ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، مجزرة جديدة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد ستة مواطنين وإصابة آخرين، بعد قصف بطائرة مسيّرة استهدف تجمعًا سكنيًا، في ظل تصاعد العدوان الذي رفع حصيلة الشهداء في القطاع خلال أقل من 24 ساعة إلى 42 شهيدًا.
وأفادت مصادر محلية أن طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال أطلقت صواريخها باتجاه تجمع للمواطنين في أحد أحياء دير البلح، ما أدى إلى استشهاد 6 أشخاص على الفور، فيما تم نقل عدد من المصابين بجراح متفاوتة إلى المستشفيات وسط المدينة.
وقبل ساعات من المجزرة، قُتل 4 مواطنين في قصف مدفعي استهدف حي التفاح شرق مدينة غزة، وجرى نقل الضحايا إلى المستشفى الأهلي العربي (المعمداني)، فيما شهد صباح السبت مجزرة مروعة أخرى في منطقة “السودانية” غرب بيت لاهيا، حيث استُشهد 12 مواطنًا وأصيب أكثر من 50 آخرين أثناء انتظارهم مساعدات غذائية.
وذكرت مصادر ميدانية أن التجمع المدني في بيت لاهيا استُهدف بشكل مباشر رغم خلوّه من أي نشاط عسكري، بعد انتشار معلومات عن اقتراب قافلة مساعدات إنسانية، ما دفع الأهالي إلى التجمهر في محاولة للحصول على الغذاء، في ظل ظروف المجاعة والحرمان.
وتأتي هذه المجازر في سياق عدوان إسرائيلي شامل ومتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والذي وصفته مؤسسات حقوقية وهيئات أممية بـ”الإبادة الجماعية”، في ظل تجاهل الاحتلال للأوامر الصادرة عن محكمة العدل الدولية بوقف عملياته العسكرية.
وحتى اليوم، أسفرت الحرب عن أكثر من 183 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يزيد عن 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، ونزوح مئات الآلاف في ظل ظروف معيشية كارثية، وانهيار شبه كامل في البنى التحتية، مع تفشي المجاعة والأوبئة، ما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة في العصر الحديث.