غزة تعود لزمن المقايضة..!

الساعة 11:05 ص|12 مايو 2025

فلسطين اليوم

لا تتوقف النساء في قطاع غزة، عن محاولات العيش بالقليل، حتى لو كلفهم الأمر الرجوع لسنوات طويلة من الزمن، حيث الطهو على النار واستخدام الحطب، وركوب الحيوانات في المواصلات، حتى لجأت مؤخراً إلى نظام مقايضة البضائع فيما بينهن.

فالوضع الاقتصادي في قطاع غزة خلال الحرب، أجبر السكان على العودة إلى زمن المقايضة، وتبادل السلع المتوفرة لديهم بما يمكن أن يحتاجوه من غيرهم، في محاولة لتلبية الاحتياجات الهامة في ظل النقص الشديد في السلع والمواد وغلائها الفاحش حال توفرت، لا سيما المواد الغذائية الأساسية.

فلا تنفك المواطنة أم خالد سلامة عن إدارة أحد جروبات الواتس باعتباره أحد أهم مواقع التواصل الاجتماعي، لتبادل السلع والمواد الغذائية الهامة فيما بينهن، في ظل النقص الشديد والحصار المشدد منذ أكثر من شهرين على القطاع.

تقول سلامة:": تضطر بعض النساء لتبادل السلع نظراً لحاجتها الماسة لأخرى أكثر أهمية، وقد تكون من الاحتياجات الأكثر ضرورة لعائلتها وسعرها مرتفع في السوق، في حين قد تجد غايتها لدى أخرى".

وتشير إلى أنه خلال إدارتها للجروب، وجدت أن الجميع يعاني وضعاً اقتصادياً صعباً لا يمكن تصوره، فالنساء لا يوجد لديها طحين وزيت وحتى حليب الأطفال الأمر الذي يشكل كارثة إنسانية بلا حدود.

وقد كشفت الحرب الإسرائيلية على غزة، أنماطاً وسلوكاً متعدداً أجبر السكان على اتخاذها للتماشي مع ظروف حياته الجديدة، فلا غرابة من أن تجد منشوراً يعرض فيه الشخص أدوات منزلية مقابل كيلو من السكر أو الطحين أو حليب الأطفال، فالأمر بات الأهم ثم المهم في ظل حياة قاسية فرضتها الحرب.

بدورها تشير أسيل عوض الله، أنها اضطرت لبيع ملابسها الجديدة لشراء حليب لطفلها وبامبرز ومستلزمات تراها أهم من الملابس في الوقت الحالي، مشيرةً إلى أن أوضاع الناس صعبة ولا يمكن تصورها، فمن تضطر أن تبيع ملابسها فهي في وضع إقتصادي صعب ومزري.

ويُعرّف خبراء الاقتصاد "المقايضة" بأنها نظام الصرف، الذي يتم عبره تبادل البضائع أو الخدمات مباشرة بسلع أو خدمات أخرى دون استخدام وسيلة تبادل مثل المال.

وهي طريقة عادةً ما تكون ثُنائية، وقد تكون متعددة الأطراف -أي بوساطة- من خلال المنظمات أو الأشخاص المقايضين، وموجودة بالتوازي مع النظم النقدية في معظم البلدان المتقدمة على نطاق محدود جدًا.

ودخل سكان قطاع غزة أزمة جديدة في النقص الشديد للمواد الغذائية الأساسية، وصلت لحد كبير لمجاعة، منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في 7 أكتوبر 2023، وذلك بعد منع دخول كافة أنواع المساعدات الغذائية عبر المعابر البرية التي تسيطر عليها "إسرائيل"، وسط تنديد دولي باستخدام التجويع كسلاح ضد سكان القطاع.

وأعلنت الأمم المتحدة في وقت سابق، أن برنامج الأغذية العالمي التابع لها قد نفد من مخزوناته الغذائية في غزة بسبب الحصار المستمر، مما أدى إلى إغلاق جميع المخابز المدعومة من البرنامج وارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 1400 بالمئة.

وفي يونيو 2024، جرى تصنيف 22 بالمئة من سكان غزة ضمن المرحلة الخامسة (المجاعة) وفقًا لنظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC).