أطلق جيش الاحتلال تحقيقًا في ملابسات تفجير مبنى مستشفى الصداقة التركي في محور نتساريم وسط قطاع غزة. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن قائد الفرقة 252، العميد يهودا فاخ، أمر بتدمير المبنى دون الحصول على الموافقة المطلوبة.
وفقًا للتعليمات العسكرية، تدمير المباني المصنفة "حساسة" في قطاع غزة، مثل المستشفيات والجامعات، يتطلب موافقة قائد المنطقة الجنوبية أو رئيس الأركان. إلا أن فاخ قرر طواعية إلغاء تصنيف المبنى كهدف حساس، مما سمح له بتوجيه القوات لتدميره دون الحاجة إلى موافقة كبار الضباط.
الجيش أكد تفاصيل الحادث للصحيفة "هآرتس"، مشيرًا إلى أن "التحقيق جارٍ في الحادث". خلال عطلة نهاية الأسبوع، انتشرت مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر انفجار المبنى، الذي كان يستخدم كمركز للقوات لفترة طويلة قبل وقف إطلاق النار.
في بيان رسمي، ادعى جيش الاحتلال أن الهجوم استهدف "إرهابيين كانوا في البنية التحتية لحماس في منطقة كانت سابقًا مستشفى في وسط القطاع". ومع ذلك، علمت "هآرتس" أن الجيش تفاجأ بقرار تفجير المبنى، وأمر المدعي العام العسكري، اللواء يانيف عسور، بفتح تحقيق في الحادث.
مصادر مطلعة على التحقيق أكدت للصحيفة أن فاخ كان هو من أصدر الأمر بإلغاء تصنيف المبنى كـ"هدف حساس" ليتمكن من تدميره دون الحاجة إلى الحصول على الموافقة من القادة العسكريين الكبار.
وزعم الجيش اسرأن المبنى كان قد توقف عن العمل كمستشفى في العام الماضي بناءً على أوامر من جيش الاحتلال، إلا أنه استمر في تصنيفه كـ"هدف حساس" بسبب احتمال استخدامه من قبل المدنيين، الذين قد يلجأون إليه بحثًا عن الطعام أو المعدات المتروكة. كما أن تدمير هذه المباني كان قد يثير انتقادات دولية حادة ضد "إسرائيل"، مما يستدعي موافقة كبار الضباط.
من جهتها، أدانت تركيا تدمير المستشفى الذي بُني بتمويل تركي وكان يستخدم لعلاج مرضى السرطان، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات فعالة ضد "إرهاب الدولة الإسرائيلي". وقد أفادت "هآرتس" أن المبنى، رغم توقفه عن العمل كمستشفى، كان لا يزال يحتوي على معدات طبية، والتي دُمّرت في الانفجار.
وكانت الصحيفة قد نشرت في ديسمبر تحقيقًا يتضمن شهادات من مقاتلين وضباط عن تساهل فاخ في أوامر إطلاق النار على محور نتساريم، حيث كان يتم إطلاق النار على أي فلسطيني يتجاوز خطًا معينًا، بما في ذلك الأطفال وكبار السن. كما كشفت تحقيقات أخرى عن سلوك فاخ الذي عرض حياة الجنود للخطر، ما أدى إلى مقتل ثمانية من جنود الاحتياط في فترة قصيرة.
يُذكر أن العميد فاخ ليس أول قائد فرقة يقرر تدمير مبنى حساس في غزة دون الموافقة اللازمة. ففي مارس من العام الماضي، أمر رئيس الأركان هيرتسي هاليفي بإصدار مذكرة تنبيه إلى الفريق باراك حيرام، قائد الفرقة 99 آنذاك، بعد أن أمر بتفجير مجمع جامعي في جنوب غزة دون إذن.