خبر ميتشل يهاتف أبو مازن ويبلغه: لقد فشلنا في إقناع إسرائيل وقف الاستيطان‏

الساعة 04:59 م|18 يوليو 2009

فلسطين اليوم – رام الله

أعربت مصادر فلسطينية مطّلعة لـ"الأيام" عن خشيتها من إمكانية أن تلجأ الإدارة الأميركية إلى محاولة التوصّل إلى صيغة توافقية مع الحكومة الإسرائيلية بشأن وقف النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية؛ بعد أن أخفقت في الحصول على موافقة إسرائيلية على طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما وقفَ جميع الأنشطة الاستيطانية بما فيها النمو الطبيعي في الـمستوطنات.

وأكدت الـمصادر أن هذا الـموضوع سيكون على رأس جدول أعمال القضايا التي سيتم بحثها مع الـمبعوث الأميركي لعملية السلام السيناتور جورج ميتشل، خلال زيارته الـمنطقةَ الأسبوع الـمقبل، مشددةً على أنه ليس ثمة أنصاف حلول في هذا الشأن؛ إذ يتوجب على إسرائيل أن تنفذ جميع التزاماتها الواردة في خارطة الطريق وعلى رأسها وقف الاستيطان بما فيه النمو الطبيعي.

وكان ميتشل أبلغ الرئيس محمود عباس خلال اتصال هاتفي، الأسبوع الـماضي، أن جميع الاتصالات واللقاءات التي جرت مع الـمسؤولين الإسرائيليين وتحديداً وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أخفقت في التوصل إلى اتفاق تنفِّذ بموجبه الحكومة الإسرائيلية ما تطلبه منها الإدارة الأميركية بوقف الاستيطان بشكل كامل.

وتخشى الـمصادر الفلسطينية من أن تحاول الإدارة الأميركية في مسعى منها لحفظ ماء الوجه ــ بعد الضجة الكبيرة التي أثارتها بإصرار الرئيس الأميركي في كل مناسبة على وقف جميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية بما فيها النمو الطبيعي ــ الوصولَ إلى تسوية بهذا الشأن مع الحكومة الإسرائيلية.

وما يعزز هذه الخشية هو الرد الـمخفف الذي أعطته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على سؤال بشأن إخفاق ميتشل في التوصل إلى اتفاق مع باراك بشأن وقف الاستيطان، إذ قالت: "يقيناً أنا لن أتدخل في الـمفاوضات بأية طريقة من الطرق. وأعتقد أن أية قرارات تتخذ سيعلن عنها بصورة رسمية. ومن الإنصاف لحكومة إسرائيل ولحكومتنا بالذات أن ننتظر حتى تتخذ القرارات بهذا الشأن".

أما في كلـمتها أمام مجلس العلاقات الخارجية فقد قالت: "عملنا مع الإسرائيليين لـمعالجة قضية الـمستوطنات وتخفيف وطأة شظف العيش عن الفلسطينيين، وإيجاد الظروف التي يمكن أن تفضي إلى تأسيس دولة فلسطينية قابلة للحياة. وعلى مدى العقود القليلة الـماضية تمسّكت الحكومات الأميركية بمواقف ثابتة حيال قضية الـمستوطنات. وفي حين نتوقع من إسرائيل أن تتصرف بهذا الصدد، فإننا ندرك أن قرارات من هذا القبيل تمثل تحدياً سياسياً لها".

وكانت الحكومة الإسرائيلية أعلنت أنها تريد موافقة أميركية على مواصلة بناء 2500 وحدة استيطانية إسرائيلية هي قيد البناء الآن في الضفة الغربية وأنها ترفض وقف الاستيطان في القدس.

وقد عزز الـموقف الأميركي الـمعلن بضرورة وقف جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية من الـمواقف الأوروبية التي كانت تدعو أصلاً إلى قرار إسرائيلي بهذا الشأن.

وقد أعلن الرئيس محمود عباس أكثر من مرة أن لا استئناف للـمفاوضات مع إسرائيل قبل الإعلان الواضح عن وقف جميع الأنشطة الاستيطانية والالتزام الواضح بحل الدولتين.