قالت صحيفة "معاريف" العبرية، اليوم الجمعة 9 مايو 2025، إن قلقاً يراود المسؤولين في "إسرائيل" من أن تحركات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدون توافق مع "تل أبيب" قد يدفع حماس إلى رفع ثمن مطالبها في المفاوضات بشأن إمكانية التوصل إلى هدنة، والافراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة.
بينما عقّب مصدر أمني للصحيفة العبرية قوله: "نحن عازمون على المضي قدما في الخطة العسكرية ولن نتنازل عن أي محتجز مقابل اتفاق تطبيع .. سنطلق سراح جميع المحتجزين أولا وعندها فقط يمكننا الجلوس لمواصلة اتفاقيات أبراهام".
وقال الصحفي في صحيفة "يديعوت أحرونوت": "إن دول الخليج ترى أن قضية غزة قابلة للانفجار وقادرة على إشعال حرب إقليمية وتحريض الجماهير ضدها في الداخل .. إنهم يريدون من ترامب أن ينهي الحرب في غزة نيابة عنهم أو على الأقل أن يحقق هدوءا مستقرا وطويل الأمد".
وأضاف بن يشاي: "قادة الخليج يريدون استئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة ويريدون وقف إطلاق نار مستقر وطويل الأمد .. إنهم يريدون تغيير الحكم بغزة .. السعوديون يريدون استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة بشأن إقامة دولة فلسطينية ومصر والأردن تدعمان ذلك".
وتابع: "نظراً لمعارضة نتنياهو الشديدة لحكم السلطة الفلسطينية في غزة والمفاوضات بشأن إقامة دولة فلسطينية يبدو أن قضية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية لم تعد على جدول الأعمال".
وأشار الصحفي الإسرائيلي إلى أن القلق الأكبر بالنسبة لـ "إسرائيل" يتعلق بالهديتين اللتين قد يقدمهما ترمب للسعوديين وقطر والإمارات العربية المتحدة، متابعاً: "إسرائيل تخشى بشدة من البرنامج النووي السعودي إذا كان يتضمن قدرة السعوديين المستقلة على تخصيب اليورانيوم كما تخشى من أن ترمب لن يأخذ مصالحها في الاعتبار في صفقة المختطفين مقابل وقف إطلاق النار و"اليوم التالي" الذي سيعرضه على السعوديين".
وزاد بالقول: "لتحقيق هذه الغاية يتواجد وزير الشؤون الإستراتيجية ديرمر في واشنطن ويحاول تحقيق أمرين: الأول أن ترمب لن يفاجئ (إسرائيل) .. والثاني أن ترامب لن يدفع لدول الخليج العربية مقابل استثماراتها في الولايات المتحدة بالعملة الغزية مع تنازلات إسرائيلية تسمح لحماس بالبقاء على قيد الحياة بأسلحتها وقادتها في غزة ولن تضمن إطلاق سراح جميع المحتجزين الأحياء منهم والأموات".
وتابع: "من الخطأ أن نفهم تصرفات ترامب وكأنها نابعة من خلافه الشخصي مع نتنياهو .. إنه ببساطة يفعل ما يبدو منطقياً وضرورياً له في تلك اللحظة من وجهة نظر أميركية، مُكملاً: "هناك الكثيرون في (إسرائيل) وأنا من بينهم الذين يفتقدون بالفعل الرئيس الأمريكي السابق بايدن وإدارته .. لقد قيدوا أيدي (إسرائيل) في بداية الحرب وأخروا شحنات الأسلحة لكن مع إدارة بايدن كنت تعرف بالضبط أين تقف وما يمكنك وما لا يمكنك فعله .. مع ترامب كل الخيارات مفتوحة بما في ذلك الأسوأ".