كشفت وسائل إعلام عبرية عن قيام الولايات المتحدة الأمريكية بتسيير "قطار جوي" عسكري غير مسبوق، يضم عشرات الطائرات المحمّلة بكميات هائلة من الأسلحة، إلى “إسرائيل”، في خطوة وُصفت بأنها الأضخم في تاريخ العلاقات العسكرية بين الجانبين، وتأتي في سياق تصاعد التوتر في المنطقة، لا سيما مع إيران، واحتدام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وبحسب تقرير نشرته قناة “i24news” الإسرائيلية، فقد بدأت طائرات عسكرية أمريكية بالهبوط تباعاً في قاعدة “نيفاتيم” الجوية جنوب فلسطين المحتلة، محمّلة بأسلحة نوعية وكميات ضخمة من الذخيرة، ضمن عملية نقل جوي مستمرة، تنطلق فيها نحو ست طائرات يومياً من قواعد أمريكية متعددة، لا تقتصر على الولايات المتحدة، بل تشمل قواعد في أوروبا والشرق الأوسط.
ووفقاً لما أوردته القناة، فإن الشحنة العسكرية الجديدة تحتوي على قنابل ثقيلة من طراز “MK-48”، ومئات الصواريخ الاعتراضية الخاصة بمنظومة الدفاع الجوي “ثاد”، بالإضافة إلى آلاف الذخائر الخارقة للتحصينات، وأخرى مخصصة للعمليات القتالية في قطاع غزة، والتحضير لهجوم محتمل على الأراضي الإيرانية.
وربطت مصادر إسرائيلية هذه الخطوة بتطورات الملف النووي الإيراني، إذ تسود تقديرات داخل دوائر صنع القرار في تل أبيب بأن الشحنة جاءت في سياق الضغط العسكري على طهران، في ظل تعثر المفاوضات النووية، وتلويح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب باللجوء إلى الخيار العسكري في حال فشل المحادثات.
ويُشار إلى أن هذه الشحنة هي ذاتها التي جمدتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، قبل أن يُعاد تفعيلها وتوسيعها بعد وصول ترامب إلى سدة الحكم مجدداً. وأكدت القناة أن ما تم تسليمه حتى الآن يمثل فقط المرحلة الأولى، إذ يُتوقع وصول المزيد من الأسلحة خلال الأسابيع المقبلة، في إطار خطة أمريكية لتجديد وتوسيع ترسانة الجيش الإسرائيلي.
ويأتي ذلك في وقت يتواصل فيه القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث تستخدم تل أبيب هذه الأنواع من القنابل والصواريخ لإحداث دمار واسع في البنية التحتية والمباني السكنية، ما يؤدي إلى سقوط عشرات الشهداء في كل عملية.
ويرى المراقبون أن هذه الخطوة تحمل أبعاداً استراتيجية، تتجاوز غزة إلى سياق إقليمي أوسع، قد يشمل تصعيداً مباشراً مع إيران، في ظل انزلاق المنطقة نحو مزيد من التعقيد والانفجار المحتمل.