خبر النيابة الإسرائيلية تسحب لائحة اتهام بحق مستوطن تجنباً للكشف عن « أدلة سرية »

الساعة 07:56 ص|15 يوليو 2009

فلسطين اليوم : ترجمة خاصة

قضت المحكمة المركزية الإسرائيلية في بئر السبع صباح اليوم الأربعاء، بتبرئة ساحة المزارع شاي درومي من تهمة قتل المواطن الفلسطيني خالد الأطرش في منطقة جبل الخليل في مطلع عام 2007.

وزعم قضاة المحكمة الثلاثة أن ظروف الحادث فرضت على درومي التصرف بهذا الشكل، مدينةً درومي بحيازة أسلحة بصورة مخالفة للقانون.

وكانت النيابة الإسرائيلية العامة، أبلغت يوم أمس الثلاثاء، المحكمة المركزية في القدس أنها تتراجع عن تقديم لائحة اتهام، كانت قد قدمتها ضد مستوطن جرى توثيق عملية قيامه بإطلاق النار تجاه عائلة فلسطينية في الخليل، وذلك بذريعة أن الكشف عن الأدلة قد يعرض أمن الدولة للخطر.

وكانت قد قدمت لائحة اتهام ضد المستوطن زئيف برافدا من مستوطنة "كريات أربع"، في أعقاب قيامه بإطلاق النار على فلسطينيين خلال عملية إخلاء منزل الرجبي الذي استولى عليه المستوطنون في مدينة الخليل، إلا أن النيابة العامة قررت لاحقا سحب لائحة الاتهام بذريعة تجنب الكشف عن مصادر معلومات سرية من باب أن الكشف عنها من الممكن أن يعرض أمن الدولة للخطر.

يذكر أنه قد جرى توثيق عملية قيام المستوطن بإطلاق النار باتجاه فلسطينيين بواسطة آلات تصوير لمنظمة "بتسيليم"، وتم اتهام المستوطن بالتسبب بأضرار خطيرة بشكل متعمد.

وبعد تقديم لائحة الاتهام، قام وزير الجيش الإسرائيلي، إيهود باراك، بالتوقيع على شهادة تمنع الكشف عن مصادر المعلومات للشاباك، وطرق عمله، والوحدات والعناصر العاملة في هذا الإطار. وفي أعقاب طلب محامي المتهم الكشف عن الأدلة السرية التي تدين موكله، بحجة أن ذلك قد يساعد في الدفاع عن المتهم، ادعت النيابة العامة في المقابل أن الكشف عن الأدلة السرية قد يعرض أمن الدولة للخطر، وأنه في حال ألزمت بالكشف عنها فإنها تتراجع عن تقديم لائحة اتهام.

من جهته فإن القاضي إلياكيم روبنشطاين قد وافق على أن الكشف عن الأدلة السرية قد يمس بأمن الدولة، إلا أنه قرر في هذه القضية أن ضرورة الكشف عنها لتحقيق ما أسماه بالعدل يتفوق على المصلحة في عدم الكشف عنها. كما أكد على حق المستوطن المتهم بمحاكمة عادلة. وبناء عليه قررت النيابة العامة سحب لائحة الاتهام.

يذكر أن النيابة العامة قد اتهمت المستوطن المذكور بأنه صوّب مسدسه نحو عائلة فلسطينية تسكن في الخليل، وطلب منها أن تدخل إلى البيت، وكان برفقته مستوطن آخر. توّجه صاحب البيت الفلسطيني (44 عامًا) إلى براودا وقال له إن البيت ملكه وأن عليه هو أن يترك المكان، وفي نهاية الحديث اعتدى المستوطن على الأب وصوّب المسدس نحوه، وعندما حاول أبناء العائلة إبعاده أطلق النار عليهم، وأصابت الرصاصات صدر الأب، فتقدّم أحد الفلسطينيين المتواجدين وأوقعه على الأرض فأطلق رصاصتين أصابت واحدة منها الابن، وعندها حضر عدد كبير من مستوطني "كريات أربع" وأخرجوه من المكان.

يذكر في هذا السياق أن عشرات آلاف الفلسطينيين، بينهم عدد كبير من المعتقلين الإداريين، دخلوا سجون الاحتلال بناء على معلومات سرية لم يتم الكشف عنها بذريعة أن ذلك يمس بأمن الدولة، ونطقت محاكم الاحتلال بالأحكام بناء على هذه المواد السرية بدون أن يطلع عليها المعتقلون الفلسطينيين.