خبر تقرير: الجماعات اليهودية المتطرفة ستهيمن على الحياة السياسية في « إسرائيل »

الساعة 01:02 م|17 يوليو 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

تشير تقارير وتحليلات سياسية أميركية إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة يتجهان إلى اشتباك سياسي في مسألة حل الدولتين، في وقت يتغير فيه وجه اسرائيل الديموغرافي بسبب تعاظم عدد "الأقليات اليهودية المتطرفة" في إسرائيل.

وقالت مجلة "فورين بوليسي"(الشوؤن الاجنبية) الأميركية في تقرير نشرته يوم 3/6/2009 على موقعها الإلكتروني، بعنوان "وجه إسرائيل المتغير"، إن ارتفاع شعبية حزب اسرائيل بيتنا بزعامة وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان في أوساط الشباب والعلمانيين من اليهود المولودين في إسرائيل، سببه أن العوامل الديموغرافية تصب في مصلحته، وتتغذى من إحباط شريحة واسعة من الإسرائيليين نتيجة ارتفاع أعداد العرب في "إسرائيل" واليهود المتدينين المتشددين (الحريديم).

وتبدو الأرقام التي نشرتها المجلة استنادا إلى الإحصاءات المتوقعة لطلبة المدارس مذهلة، ففي عام 1960، أفاد مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي أن 15 في المئة فقط من تلامذة المدارس الابتدائية الإسرائيلية، هم إما من العرب أو الحريديم. لكنهم اليوم يشكلون 46 في المئة من إجمالي التلاميذ. ويتوقع أن يتحول هؤلاء إلى غالبية بحلول عام 2020 .

عام 2030 تحول مثير

وأظهرت الدراسات الديموغرافية أنه وبحلول عام 2030، سيشكل العرب والحريديم نصف الشريحة السكانية الناخبة التي تتراوح أعمارها بين 18 و 19 سنة، مما يعتبر تحولاً مثيراً في التركيبة الإثنية والدينية في إسرائيل.

وقالت المجلة في التقرير الذي كتبه ريتشارد سينكوتا، المستشار الديمغرافي في المجلس القومي للاستخبارات، إن النتائج الديموغرافية لستة عقود من تاريخ إسرائيل في الاستثمار الاجتماعي تأتي مختلطة. فقد استقرت معدلات الإنجاب للمهاجرين اليهود فوق مستوى الطفلين للعائلة، بخلاف اليهود في الخارج، علماً بأن الهجرة اليهودية إلى إسرائيل بقيت عرضية أكثر منها مستمرة.

ولا يتخطى عدد الوافدين اليوم إلى إسرائيل وغالبيتهم من دول الاتحاد السوفييتي السابق، عشرين ألف مهاجر سنوياً، اي ما يعادل 18 في المئة من النمو السنوي للسكان.

وفي الوقت نفسه انخفض متوسط الخصوبة في إسرائيل في صفوف المرأة التقليدية الآتية من شمال أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا والجاليات اليهودية في المتوسط، من أكثر من خمسة أطفال في الخميسنيات من القرن الماضي إلى أقل من 3 اليوم.

وانخفض المعدل نفسه في صفوف النساء العربيات، وإن بوتيرة أبطأ، من أكثر من سبعة أطفال لكل امرأة في الخمسينيات من القرن الماضي إلى نحو 3,6 اليوم.

وتبلغ نسبة المسلمين العرب الذين يشكلون 20 في المئة من السكان البالغ عددهم 7,1 مليون نسمة 83 في المئة، ويبلغ معدل الانجاب لديهم 3,9 طفلا لكل امرأة. أما المسيحيون العرب فيشكلون حاليا ما يزيد قليلا على 8 في المئة من السكان العرب، وتبلغ معدلات الخصوبة في صفوفهم 2,1 طفل لكل امرأة.

وبغياب الاحصاءات الرسمية، يقدر معدل الانجاب لدى السكان الحريديم بـ7 أطفال لكل امرأة، مما يعني أنه لم يحدث أي انخفاض في معدل الخصوبة لدى هذه الشريحة منذ تأسيس دولة إسرائيل.

وبذلك، فإن معدل النمو لدى الحريديم الذين يشكلون 7 - 11 في المئة من سكان إسرائيل يصل إلى 4 في المئة سنويا، مما يعني أن هذه الشريحة تتوسع أسرع من غيرها، مما يثير اضطراب اليهود العلمانيين لمجموعة من الاسباب معظمها اقتصادية. فاليهود المتشددون يستفيدون من تأجيلات الدفع لعقود احياناً، كما يحصلون على مساعدات حكومية اجتماعية من دون أن يساهموا في عائدات الضرائب.

الحاخامات يسيطرون

وإلى جانب الاسباب الاقتصادية، فإن الحاخامات المتطرفين يسيطرون على الزواج وتغيير الانتماء الديني والدفن، مما يعني انهم يتحكمون بمفاصل الحياة الخاصة للمجتمع اليهودي. كذلك، يفرض هؤلاء آراءهم عن طريق فرض الرقابة على الأفلام والإعلانات، وتنظيم حملات مقاطعة البضائع، ومضايقة اليهود العلمانيين الذين ينتهكون السبت.

ويشغل السياسيون اليهود المتطرفون مناصب بارزة في الكنيست ويعتبرون أبرز المدافعين عن عمليات الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين. ويشرح التقرير أن هذه المعطيات الديموغرافية تعطي حزب إسرائيل بيتنا الذي يرفع شعار "أرض مقابل أرض، وسلام مقابل سلام" فرصة استثنائية لتحويل الأمور إلى مصلحته.