خبر مستوطنون يبيعون منتجي حجارة فلسطينيين رخص عبور مزيفة -هآرتس

الساعة 09:12 ص|23 يوليو 2009

بقلم: عكيفا الدار

 (المضمون: تشديد اجراءات الأمن في المعابر من الضفة الى اسرائيل أضر اضرارا كبيرا بعبور البضائع من طريقها وجعل ذلك محتالين اسرائيليين يربحون على حساب التجار الفلسطينيين - المصدر).

بدأ منتجو حجارة فلسطينيون من الضفة الغربية وتجار اسرائيليون نضالا مشتركا لمواجهة محتالين، كثير منهم مستوطنون، يبيعون رخصا وهمية من أجل تعجيل نقل منتوجات الحجارة من مصانع حجارة فلسطينية في الضفة الى اسرائيل. تتمتع شاحنات مزودة بشهادات ارسال تعرض بضائعها وكأن مصدرها مصانع اسرائيلية، بعبور أسرع وأرخص، في جميع ساعات النهار، من غير حاجة الى حط حمولة وتحميل من جديد في الجانب الاسرائيلي. ولا يجري على جزء كبير منها أي فحص أمني والأخر يجري عليها فحص سطحي نسبيا. بمقابلتها الشاحنات المزودة بشهادة ارسال فلسطينية يطلب اليها ان تمر بحسب طريقة "ظهر الى ظهر" – أي نقل المنتوجات عن ظهر شاحنة فلسطينية الى ظهر شاحنة اسرائيلية – وعبورها محدود في بضع ساعات من النهار. ينتقد التجار ومنتجو الحجارة طريقة الظهر الى الظهر لانها تسبب ضررا كبيرا للبضاعة يبلغ الى 20 في المائة من قيمتها.

اضرار شديد بالفرع

في رسالة مشتركة ألحقها بأخرة رؤساء اتحاد صناعة الحجارة والرخام في فلسطين وادارة اتحاد منتجي الحجارة في اسرائيل الى نائب وزير الدفاع متان فلنائي والى رئيس الادارة المدنية العميد يوآف مردخاي، بوساطة المحامي شلومو ليكر، كتبوا ان شهادات الارسال الوهمية من مصنع حجارة اسرائيلي تباع من المنتجين الفلسطينيين عوض 1200 شيكل للشهادة، يكون فعلها ساريا على شاحنة واحدة لعبور واحد. يقدر رؤساء الاتحاد الفلسطيني والاتحاد الاسرائيلي ان صناعة شهادات الارسال تدر على المحتالين الذين ينتجونها نحوا 250 الف شيكل في الشهر.

قال رجل صناعة الحجارة نصار نصار، الذي يعد واحدا من كبار منتجي الحجارة في العالم – فهو يملك مصانع في بيت لحم والاردن وعمان، قال لصحيفة "هآرتس" ان مقاولين اسرائيليين كشفوا له عن أن محتالين اسرائيليين يعرضون عليهم تزويدا دائما بالحجارة من مصانع فلسطينية عوض رسوم توسط. وقال ان المقاولين الذين رفضوا عرض دفع رسوم الرعاية، عانوا تأخر تزويد الحجارة والرخام.

يشكوا رؤساء صناعة الحجارة من أن دفع رسوم الرعاية وطريقة الظهر الى الظهر، يضران اضرارا شديدا بالفرع الذي يعمل فيه نحو من 30 الف فلسطيني يعولون 150 الف نسمة، الى جانب نحو من ألف عائل اسرائيلي. طلب نصار ورفاقه في الاتحاد الفلسطيني بأخرة تدخل رجال الأمن الامريكيين الذين يعملون في المناطق، وكذلك منسق الرباعية توني بلير. قال نصار ان الصعاب أفضت الى اغلاق عدد من المصانع ويهدد خطر الحل مصانع أخرى.

قال عضو الاتحاد الاسرائيلي، يعقوب مردخ، وهو واحد من مصدري الحجارة الرواد في اسرائيل، لصحيفة "هآرتس" ان أمر نقل المنتوجات من شاحنة الى شاحنة يسبب فساد المنتوج الذي يبلغ الى 20 في المائة من قيمة البضاعة، ويسهم في الازمة التي تحيق بالفرع. وقال مردخ، "باسم الأمن، يقتطع اشخاص ارباحا ويثير الأمر تساؤلات هل الحديث عن غباء وشر أم عن فساد الجهاز ايضا". وقال ان ظاهرة بيع الرخص نمت لتصبح فرعا اقتصاديا وأنه يعلم أن اسرائيليين أقاموا أكواخا مرتجلة، اشتروا منشارا لقطع الحجارة وينتجون في الاساس شهادات ارسال ليبيعوها الفلسطينيين.

        اكد نصار ومردخ ان فرع الحجارة أصبح على السنين مثالا يحتذى للتعاون الاقتصادي بين اسرائيليين وفلسطينيين. وذكر كلاهما انه لم يحدث في عشرات السنين التي تمت فيها التجارة في مجال الحجارة مس بالأمن نتاج النشاط في الفرع. أعلن رؤساء الاتحادات أنه اذا لم تضع اسرائيل حدا في أسرع وقت لتمييز صناعة الحجارة الفلسطينية تمييزا سيئا بالقياس الى الصناعة الاسرائيلية في المناطق، فانهم سيستأنفون الى محكمة العدل العليا.

