أدانت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) بأشد العبارات استمرار قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي في ارتكاب المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وسط نزوح داخلي وانعدام في الأمن الغذائي وانتشار المجاعة الحادة في انتهاك جسيم ومستمر لقواعد القانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان.
ووفقاً للمتابعة، شنت طائرات وقوات الاحتلال الاسرائيلي منذ فجر اليوم الاثنين 30 يونيو2025م سلسلة غارات مكثفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة خاصة في شماله وشرقه وتركزت معظمها في أحياء الزيتون بمدينة غزة وبلدة جباليا والتي تركزت على مراكز الايواء في أحياء الزيتون والتفاح وجباليا البلد ما تسبب في استشهاد واصابة العشرات من المواطنين وبما يرفع من عدد الشهداء في مراكز الإيواء التابعة لوكالة الغوث الدولية إلى 810 شهداء.
وواصل الطيران الحربي قصف و استهداف المناطق السكنية والمدنية في انحاء متفرقة من قطاع غزة ما تسبب في ارتكاب سلسلة من المجازر اخطرها مجزرة عائلة صادق في جباليا البلد ما ادي الي استشهاد ١٧مواطناً وإصابة أكثر من 60 آخرين بجراح فيما لاتزال عملية البحث عن المفقودين تحت الركام جارية، كما وارتكبت طائرات الاحتلال الاسرائيلي عصر اليوم مجزرة وحشية من خلال الاستهداف المباشر لاستراحة وكافتيريا الباقة علي شاطئ البحر غرب مدينة غزة، ما ادي الي وقوع مجزرة تسببت في مقتل واستشهاد ما لا يقل عن (24 ) مواطناً بينهم الصحفي المصور إسماعيل أبو حطب، إضافة إلى إصابة العشرات من المدنيين المتواجدين في الاستراحة بجراح متفاوتة.
وباستشهاد أبو حطب، ترتفع حصيلة شهداء الصحافة منذ بدء الحرب على غزة إلى (228) صحفياً وصحفية، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الصراعات الحديثة.
وفي سياق العدوان المستمر وجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفت طائرات الاحتلال الحربية خيمة للنازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى ما أدى إلى وقوع إصابات وإلحاق أضرار مادية وسط تهديد حياة عشرات المرضى، وتعريضهم لخطر الموت بشكل مباشر وبذكر ان هذا القصف يأتي للمرة الثانية عشر منذ بدء الحرب في انتهاك صارخ للقوانين الدولية التي تحظر المساس بالمرافق الطبية والمدنيين.
وفي جرائم أخرى استهدفت طائرات الاحتلال الاسرائيلي اليوم مراكز توزيع للطعام من بينها نقاط تابعة ل “Gaza Humanitarian Fund” في خان يونس ما ادى الى استشهاد (22) شهيداً واصابة (20) آخرين، ما يرفع عدد الشهداء المجوعين امام مراكز توزيع المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية الي 600 شهيد وأكثر من 4200 جريح.
كما وادي استهدف الطائرات الحربية الإسرائيلية عصر اليوم نقطة شحن قرب مطعم الجرجاوي بشارع الوحدة لوقوع عدد من الشهداء والجرحى.
ويجدر الاشارة انه ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها، حيث خلفت هذه الابادة حتى اللحظة نحو (75 ألف) شهيد ومفقود ( 134 ألف) إصابة معظمهم من الأطفال والنساء، عدا عن اعتقال اكثر من 8500 شخص وتعريضهم لجريمة الاختفاء القسري، عدا عن تدمير 90% من مباني ومنشأت القطاع والبنية التحتية وتحويل سكان القطاع لنازحين قسرا يتكدسون في أقل من 20% من مساحة القطاع ويعيشون في أوضاع إنسانية كارثية وسط انتشار المجاعة والعطش و الأمراض والأوبئة ونقص الخدمات الصحية والإنسانية، ونقص الخيام واماكن الإيواء التي دمر معظمها.
كما أدانت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” جريمة استهداف استراحة الباقة وباقي المجازر الوحشية بحق المدنيين، واذ تؤكد بأن استهداف الكافتيريا والمستشفيات وخيام النازحين ومنازل المواطنين والأعيان المدنية يُشكّل جريمة حرب واضحة، وتعبيراً عن النهج الإسرائيلي الوحشي والهمجي في استهداف المدنيين و المناطق السكنية والمرافق المدنية، في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي الإنساني ومعايير حقوق الإنسان، واذ تدين بشدة الاستهداف الممنهج للصحفيين الذين يدفعون حياتهم ثمناً ل للتغطية الاعلامية وكشف الحقيقة ونقل المعاناة الإنسانية، واذ تعرب الهيئة عن بالغ قلقها من استمرار حالة المراوحة في مسار المفاوضات السياسية وتعثر جهود التهدئة، وسط تصاعد العدوان الإسرائيلي و الكارثة الإنسانية، في ظل فشل متكرر لمجلس الأمن وعجز دولي فاضح في اتخاذ خطوات عملية لحماية المدنيين ووقف جرائم الإبادة الجماعية، واذ تحذر من مغبة توسيع قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومها العسكري على قطاع غزة وارتكاب المجازر بهدف تهجير سكان شمال القطاع ومدينة غزة الي وسط وجنوب القطاع كخطوة علي طريق تهجير الفلسطينيين خارج الارضي الفلسطينية، واذ تدين الهيئة مواصلة دولة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية الضغوط والتهديدات لمحكمة الجنايات الدولية التي ادت الي استقالة القاضي اندرو كايلي اثر التهديدات.
ودعت الهيئة الدولية “حشد” المجتمع الدولي والأمم المتحدة للتحرك الفوري والعاجل لوقف حرب الإبادة الجماعية ومنع مواصلة العدوان الإسرائيلي، والعمل على تشكيل بعثة حماية دولية لضمان الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة والادخال الفوري والعاجل للمساعدات دون اي شروط وقيود.
وطالبت المجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية للصحفيين والمستشفيات والطواقم الطبية والعاملين في المجال الانساني وتفعيل اليات المقاطعة وفرض العقوبات علي دولة الاحتلال الإسرائيلي لإجبارها على وقف جرائم الإبادة الجماعية.
كما طالبت، بدعم عمل المحكمة الجنائية الدولية وحماية العاملين فيها، لضمان قيامها بدورها في اتمام التحقيقات في جرائم الابادة وجرائم الحرب المرتكبة في غزة، بما يشمل استهداف المدنيين والصحفيين والمرافق المدنية وإصدار مذكرات التوقيف لكل المسؤولين الإسرائيليين وشركائهم.