كما قتلت الطفل وهو يلهو أمام منزله، أو مختبئاً في حضن والده، أو جنيناً في بطن أمه، وهو لم يبصر الحياة، لن يكون غريباً على "إسرائيل" أن تقتل تسلب الفرحة في غزة وتقتل صاحبها، وتبقي الغصة في قلوب من حوله..
هكذا هي "إسرائيل"، تسرق الجنين والطفل والفرح والحياة من أبناء قطاع غزة المحاصر والمشرد، والنازح في خيمة لا حول له ولا قوة.. فتبقي الجسد بلا روح وتقتل الفرحة في قلوب المحبين، لتظل يدها مغمسة بالدم، لا تبقي للغزيين سوى الحزن والصبر وبقايا أمنية..
فمنذ بدأت حرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، حاول الفلسطينيون أن يتعايشوا مع الواقع المرير والتأقلم في الحياة الصعبة التي فرضت عليهم وعندما طالت الحرب أمدها بدأوا يستعدون للزواج وإقامة مراسم رسمية لطقوس زواجهم..
هذه الطقوس، لم ترق لـ"إسرائيل" فقررت أن تقتل كل فرحة منقوصة في أي بيت فلسطيني، فقلت العريس تارة، وأهله تارات، ويتمت العرائس وأهلكت قلوب أم العريس، وصنعت غصة في قلوب المحبين..
في حفل زفاف ابنتها.. جاءها ابنها شهيد
أم محمد العامودي بدأت نهارها بفرح حيث حفل زفاف ابنتها في معسكر الشاطئ غرب مدينة غزة، فكانت تجهز على عجلة من أمرها لترتيب بعض المراسم البسيطة حتى سمعت صوت قصف قريب من المنزل دقّ قلبها وأصبح يرتجف.. وصلها صوت الجيران محمد العمودي..
ارتدت أم محمد ملابسها دون وعي، ووصلت مكان الاستهداف، لتجد نجلها شهيداً، أما شقيقته العروس فوصلها الخبر في صالون التجميل، ليتحول الفرح لحزن..
العريس وإخوانه تزينوا للجنة
أم العريس فادي عثمان شبير من سكان خانيونس جنوب قطاع غزة، لم تره بعد وقد حلق شعره وتزين ليكون عريساً، فذهب إليها عريساً وزفته للجنان..
فقد ارتقى فادي مع شقيقيه حذيفة وسعيد بعد قصف مباشر لخيمة حلاقة وسط خانيونس، وهو يستعد لزواجه برفقة شقيقيه..
عريس شهيد قبل زفافه بيوم
أما العروس ملك أبو العمري، فلم تترك لها طائرات الاحتلال الإسرائيلي خياراً، فسلب لها روحها وفرحتها ورجلها الذي قررت أن تكمل حياتها معه، فقتلت خطيبها قبل يوم من زفافها إليه..
ففي غرفة نزوحها في مدرسة الدحيان بحي الشيخ رضوان في مدينة غزة، تلقت أبو العمرين خبر استشهاد خطيبها، قبل ساعات قليلة من زفافها إليه، وتزيينها منزل الزوجية، ليرحل للجنان تاركاً غصة في القلب ودموع لا تجف..
حكايات الحرب لا تنته في غزة، فكلٌ له نصيبه من الحزن في غزة، فإسرائيل لم تترك مكاناً للفرحة والحياة..