ساعات غير معقولة

ابلغت الادارة المدنية هذا الاسبوع المحامي ليكر انه بالرغم من أن البضاعة التي ليست من مصدر اسرائيلي والتي تخرج الى اسرائيل، ملزمة بأن يجري عليها طريقة الظهر الى الظهر فقد "أجيز على نحو شاذ خروج 75 شاحنة حجارة ورخام (كل يوم) من مصنع نصار، من طريق معبر الانفاق في الساعات من الحادية عشرة صباحا الى الخامسة بعد الظهر". رفض نصار باحتقار اقتراح "شرائه" بمنح رخصة محدودة.

اذا لم يوجد خوف أمني من أن تنقل بضاعة من مصدر غير اسرائيلي على نحو غير مباشر، فلماذا يضطرون سائر الشاحنات – نحوا من 650 مرور كل يوم – بفعل ذلك بطريقة الظهر الى الظهر ولماذا يغلقون أمامهم المعبر من الساعة الخامسة بعد الظهر حتى الغد في السابعة صباحا؟ لم تتلق صحيفة هآرتس جوابا لهذا السؤال.

بسبب أسباب مختلفة، ولا سيما بيئية، شجعت اسرائيل في السبعينيات مبادرين في المناطق على تطوير صناعة الحجارة ومنتوجاتها. وعلى الأيام أصبح الفرع صناعة متقدمة، أدت عملها على نحو معقول ايضا في فترات المواجهات الأمنية. يقدر مقدار التجارة السنوية في الفرع بـ 2 – 3 مليار شيكل.

        قبل سنة ونصف، عندما حدث انخفاض حاد لعدد العمليات التفجيرية، قررت سلطات الأمن الاسرائيلية الانتقال الى طريقة الظهر الى الظهر في معبر ترقوميا (في الساعات من السابعة صباحا الى الخامسة بعد الظهر) واغلاق معبر الانفاق في وجه الفلسطينيين. ولذلك ينتظر سائقو الشاحنات دورهم في المعبر منذ ما قبل الشروق واولئك الذين لا يستطيعون المرور حتى ساعة الاغلاق يضطرون الى الانتظار ليلة اخرى قرب المعبر. هذا الترتيب جعل نقل البضائع باهظ الثمن جدا لان كل شاحنة تستطيع ان تقوم بارسالية واحدة كل يوم في الاكثر، في حين انه مع عدم وجود تحديد ساعات يمكن القيام بارساليتين او ثلاث في اليوم.

"سيتم فحص المعلومات"

أبلغ رئيس مديرية المعابر، باتسلئيل تريفر الاتحادين أنه مع اتمام بناء معبر المزمورية جنوبي القدس، سيستعمل هو ايضا لنقل البضائع على طريقة الظهر الى الظهر من جنوب الضفة الى اسرائيل. اقيم معبر المزمورية على الشارع الالتفافي زعترة وأتى القرار على موقعه بعقب شق الشارع لا لاعتبارات ذات صلة باحتياجات السكان والتجارة بل ولا لاحتياجات اسرائيل الأمنية. ان نقل البضائع من معبر المزمورية سيقتضي سفرا طويلا لشاحنات صغيرة في قلب القدس الكبرى ومن هناك السفر في شوارع مزدحمة نحو تل ابيب وما حولها.

جاء عن وزارة الدفاع ردا على ذلك قولها: "المعلومات الاولية التي تم الحصول عليها من صحيفة "هآرتس" ستفحص بكامل الجدية، واذا وجد تأييد لذلك، فستنقل المعلومات الى سلطات فرض القانون. كشفت مديرية المعابر بأخرة فقط عن نشاط غير قانوني لمنتج حجارة اسرائيلي والرجل موجود اليوم في تحقيق شامل معه. تم اقرار نموذج التحقيق الأمني للبضائع الخارجة من يهودا والسامرة على أيدي الجهات الموجهة: شرطة اسرائيل والشاباك. فرجال الأمن يحددون أي بضاعة يجري عليها الفحص، وما هو مستوى الفحص... بحسب أفضل علمنا لا تحدث أضرار كثيرة للحجارة، لانه يمكن تقديم دعوى على الاضرار بالممتلكات، وكمية الدعاوى على الاضرار بالحجارة ضئيلة. نجري اتصالات دائمة برجال التجارة المختلفين في الجانب الفلسطيني، للتمكين من نقل أكبر قدر من البضائع. افتتحنا في هذه الايام نقل الحجارة بطريقة الظهر الى الظهر في معبر ميتار (جنوبي جبل الخليل) ونفحص عن خيارات اخرى". جاء عن متحدث منسق أعمال الحكومة في المناطق قوله: "ان نقل البضائع بطريقة الظهر الى الظهر تلبي حاجة الحفاظ على مجرى الحركات الاقتصادية والتجارية ونسيج حياة السكان الفلسطينيين من جهة وتلبي احتياجات أمن القدس من جهة اخرى. عندما يقام معبر المزمورية سيلبي الحاجة المناسبة الى نقل البضائع".

جاء عن ديوان رئيس الحكومة ردا على ذلك ان "رئيس الحكومة يعمل منذ انتخابه في كل فرصة من اجل تقديم السلام الاقتصادي. لقد فعل ذلك بمحادثاته مع رئيس ايطاليا ورئيس فرنسا، وفي جلسات الحكومة واللجنة الوزارية للتخفيف عن الفلسطينيين، حيث أزيلت الموانع البيروقراطية، وتم تقديم ثلاث مبادرات اقتصادية في يهودا والسامرة، واجيز افتتاح جسر اللنبي لمرور البضائع الى الفلسطينيين وغير ذلك".