خبر وهل الاحترام لا شيء -معاريف

الساعة 08:29 ص|22 يوليو 2009

بقلم: أبراهام تيروش

 (المضمون: منصب رئيس الوزراء ليس ممتعا وان كان ينال فيه المرء الاحترام - المصدر).

بين الحين والاخر اعذب نفسي بسؤال لماذا يرغب اناس طبيعيون، موهوبون ومحبون للحياة ان يكونوا رؤساء وزراء في اسرائيل. وفي هذه الايام، حين نجد بنيامين نتنياهو مضغوطا بين المشاكل الداخلية وجملة الضغوط من الخارج، فان المسألة تحتد أكثر فأكثر. فهم، وكذا نتنياهو، يمكنهم ان يعيشوا بهدوء، وان يعملوا في صالح بيتهم – فلماذا يحتاجون هذه المشكلة؟ لماذا ينبغي لهم أن يشيخوا بين ليلة وضحاها تقريبا؟ لماذا يحتاجون الى هذا النبش الدائم في حياتهم العائلية وشؤونهم الخاصة؟ لماذا يحتاجون الى ادخال أنفسهم في هذا الضغط اليومي الذي يخلقه هذا المنصب الصعب؟ ما الذي يدفعهم لان يتحملوا عبء المسؤولية عن مصير شعب ودولة يعيشان بشكل دائم تحت تهديد الابادة وخطر الوجود؟

ماذا أهم ماسوشيون؟ (يتلذذون بتعذيب الذات)، انتحاريون بالقوة؟ عديمو التوازن تجاه أنفسهم؟ ذوو دافع لا كابح له للقيادة؟ ام ربما مثاليون حقيقيون، يرون أولا وقبل كل شيء مصلحة العموم ومستعدون لان يضحوا بأنفسهم من أجل الشعب والوطن؟

ستقولون، السعي وراء الاحترام والطمع في المجد هما اللذان يوجهان خطاهم. ربما يكون هذا جزء من الامر، ولكن ليس كله. كما أن هذا يذكر بالقصة اليهودية عن جابي الكنيس الذي يعود الى بيته ثائرا ومتذمرا على مسمع زوجته بان المصلين لا يقدرون ما يفعله من أجلهم وكل الوقت يشتمونه ويسبونه. وهو يتأوه قائلا: "لم تعد لدي القوة يا رب". فتقول الزوجة: "إذن اتركهم، واستقيل. ما لك وكل هذا؟" فيرد الزوج الجابي: "وهل الاحترام لا  شيء؟".

وسيكون هناك من يقول ان التطلع الى دخول صفحات التاريخ الى الابد هو الذي يدفعهم. إذن يجدر بنا ان نكشف لهم ان فقط قليلين من بين الـ 12 رئيس وزراء الذين كانوا لنا، تركوا بالفعل سجلا ثابتا في هذه الصفحات – بن غوريون، بيغن، وربما ايضا رابين – ولكن من جهة اخرى، يكاد يكونون جميعا، بمن فيهم هؤلاء الثلاثة، "أنهوا بسوء" ولاياتهم. وحتى بن غوريون العظيم.

في لحظة نية طيبة أميل لان اعطيهم ما يستحقون. ان نصدق بانهم بالفعل يؤمنون بقوتهم وقدرتهم على ادارة الدولة أمام كل التهديدات والمخاطر ودفعها الى الامام. غير أن الواقع وسلوك رؤساء الوزراء بالقوة وبالفعل، تقصر هذه النية.

واحد سمعت على لسانه امورا صريحة بهذه الروح هو شمعون بيرس، في حديث هاذٍ بعض الشيء من ناحية مكانه وشكل سلوكه. رافقته كصحافي في زياراته الى مصر كرئيس للمعارضة في 1979. وذات المساء وجدت نفسي اجلس معه وحيدا في شرفة مقهى الفندق التي تطل على الساحة التي يجرى فيها معرض فني. على المنصة كانت الراقصات السمينات وقليلات الملابس. احتسينا قليلا وتحدثنا، فيما كنا نلقي بنظرات خاطفة نحو المنصة. في حينه كان بيرس يتنافس مع يغئال الون على رئاسة حزب العمل، وكانت تقلقه مسألة لماذا تؤيد وسائل الاعلام الون وتولي له هو، بيرس، انعدام المصداقية. قلت ما قلته، وبعد ذلك سألته لماذا يسعى بهذا القدر لان يكون رئيسا للوزراء. ولا اقتبس هنا بدقة ولكنه بالاجمال اجاب بانه يشعر بانه يمكنه ان يدير الدولة على نحو افضل من الاخرين وان يقودها نحو الانجازات، ومن لديه هذه الكفاءات يجب أن يتطلع على تحقيقها.

بعد نحو خمس سنوات وصل بيرس الى رئاسة الوزراء في اطار التناوب مع اسحق رابين، وحسب رأيي اثبت بالفعل بانه يعرف كيف يدير الحكومة والدولة. ولكن هذا لم يساعده كثيرا، ولم ينجح في أن ينتخب مرة اخرى. رؤساء الوزراء الذين جاءوا بعده، ولا سيما في العقد ونيف الاخيرين، اعادونا الى السؤال الاولي: لاي غرض يحتاجون هم، وأساسا نحن – هذه المشكلة.