خبر هآرتس: أوباما يعد هيكلية للمفاوضات بين « تل أبيب » وواشنطن من دون فرض حلول

الساعة 01:28 م|17 يوليو 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يعد هيكلية للمفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، ولكنه لن يفرض حلولا على أي طرف، في حين نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن رؤساء تنظيمات أميركية يهودية قولها، إن الرئيس أوباما أكد لها بأن الفلسطينيين لا يُظهرون روح القيادة، وأنه غاضب من عدم تجاوب الدول العربية مع مطلبه للقيام بخطوات تطبيعية في اتجاه إسرائيل.

ونقلت "هآرتس" عن مصدر أوروبي "كبير" قوله، إن الرئيس أوباما سيطلب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس وضع جدول زمني ملزم للمفاوضات حول القضايا الجوهرية في الصراع، والتوصل إلى اتفاق.

وحسب المصدر ذاته، فإن الإدارة الأميركية تبلور في هذه الأيام مسارا سياسيا، إلا أن الرئيس أوباما معني بالإعلان عنه فقط بعد التوصل إلى صيغة بشأن المستوطنات، وأن يضمن خطوات من الدول العربية تجاه إسرائيل، وأن هذا المسار لن يدخل في تفاصيل المفاوضات وشكل الحل، ولن يفرض مواصفات لشكل الحل النهائي بين الطرفين، وإنما سيتركز في شكل سير المفاوضات وآلية مرافقة ومراقبة عليها.

وحسب المصدر الأوروبي الذي لم يتم الكشف عن هويته، فإن الإدارة الأميركية غيّرت توجهها بشأن استمرار البناء في المستوطنات، وأن الإدارة الأميركية باتت معنية بالتوصل إلى صيغة توافقية مع إسرائيل، وهذا بعد أن أيقنت أن إسرائيل لن توافق على تجميد كلي للبناء في المستوطنات، وقال المصدر للصحيفة، "إن التجميد الكلي ليس منطقيا وأن الأميركان استوعبوا هذا".

وحسب الصحيفة، فإن التغير في الموقف الأميركي جاء بعد أن اطلعت الإدارة الأميركية على أن 2500 بيت استيطاني هم في طور البناء في المستوطنات بشكل لا يمكن وقفها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، بعد أن رأت الإدارة الأميركية "أن الدول العربية المعتدلة، وعلى رأسها السعودية رفضت القيام بخطوات تطبيع تجاه إسرائيل، ولهذا فقد اقتنع الأميركان أنه ليس بالإمكان الحصول على رزمة خطوات تطبيعية مع إسرائيل، ولهذا قرروا التوصل إلى حل وسط مع إسرائيل، يتم بلورته وفي صلبه إفساح المجال أمام الولايات المتحدة لمتابعة مسألة البناء هذه.

جدير بالذكر هنا أن مصادر إسرائيلية ادعت قبل نحو أسبوعين أن الإدارة الأميركية أظهرت ليونة تجاه البناء في المستوطنات، وأيضا في قضية 2500 بيت هي طور البناء، إلا أن الإدارة الأميركية نفت الأمر في بيان رسمي صدر في أعقاب النشر الإسرائيلي.

وحسب المصدر الأوروبي، فإن أحد أسباب رفض الدول العربية القيام بخطوات تطبيعية تجاه إسرائيل هو فقدان الثقة برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، "فالعرب لا يؤمنون بنتنياهو، وهم واثقون من أنه سيخدعهم، وبشكل خاص في مسألة الاستمرار في الاستيطان، إن العرب يريدون السلام وهم جادون في ذلك، ولكنهم يعتبرون خطاب نتنياهو سلبيا، ولهذا فهم لا يثقون به"، حسب ما نقلته الصحيفة عن المصدر الأوروبي.

من جهة أخرى فقد نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" هو عمليا اعادة صياغة لتقرير نشرته يوم الثلاثاء الأخير حول ما قاله الرئيس أوباما لرؤساء منظمات أميركية يهودية، حينما التقاهم في البيت الأبيض مساء الإثنين الماضي، وحسب ما نشرته الصحيفة على لسان أحد المشاركين، فإن أوباما قال في ذلك اللقاء توجهت برسائل إلى زعماء الدول العربية ودعوتهم لتأييد السلام وإظهار ذلك من خلال القيام ببادرات طيبة من جهتهم. ولأسفي وجدت عندهم نقص في الشجاعة. وجدت أيضا بأن قادة الفلسطينيين لا يُظهرون حسا قياديا".

وحين سأله أحد المشاركين لماذا يضغط فقط على إسرائيل، قال أوباما إنه الضغط الأساسي يمارسه على العرب والفلسطينيين، ولكن "لأسفي وسائل الإعلام تضخم موضوع الجدل التي هي جدالات داخل الأسرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل".