باتت سرقة المساعدات في قطاع غزة من أصعب المشاهد التي يمكن ان يتخيلها العقل البشري ، وخاصة أن جزء كبير منها ينتزع من بين أنامل الفقراء بالقوة حفاظاً على السرقات والتمكن من بيعها للتجار بأسعار خيالية .
ثمن تلك الضائع والمساعدات البخسة والتي لم تكن يوماً من الأيام مشهد يمكن ان يلتفت له أي فلسطيني ، ولكن الاحتلال الصهيوني والتجويع الذي دخل شهره الرابع دفع العديد من السارقين وقطاع الطرق للبحث عن طرق مبتكره لجني المال على حساب الفقراء والمجوعين في غزة ، وبيع تلك المساعدات في أسواق أصبحت فارغة تماما سوى من بعض البضائع "ذات الاسعار الخيالية ".
"السكر 300 شيقل للكيلو ، والأرز من 40-60 شيقلاً للكيلو ، وكيلو الطحين كالبورصة ، يبلغ سعره 80 شيقلاً للكيلو ويوم أخر 35 شيقلاً ، وغيرها من الاسعار الخيالية التي باتت بعيدة كل البعد عن الاسعار الحقيقية أو المنطقية".
اغلاق بعض المحال مؤقتاً
حملات أطلقت مؤخراً من قبل بعض الصحفيين والنشطاء لإنقاذ ما يمكن انقاذه وخاصة بعد تهديد عدد من المحال التجارية والمطاعم والأسواق المعروفة التي استغلت الظروف وسحبت كميات كبيرة من حليب الأطفال والسكر والزيت ، ليصبح القطاع خالياً من تلك المواد ، وان وجدت فأسعارها خيالية .
تجاوب عدد من تلك المحلات والمطاعم مع الحملات حيث أغلقت ابوابها أملاً في إيجاد حل مريح للجميع والخروج من المأزق الذي وضع الاحتلال فيه قطاع غزة ، لخلق مزيداً من الفوضى وترك المجال لإحتكار السوق من التجار والسارقين وقتل الطبقة الفقيرة في القطاع .
شهداء المساعدات
أكد مدير المستشفيات الميدانية في غزة، د. مروان الهمص، اليوم الأربعاء 25-6-2025، استشهاد 500 شخص من منتظري المساعدات في قطاع غزة منذ بدايتها وفتح ما يسمع بمراكز توزيع المساعدات الامريكي.
وقال الهمص في تصريحات صحفية: "استشهاد أكثر من 500 شخص جراء استهداف جيش الاحتلال منتظري المساعدات في القطاع".
وطالب الهمص بضرورة وقف حرب التجويع وإدخال وفود طبية متخصصة".
العشائر تقدم المساعدة
ومن جانبه دعا التجمع الوطني للقبائل والعشائر في قطاع غزة اليوم المواطنين إلى عدم التعرّض لشاحنات المساعدات، مؤكداً استعداده للتعاون مع قوى الأمن لإيصالها إلى مستحقيها.
وأكد أبو سلمان المغني، منسق الهيئة العليا لشؤون العشائر، أن اللقاء جاء انطلاقاً من مسؤولية وطنية لمنع الفوضى وضمان وصول المساعدات، مستنكرًا أعمال النهب والبيع للتجار بأسعار باهظة. كما ندد بـ"سماسرة الرواتب" الذين يقتطعون نصف الراتب مقابل السيولة.
وأوضح أن العشائر التزمت بمنع أبنائها من التوجه للشاحنات، ودعم الأمن في حماية المساعدات حتى توزيعها بعدالة.
قال التجمع الوطني للقبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية إن أي عملية سطو على المساعدات في قطاع ستُعد جريمة بحق أبناء شعبنا، وتضع مرتكبها في صف الاحتلال، وسيتحمل كل من يثبت تورطه المسؤولية الكاملة.
وأوضح التجمع أن العشائر ستبدأ قريبًا بتأمين قوافل المساعدات بالتعاون مع المؤسسات الأممية، حفاظًا على أرواح أبناء شعبنا ومنعًا للفوضى والنهب.
ويبقى قطاع غزة مرهون بمدى نجاح خطة تأمين المساعدات وخاصة في ظل محاولات الاحتلال المتكررة لإفشالها واشاعة الفوضى والسرقة ، لمساعدة المؤسسات الدولية لبدء توزيع المساعدات والطحين كما هو مخطط له .