كشف تقرير صادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بقيادة بنيامين نتنياهو ووزرائه المتطرفين، صعّدت من هجومها الاستيطاني غير المسبوق في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها شرقي القدس.
وأوضح التقرير، الصادر يوم السبت، أن الاحتلال يستولي على مساحات واسعة من الأراضي في المنطقتين (ج) و(ب)، محاصرًا الفلسطينيين داخل معازل، حيث تقطع قواته سبل الوصول إلى المدن والقرى والمخيمات عبر السواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية والبوابات الحديدية، مما يزيد من عزل الفلسطينيين عن محيطهم الحيوي.
وأضاف التقرير أن الاحتلال نشر المستوطنات والبؤر الاستيطانية والمزارع الرعوية على نطاق واسع، ما جعل وصول المزارعين إلى أراضيهم محفوفًا بالمخاطر، بينما أقام أكثر من 849 حاجزًا عسكريًا، يتولى إدارتها مستوطنون ضمن قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي. كما أدى التوسع الاستيطاني إلى تقليص المساحات الرعوية والموارد الطبيعية، حيث استولى المستوطنون على ينابيع المياه لاستخدامها في الترفيه، مما فاقم أزمة الفلسطينيين في توفير مياه الشرب وسقاية مواشيهم.
وأشار التقرير إلى أن حكومة الاحتلال تواصل تسخير كل الإمكانيات لتنفيذ مشروعها الاستيطاني، إذ أظهرت بيانات الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء أن الاحتلال أصدر خلال عام 2024 نحو 35 أمرًا بوضع اليد على 1,073 دونمًا، وخمسة أوامر استملاك لحوالي 803 دونمات، إضافة إلى 9 أوامر إعلان أراضي دولة شملت 24,597 دونمًا، و6 أوامر لتعديل حدود محميات طبيعية، أدت إلى الاستيلاء على نحو 20,000 دونم.
على الصعيد الدولي، حذّرت الأمم المتحدة من التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، حيث أكدت سيغريد كاخ، المنسقة الخاصة لعملية السلام في الشرق الأوسط بالإنابة، أن الاستيطان يغير المشهد الديمغرافي في الضفة الغربية، ويهدد إمكانية قيام دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة. وأوضحت، خلال إحاطتها لمجلس الأمن بشأن تنفيذ القرار 2334، أن الاحتلال وافق خلال الفترة من 7 ديسمبر 2024 إلى 13 مارس 2025 على بناء 10,600 وحدة استيطانية جديدة، منها 4,920 وحدة في شرقي القدس، بينما هدم 460 مبنى فلسطينيًا، ما أدى إلى نزوح 576 مواطنًا، نصفهم من الأطفال.
في السياق ذاته، وصفت حركة السلام الآن الإسرائيلية الوضع في تقريرها الأخير قائلة: “يتميز عام 2024 بسياسة تقليص المساحة الفلسطينية في المنطقتين (ج) و(ب)، وتوسيع الوجود الإسرائيلي فيهما”، في إشارة إلى استمرار الاحتلال في فرض واقع استيطاني جديد يهدد حل الدولتين.