خبر ملصقة بيبي العجيبة.. يديعوت

الساعة 11:32 ص|16 يوليو 2009

بقلم: باروخ لشيم

في واحدة من طلات بنيامين نتنياهو الاولى رئيسا للحكومة في السنين 1996 – 1999 أجرى معه لقاءا في مكتبه ايهود يعاري ودان سماما من القناة الاولى. قبل البث سأل نتنياهو افراد الاخراج، الذين أتوا معهم بعدستي تصوير، أي منهما تصوره مواجهة. في اثناء المقابلة تبين هدف السؤال: لقد تجاهل نتنياهو مقابليه وتوجه مباشرة الى المشاهدين. منذ ذلك الحين حرصوا في القناة الاولى على عدم اقامة عدسة تصوير مواجهة لرئيس الحكومة في مقابلة معه.

الحيل البصرية ولدت ايضا الحيل الخطابية. ففي المعركة الانتخابية في 1996 اعلن نتنياهو في حفل صحفي انه يلتزم قرارات حكومة رابين وبيرس في اتفاق اوسلو. وعندما رجع عن وعده بيّن أنه توجد "نعم" ليست "لا". أي انه سيكون ملتزما المسيرة اذا قام الفلسطينيون على رؤوسهم وانشدوا نشيد "هتكفا" بالايدش او شيئا من هذا القبيل.

في البدء تقبل الجمهور الاسرائيلي بيبي بحماسة وكشف الاعلام ايضا عن تسامح. ورويدا رويدا اجتمعت الحيل والخدع الاعلامية واصبحت جوهرا. وكانت النتيجة فقدان الثقة وفقدان السلطة.

في 2009 ما يزال نتنياهو هو نتنياهو، لكن وسائل الاعلام تعلمت دروس الماضي. في خطبة بار ايلان اعلن رئيس الحكومة ايجاد ملصقة عجيبة، نجحت في ان تكشف ببرنامج ثوري عن أن لبيني بيغن ولتسيبي لفني النبض نفسه ومستوى السكر في الدم نفسه. سمى نتنياهو ذلك دولة فلسطينية منزوعة السلاح ملائمة لليمين ولليسار ايضا.

لكن شيئا ما هنا لم يلتصق. فكما في حالة الملصقة العجيبة، كان الامر من الكمال بحيث كان اكبر من ان يكون حقيقيا. وهكذا تبين أن دولة نتنياهو الفلسطينية فكرة وهمية غير متصلة بالواقع الاقليمي.

في لقاء مع بن تسيون نتنياهو قال هذا الاخير ان ابنه ما يزال معارضا لدولة فلسطينية. "قال لي بيبي انه وضع شروطا كهذه لاقامتها، واضح له انهم لن يستطيعوا قبولها"، بيّن. لقد عادة نعم التي هي لا. اثبت رد الدول العربية وابي مازن هذا الاسبوع ان بيبي لم يضلل أباه.

وعد نتنياهو ايضا قبل الانتخابات بانه سيخفض الضرائب وفي هذه الاثناء يرفعها، وهو شيء يستطيع ان يذكره بدرس من السياسة الامريكية التي يخلص لها كثيرا. في 1988، في سباق الانتخابات اعلن جورج بوش الاب قائلا: "اقرأوا شفتي – لن توجد ضرائب جديدة". لكن رفع اسعار المحروقات في العالم اضطره الى رفع الضريبة عليها بنسبة كبيرة. حاول بوش أن يبين ان الامر تم بسبب احداث لا سيطرة له عليها. في حملة انتخابات 1992 زعم قادة الحزب الديمقراطي، انه عندما يعد سياسي وعودا يجب ان يأخذ في حسابه ان الظروف قد تتغير. وهزم بيل كلينتون بوش الذي كان رئيسا يتولى عمله.

في عصر الساسة الشخصيين والبرامج الحزبية الغامضة، يكون الجمهور حساسا على نحو خاص بصدق الزعماء. قال رؤوبين ادلر خبير الاستراتيجية السياسية في مؤتمر اعلامي ان البرامج السياسية الوحيدة التي يعرفها هي تلك التي في فراشه. هذا القول حقير عند افراد الدعاية. اما عند القادة، ولا سيما اولئك الذين لذعوا في الماضي، فان سلوكا كهذا هو انتحار سياسي.