خبر مقر اعتصام الأسرى.. في كل ركن معاناة وصور تدمي العيون

الساعة 09:26 ص|20 يوليو 2009

مقر اعتصام الأسرى.. في كل ركن معاناة وصور تدمي العيون

 

فلسطين اليوم- غزة ( خاص)

منذ أعوام مضت دأب أهالي الأسرى والمعتقلين القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي على التواجد أسبوعياً في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر للتضامن مع أبنائهم الأسرى والمطالبة بالإفراج الفوري عنهم وتحسين ظروفهم الاعتقالية.

 

ويتجمع أهالي الأسرى في مدينة غزة في يوم الاثنين من كل أسبوع كما يتواجد الصحفيون والإعلاميون من كافة الصحف والإذاعات والفضائيات والمواقع الالكترونية المحلية منها والدولية، لتغطية فعاليات الأسرى، والحديث عن معاناتهم المتواصلة ونشر القصص والتقارير الإعلامية عنهم.

 

ولا يغفل عن بال المؤسسات الحقوقية والإنسانية والمعنية بالأسرى والباحثين والمختصين، مشاركة ذوي الأسرى في اعتصامهم الأسبوعي، ونقل معاناتهم عبر المحافل الدولية من خلال الندوات والدورات التي تقام، ورصد انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى وذويهم.

 

والمتابع لما يحدث داخل أروقة مقر الصليب الأحمر يلحظ صوراً عدة ومشاهد مختلفة تعكس معاناة ذوي الأسرى ومساهمات المعنيين بقضية الأسرى، لمحاولة جلب أكبر قدر ممكن من التضامن مع الأسرى.

 

شعارات وانتقادات لاذعة

"ياحماس ويا فتح بطلنا بدنا ردح، والفصائل الفلسطينية يد يمنى للاحتلال، تحياتي لكل الأسرى تحررنا يا سادة، الاعتصام في الصليب ما بيرضي الحبيب".. شعارات مكتوبة على ورق يرفعها أبو أمين عابد أمام أهالي الأسرى تعكس معاناتهم وتتحدث بلسانهم وتنظر بعيونهم الدامعة لما يجري لأبنائهم داخل سجون المحتل.. ولكافة أبناء الشعب الفلسطيني بسبب الانقسام الداخلي وتجاهل القضايا الوطنية.

 

"عابد" اختار وسيلة يراها مجدية ومختلفة عن أساليب التضامن التي يمارسها ذوو الأسرى، خاصةً بعد اعتيادهم على الجلوس في مقر الصليب الأحمر وتبادل الأحاديث مما أضفى جواً غير مختلف على الاعتصام، فأخذ يرفع الشعارات التي تنتقد أداء الفصائل الوطنية حيال قضية الأسرى.

 

ويطالب عابد وهو شقيق الأسير عابد المعتقل حالياً في سجن الجلبوع والمحكوم 20 عاماً، بتفعيل قضية التضامن مع الأسرى، وعدم الاكتفاء بالجلوس في مقر الصليب الأحمر وانتظار رحمة المستجيب لمطالبهم.

 

شاهدٌ على الحقيقة

ورقة وقلم وكاميرا وسماعة ميكروفون، ووجوه اعتادتها أمهات وزوجات الأسرى فباتوا معروفين لديهم، هم ينقلون معاناتهم ويتحدثون بلسانهم، ويجيبون على أسئلتهم الحائرة، فهم الإعلاميون الشاهدون على الحقيقة، ويعكسون معاناتهم ويكتبون التقارير الصحفية والإعلامية وينشرون صورهم لتنادي للعالم أين ضمائركم من أبناء الأسرى.

 

الصحفي والمذيع في إذاعة القدس مثنى النجار، يواصل البث من مقر الصليب الأحمر، وينقل رسالة أهالي الأسرى لأبنائهم في سجون الاحتلال ليخبرونهم عن أحوالهم، خاصةً بعد فقدان كل السبل للتواصل معهم، من حرمان للزيارات وانقطاع الرسائل بينهم، والتكتم على أخبارهم.

 

يقول النجار:" أشعر وكأنني ابن لكل أمهات الأسرى وأخ لزوجاتهم وأشعر بمعاناتهم المتواصلة، خاصةً أن قضيتهم تراوح مكانها، فإسرائيل تربط بين الجندي الأسير جلعاد شاليط وكافة القضايا الفلسطينية والحياتية المتعلقة بالمواطنين، مما يضاعف من معاناة أهالي الأسرى".

 

أمهات مازلن ينتظرن

ما أصعب دمعة أم تنتظر ابنها، فهنا لا يمكنك سوى أن تحاول أن تمسح دمعات هذه الأمهات ولكنك لا تستطيع أن تحقق أمنيتها، وهي الإفراج عن فلذة كبدها، أو على الأقل كما تقول الكثيرات منهن تأمين زيارة لهم.

 

أم الأسير ابراهيم بارود المعتقل منذ 24 عاماً والمحكوم 27 عاماً، والتي تنتظر الإفراج عنها بعد 3 سنوات و8 شهور، تؤكد أن الاعتصام داخل أروقة الصليب الأحمر لا يخرج أبناءهم الأسرى ولكن يعطيهم دفعة من الأمل ويرفع من معنوياتهم، حيث أن أمهات الأسرى هن اللاتي أحيين الاعتصام، وفعلن قضيتهم على كافة المحافل والمستويات الدولية.

 

وكغيرها بارود مازلن أمهات وزوجات الأسرى ينتظرن لحظة الإفراج عن أبنائهن وأزواجهن ولكن كما يقلن، أن الأسرى باتوا بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى التكاتف والتضامن والتمسك بالوحدة الوطنية وبالقضايا الفلسطينية بعيداً عن المصالح الحزبية الشخصية.

 

ولم تنته الصور واللقطات في مقر الصليب الأحمر، فما خفي كان أعظم، فالمعاناة أكبر من الورق، وأدمى من الحبر، وكافة جوانب مقر الصليب الأحمر تحمل في كنفاتها معاناة زوجة أو أم أو طفل مازال يرضع الحرمان، ولكن هذه الصور تحتاج لمن يحتفظ بها لأمد طويل يشهد على معاناة شعب مازال يرزح تحت الاحتلال بلا منقذ أو منجد.