تحليل لماذا يسعى العدو لفرض معادلات جديدة بغزة ولبنان؟

الساعة 03:51 م|16 مارس 2025

فلسطين اليوم

منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في كل من لبنان في الـ27 من نوفمبر الماضي وغزة في الـ19 من يناير الماضي، عمد العدو الإسرائيلي إلى خرق وقف إطلاق النار على الجبهتين من خلال استهداف واغتيال العديد من الأشخاص الذين يزعم أنهم يتبعون للمقاومة بهدف فرض معادلات جديدة على المقاومة.

ولكن لماذا يقوم الاحتلال بهذا الأمر بعد توقيع اتفاق وقف اطلاق النار؟ يبدو أن العدو بعد السابع من أكتوبر اتبع استراتيجية جديدة تعتمد على إشغال أعدائه وضربهم بشكل دائم ضم مبدأ "درأ الخطر قبل وقوعه"، بعد الفشل الذريع بعد "عملية طوفان الأقصى" كما يرى العديد من الخبراء والمختصين.

ويعتقد الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي، أحمد عبد الرحمن، أن العدو الإسرائيلي تمكّن، حتى هذه اللحظة، من فرض قواعد اشتباك جديدة لم تكن قائمة من قبل، وهذا الأمر أصبح واضحاً من خلال ما يقوم به من عمليات هجومية في أكثر من ساحة، وصل بعضها قبل يومين إلى العاصمة السورية دمشق، مستهدفاً فصائل المقاومة الفلسطينية هناك".

الترويج للانتصار

وقال عبد الرحمن في مقال له تابعته "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "يحاول العدو استغلال هذه الاعتداءات لترويج دعايته، التي تقول إنه خرج منتصراً من هذه الحرب، وإنه بات صاحب اليد العليا، وهذا الأمر يردّده نتنياهو وسائر أعضاء ائتلافه المتطرّف".

ورأى أن "قادة العدو يزعمون أنهم مستمرون في هذا النهج الهادف إلى منع "الأعداء" من استعادة قدراتهم، أو العمل بحرية كما كان يجرى في الفترة الماضية، وأنهم سيحبطون أي محاولة من هذا القبيل".

كما اعتبر عبد الرحمن أنه على المستوى المقابل، تبدو خيارات فصائل المقاومة، وخصوصاً في غزة ولبنان، وفي سائر أطراف محور المقاومة، عموماً، معقّدة، ومحفوفة بمروحة واسعة من المخاطر، إذ إنها تسعى للمحافظة على حالة الهدوء النسبي، الذي يمنع الاحتلال من التغوّل أكثر ضد المدنيين والمنشآت والبنى التحتية والخدمية من جهة، ولكسب مزيد من الوقت لتنظيم صفوفها، واستعادة بعض قدراتها التي فقدتها من جهة أخرى".

نتنياهو.jpeg
 

معادلة صعبة

كما اعتقد هذه المعادلة لن تكون سهلة على الإطلاق، نتيجة ترصّد العدو لكل تحركات المقاومة واستهدافها، وهو كما يبدو بات يملك قدرة على جمع المعلومات الاستخبارية أكثر من ذي قبل، نظراً إلى ما تقدّمه له الأجهزة الأمنية والاستخبارية العالمية من معلومات، وفي المقدّمة منها الأجهزة الأميركية والبريطانية والألمانية".

وتوقع عبد الرحمن أن ما تسعى له "إسرائيل"، من فرض قواعد اشتباك جديدة تمكّنها من السيطرة على عموم المنطقة وهزيمة أعدائها بالضربة القاضية، لن يتحقّق، إذ إن جميع المعطيات المتوافرة تقول إن خصومها يملكون كل مقوّمات الصمود والانتصار، وأن صمتهم، في كثير من المراحل، ما هو إلا مقدّمة للانفجار الكبير كما حدث صبيحة السابع من أكتوبر المجيد".
قصف غزة
 

استراتيجية جديدة

من ناحيته، اتفق الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي، أحمد سلامة، مع سابقه من أن العدو الإسرائيلي اتبع بعد السابع من أكتوبر استراتيجية درأ الأخطار قبل وقوعها".

وقال سلامة في تصريحات لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "العدو الإسرائيلي يعمل على استراتيجية تدمير ممنهج لمقومات المقاومة بمجرد الحصول على معلومة استخبارية لمنع تعاظم قوتها".

واعتقد سلامة "أن هذه الفترة تعد من أعقد وأصعب الفترات على المقاومة سواء في غزة ولبنان، ناصحاً إياها بالتقيد بكل الإجراءات الأمنية الصارمة لمنع وصول المعلومات للعدو الإسرائيلي".

كما "توقع أن يقوم العدو بالعديد من الاستهدافات المتكررة كما يحدث بشكل شبه يومي في لبنان وغزة؛ كون ذلك الأمر يشغل المقاومة عن محاولات بناء قدراتها".

وشنت "إسرائيل" بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

جدير ذكره أنه في 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، يتضمن ثلاث مراحل تمتد كل منها 42 يوما، مع اشتراط التفاوض على المرحلة التالية قبل إتمام المرحلة الأولى، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

صفقة تبادل
 

كلمات دلالية