبتهم ويوجهون سهامهم نحو بعضهم البعض، أمر غريب في المنطق السليم، ولكن في منطق فتح فهو ليس بغريب.

 

على العموم هذه مشكلتهم، عليهم أن يواجهوها لوحدهم، وتحلها الجهات العليا التي توجه خطواتهم، كما وجهتها على مدى السنوات الطوال، لأن مجلس النقابة ورئيس النقابة من ناحية قانونية انتهت ولايتهم منذ ثماني سنوات، ولأن المدة القانونية لمجلس النقابة هي عامان، وعطلوا الانتخابات على مدار ثماني سنوات ورفضوا الانصياع للقانون وإجراء انتخابات جديدة، بحجج واهية، قد تكون أقل بكثير من الظروف التي نحياها في هذه الأيام التي يدعون فيها إلى إجراء الانتخابات للنقابة، فقد فقدوا بذلك أي شرعية لهم، فهم لا يعنونني كمجلس إدارة للنقابة، ولكن يبقى منهم الزملاء والأصدقاء.

 

خطابي الآن موجه إلى الإخوة الصحفيين، إلى الصامتين، إلى الجالسين، وكأن على رأسهم الطير، هل ينتظرون من مجلس النقابة والنقيب فاقدي الصلاحية تغييراً يخدم مصلحة مجموع الصحفيين؟، وهل تنتظرون أن تتم تصفية الحسابات التي تجري علنا؟، وهل تعتقدون أن مجلس الإدارة الذي نصب نفسه وصيا على النقابة وسلب النقيب صلاحياته ووزعها على أعضائه، يمكن أن يعمل على إجراء انتخابات جديدة؟، أم أننا سنشهد سنوات عشر أخرى حتى تجري الانتخابات، خاصة أن من عطل الانتخابات هم هؤلاء المتواجدون في مجلس الإدارة وعدد منهم سبق وأن قدم استقالته.

 

أيها الصحفيون تحركوا، وسارعوا الخطى نحو الدفع بإجراء انتخابات وفق إرادتكم وليس وفق المتصارعين على مصالحهم الشخصية، لأن سكوتكم وعدم تحرككم لن يغير من الأمر شيئاً، وستبقى النقابة على ما هي عليه من خراب وتخريب مقصود، لأن الجهات العليا ستترك هؤلاء يفضح بعضهم البعض حتى لو كان من بينهم متستر ينكشف أمره، ويكون بذلك الجميع لعبة في يد الجهات العليا في حركة فتح تحركهم كيفما تشاء، فلا تنتظروا أن تثمر هذه الجعجعة طحينا، أو أن هذا الخض في الماء قد ينتج زبدا.

 

نعم، المطلوب من جموع الصحفيين الفلسطينيين أن يقولوا رأيهم ويصدروا قرارهم ويوجهوا رسالتهم واضحة لهؤلاء المتصارعين على مصالحهم الشخصية، ويقولوا بصريح العبارة: "اذهبوا فلسنا بحاجة إليكم، وأشرف لكم أن قدموا استقالتكم، فلستم المؤتمنين اليوم على النقابة، واتركونا نختار من نريد في هذه المرحلة المعقدة من حياتنا كشعب فلسطيني، وإن لم تفعلوا سنتخذ بحقكم ما يناسبكم وسنعمل على إقالتكم رغم أنفكم، وسنشكل لجنة نحن من يختارها لتكون لجنة مؤقتة تعمل على إجراء الانتخابات في نقابة الصحفيين، نحن لم نعد بحاجة إليكم، ارحلوا وصفوا حساباتكم خارج النقابة وليس على حسابنا نحن الصحفيين".

 

ولكن هل تجد هذه الدعوة آذانا صاغية؟، وهل ستعمل على تحريك الصحفيين نحو إنقاذ النقابة، والعمل على إعادة الحياة إليها بعد هذا الموت الذي طال عمره السنوات العشر؟، إن لم تفعلوا، فلا تنتظروا جديداً، ولنصل صلاة الجنازة على النقابة وعلى الصحفيين، الذين لا تعنيهم هذه النقابة لا من قريب ولا من بعيد، ولكنكم ليسوا كذلك، انفضوا الغبار عن كاهلكم وانتبهوا لنقابتكم ولمصالحكم العامة.

   *رئيس تحرير صحيفة فلسطين