كشف موقع واللاه العبري، مساء اليوم السبت، أن الجيش "الإسرائيلي" حاول على مدى أيام إخفاء تفاصيل حادثة خطيرة جنوب قطاع غزة، قُتل خلالها عدد من أفراد الهلال الأحمر الفلسطيني برصاص جنود الجيش.
ووفقًا للتقرير، فإن الجيش زعم في البداية أن سيارات الإسعاف والإطفاء لم تكن تحمل أضواءً وامضة، وهو ما حال دون التعرّف عليها. لكن مقطع فيديو جديد فند هذه الرواية وأظهر أن السيارات كانت مزوّدة بالأضواء اللازمة، ما يُثبت كذب الرواية الرسمية.
وأكد أن هذه الحادثة تمثل انهيارًا خطيرًا في علاقة الجيش الإسرائيلي مع وسائل الإعلام الدولية، خصوصًا بعد أن قام الجيش وناطقوه بتضليل وسائل الإعلام العالمية في بيانهم الأولي.
واعتبر الموقع العبري، أن الضرر الذي لحق بصورة إسرائيل جراء الكذب وحده، حتى قبل التطرّق إلى احتمال ارتكاب جرائم حرب، يُعد هائلًا.
وفي وقت سابق، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، عن حصولها على مقطع فيديو موثّق من هاتف المسعف الشهيد رفعت رضوان، الذي استُشهد في 23 مارس الماضي إثر استهدافه بنيران الجيش الإسرائيلي. وقد عُثر على جثمانه داخل مقبرة جماعية في رفح جنوب قطاع غزة، ضمّت أيضًا جثامين 15 من طواقم الإسعاف والإغاثة.
وفي بيان رسمي صدر اليوم السبت، أوضحت الجمعية أن الفيديو يُظهر بشكل جلي أن سيارات الإسعاف وشاحنة الإطفاء كانت تحمل إشارات الطوارئ وكانت أضواؤها مشغلة لحظة استهدافها، ما يُفنّد مزاعم الجيش الإسرائيلي الذي ادعى أن المركبات لم تكن تحمل أي إشارات أو أضواء واضحة.
وأكد البيان أن المقطع المصوّر يدحض بشكل قاطع الرواية الإسرائيلية التي زعمت أن القوات لم تطلق النار بشكل عشوائي، بل استهدفت مركبات اقتربت "بطريقة مريبة" دون أية إشارات طوارئ.
من جهتها، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية نفس المقطع، الذي حصلت عليه من دبلوماسي كبير في الأمم المتحدة، وأجرت عليه تحققًا شاملاً من توقيته وموقعه. وأشارت الصحيفة إلى أن المقطع يُظهر سيارات الإسعاف وشاحنة الإطفاء التي كانت تقل 14 من طواقم الدفاع المدني والمسعفين، وأن أضواء الطوارئ كانت مشغلة أثناء استهدافهم.
وذكرت الصحيفة أن صوت المسعف يُسمع بوضوح وهو يردد الشهادة قبل استشهاده تحت وابل النيران.
وكانت جمعية الهلال الأحمر قد أعلنت، الأحد الماضي، عن انتشال جثامين 14 من أفراد طواقم الإسعاف والإغاثة في رفح، من بينهم 8 من كوادر الهلال الأحمر، و5 من الدفاع المدني، وموظف تابع لإحدى الوكالات الأممية.
وأعربت الجمعية عن صدمتها الشديدة من استمرار استهداف طواقمها الإنسانية رغم وضوح الشارات الطبية المحمية بموجب القانون الدولي. كما أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن "صدمتها البالغة" بعد انقطاع الاتصال بالمجموعة منذ 23 مارس.