هولندا تنوي إلغاء الشركة مع "إسرائيل" بسبب إبادة غزة

الساعة 10:14 ص|10 مايو 2025

فلسطين اليوم

دعت الحكومة الهولندية، التي كانت تعتبر حتى الآن أحد أكثر حلفاء "إسرائيل" ولاءً في الاتحاد الأوروبي، إلى مراجعة عاجلة لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي و "تل أبيب"، والتي تشكل الأساس لاتفاقية التجارة الحرة بين الطرفين.

ووصف وزير الخارجية الهولندي كاسبر فالديكامب في مقابلة مع صحيفة "الغارديان" البريطانية، الحظر الإسرائيلي على تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة بأنه "كارثي" و"محزن" وانتهاك واضح للقانون الإنساني الدولي.

وكتب إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كلاس، مطالبا بمراجعة عاجلة للاتفاقية، قائلا إنه يعتقد أن "إسرائيل" تنتهك حالياً شروط اتفاقية الشراكة.

وقال فالدكامب، الذي شغل في السابق منصب السفير الهولندي لدى "إسرائيل"، إنه يتوقع أن تتم مناقشة هذه القضية في اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يعقد في بولندا منذ أمس .

يعد الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأكبر لـ "إسرائيل".

وكانت الحكومة الهولندية قد قادت في السابق تحركات لمنع المناقشات بشأن تعليق اتفاقية الشراكة، وهي الرافعة التي كانت أيرلندا وإسبانيا تدفعان باستمرار إلى تفعيلها.

وفي معرض شرحه لموقفه، قال فالدكامب: "لا يمكن تجويع سكان قطاع غزة. فهذا مخالف للقانون الدولي، وخطأ أخلاقي. إنه أمر خطير، ولا أعتقد أنه يصب في مصلحة(إسرائيل).

وقال إن فرص التوصل إلى وقف لإطلاق النار تبدو "ضئيلة للغاية"، مما يجعل الوضع لا يطاق.

وقال فالديكامب إن الحكومة الهولندية التي تتمتع بأغلبية يمينية ستستخدم حق النقض ضد أي تمديد لخطة عمل الاتحاد الأوروبي مع "إسرائيل"، وهي الاتفاقية التي تنفذ اتفاق الشراكة الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2000 .

تنص المادة الثانية من اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي و"إسرائيل" على أن العلاقات بين الطرفين تقوم على احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية.

وقد ضغطت منظمات حقوق الإنسان مرارا وتكرارا على الاتحاد الأوروبي لاتخاذ موقف أكثر صرامة، ولكن لم يتم اتخاذ أي خطوات لتعليق الاتفاق في اجتماع الاتحاد الأوروبي مع "إسرائيل" في فبراير/شباط الماضي .

وفي رسالته إلى كالاس، كتب فالدكامب أن نظام توزيع المساعدات الذي اقترحته "إسرائيل" يبدو متناقضاً مع "مبادئ الحياد والنزاهة والاستقلال".

رفضت كافة وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة الاقتراح الإسرائيلي الجديد لتوزيع المساعدات، قائلة إنه لن يساعد في تحسين الوضع.

وقال فالديكامب لصحيفة الغارديان في لندن بعد اجتماع مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد ليمي إن هولندا "تشعر بقلق بالغ إزاء سير الحرب في الوقت الحالي، خاصة منذ انتهاء وقف إطلاق النار في 18 مارس/آذار، ومنع وصول المساعدات الإنسانية".

وانتقد فالدكامب نتنياهو وأولويات إسرائيل، وزعم أن الطريقة الأكثر فعالية لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين هي وقف إطلاق النار.

وقال إن: "الانتقادات في إسرائيل تتزايد ضد رئيس الوزراء بسبب عدم إعطاء الأولوية الكافية لإطلاق سراح المحتجزين، كما صرح أيضاً بأنه لا يعطي هذه المسألة الأولوية القصوى، بل يعطي الأولوية لمحاربة حماس".

وأضاف "يجب على حماس الآن إطلاق سراح المحتجزين في أقرب وقت ممكن. يجب على حماس إلقاء سلاحها. لا يمكن لحماس أن تكون جزءًا من الحكومة المستقبلية في قطاع غزة".

وتابع: "أعلم أن هناك خططاً أيضاً لمصر، أحد الوسطاء في محادثات وقف إطلاق النار، التي تريد أن ترى قيادة حماس تغادر إلى دولة ثالثة ".

وزاد بالقول: "يجب على إسرائيل أن تلتزم بالقانون الإنساني، ومع التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزراء إسرائيليون، مثل الوزير سموتريتش، والتي كان هدفهم هو التدمير الكامل لقطاع غزة – لم يعد بإمكاننا تجاهل مثل هذه التصريحات".

وقال قالدكامب: "أقول هذا كشخص يشعر بأنه قريب من إسرائيل، وباعتباري سفيرا سابقا، هذه ليست سياسة مستدامة بالنسبة لت أبيب، وقد حان الوقت للعمل من أجل السلام".

وتقدر "إسرائيل" أن هناك العديد من الدول، مثل المجر وبولندا وجمهورية التشيك وألمانيا وغيرها، التي قد تمنع هذا النوع من التحرك. ورغم ذلك، فإن هذا يشكل ضربة سياسية قوية لتل أبيب.

كلمات دلالية