خبر لا يعرفان كيف يقررا.. يديعوت

الساعة 11:35 ص|13 يوليو 2009

بقلم: ناحوم برنياع

أمس حلت الذكرى الثالثة لحرب لبنان الثانية: وهذه ليست بالضبط سببا للاحتفال. هناك أمور تغيرت هنا منذ 12 تموز 2006 وهناك امور لم تتغير على الاطلاق. أطحنا بقيادة سياسية اتخذت قراراتها بتسرع زائد، وتلقينا بدلا منها قيادة سياسية غير قادرة على أن تقرر على الاطلاق. اردنا يوليوس قيصر، تلقينا مالطيين، اميري الدانمارك.

يخيل أن من الغني العودة الى التحليل للاخطاء التي ارتكبتها الحكومة برئاسة اولمرت، مع بيرتس كوزير للدفاع وحالوتس كرئيس للاركان، في الخطوة التي اطلقت الجيش الاسرائيلي نحو الحرب وفي ادارة الحرب حتى منتهاها. التقرير كتب، الاستنتاجات استخلصت، وما لم يقل في التقرير حسم في وعي الجمهور وفي الساحة السياسية.

بعد سنتين ونصف السنة من نهاية الحرب صعدت الى السلطة حكومة جديدة، في مركزها اثنان: بنيامين نتنياهو وايهود باراك. وقد صلا الى قيادة السلطة بعد أن جربا كل شيء، في السلطة وفي المعارضة، في رئاسة الوزراء وفي ادارة وزاراتها العليا. لا يوجد مكانا لم يكونا فيه، لا توجد مسيرة لم يراقباها عن كثب. الخبرات المتراكمة لديهما يفترض بها أن تخدمهما في منصبيهما الجديدين – القديمين.

غير أن الخبرات على حده والتجربة على حده. التجربة هي شيء يتعلم المرء منه؛ اما الخبرة فهي عنصر في السيرة الذاتية يزين ورقة السيرة الذاتية. شمرياهو لفين من أوائل الصحافيين في البلاد، كتب ذات مرة جملة توضح الفرق. "يمكن للمرء أن يأكل التفاحة أربعين سنة، ولكن هذا لن يجعله خبيرا في علم النبات". نتنياهو وباراك اكلا الكثير من التفاح في اثناء حياتهما السياسية، لا ريب في هذا. السؤال هو كيف حسن الاكل قدراتهما.

نتنياهو استخلص من خبراته بان دوره كرئيس للوزراء هو أن يكون حسنا ومحسنا. يخيل أن الشخص الاخير الذي قال له نتنياهو "لا" كان تسيبي لفني (كما أنه قال "لا" ليوفال شتاينتس، ولكن فقط لانه قال "لا" لاملاءات رئيس الهستدروت، لوبي البسطات، لوبي الخضار والفواكه وتهديدات شاس واسرائيل بيتنا، حزب وزير السياحة). نتنياهو، الذي اكتسب لنفسه لقب الرجل النشيط وصاحب المذهب المرتب عندما كان وزيرا للمالية، فقد على كرسي رئيس الوزراء تصميمه ومذهبه المرتب على حد سواء. كل ما اراده هو أن يصل الى 15 تموز مع ميزانية مقرة.

اما باراك فعرف كمن يجد صعوبة في اتخاذ القرارات حتى في الحكومة السابقة، بما في ذلك قرارات حيوية للامن. في الاسبوع الماضي القى خطابا في احتفال الذكرى بمناسبة ثلاثة اعوام على حرب لبنان. في خطابه ميز بين المقاتلين، الذين مجد بطولتهم، وبين القيادات فوقهم، التي حقرها. لو تعلم باراك من التجربة لكان عرف ان من يسكن في بيت من زجاج لا يرشق الحجارة.

على مدى اشهر وجد باراك صعوبة في ان يقرر من يعين في منصب نائب رئيس الاركان. للقرار أثر ليس فقط على هوية رئيس الاركان التالي، بل وايضا على هوية من سيعين رئيس الاركان الذي سيتلوه. في النهاية قرر قرارا، هو نصف شاي ونصف قهوة. فقد خشي من اغضاب رئيس الاركان غابي اشكنازي الذي عارض بشدة تعيين أحد المرشحين. لا غرو أن ضباط الجيش بدأوا يسمونه بسخرية، من خلف ظهره، "مساعد رئيس الاركان".

ناهيك عن انعدام قدرته على أن يقرر ما يفعله بالضابطين الكبيرين في مكتبه، هل يرافعهما ام يجمدهما ام يبعث بهما الى الحياة المدنية. المكتب هو المكان الاول الذي تنكشف فيه الكفاءات القيادية للسياسي. يمكن ان نسمي هذا "اختبار بولي شوك". في هذه الاثناء، لا نتنياهو ولا باراك يجتازان هذا الاختبار بنجاح.