بالفيديو إخوة يوسف يبكونه قهراً: غياهب الجُب بدَلت حالًه

الساعة 08:51 ص|27 فبراير 2025

فلسطين اليوم

يوسف محمد جمعة من سكان جباليا البلد شمال قطاع غزة، شاب جميل ذو ملامح هادئة، يبدو حسن المظهر وأنيق الملبس، لكن حاله لم يعد كذلك، فغياهب الجب بدلت أحواله وغيرت ملامحه، حتى بكوه إخوانه بحرقة قلب.

جمعة، تحرر الليلة ضمن صفقة طوفان الأحرار التي تأجلت الأسبوع الماضي بعد تنصل حكومة الاحتلال الإسرائيلي من الإفراج عنهم، فوصل مع 455 أسيراً إلى مستشفى غزة الأوروبي بخانيونس جنوبي قطاع غزة.

حال جمعة كغيره من الأسرى لا يسر عدو ولا صديق، فالأهالي تصدم من رؤية أبنائها الأسرى بسبب التغير الكبير في ملامحهم خلال فترة اعتقالهم لدى الاحتلال، وإخوة يوسف مثلهم لم يحتملوا منظره وحاله المتبدل، فقد كانوا يحملون صورة جميلة له قبل اعتقاله، فكان مختلفاً عما قبل.

فبالدموع والبكاء بحرقة كان يشير أخوه يوسف له وهو مازال داخل الباص الذي يقله عند قرب وصوله لمستشفى غزة الأوروبي، فما كان من يوسف سوى أن يرد عليهم بدموعه.

يقول شقيقه باكياً: شاهد كيف أصبح أخي، لقد كان جميلاً ووزنه جيد، ماذا فعل به الاحتلال، لقد تغير أخي لم يعد كمان كان، حسبي الله ونعم الوكيل".

ويضيف:" أخوي صار هيكل عظمي، أين مؤسسات حقوق الإنسان والصليب الأحمر ، وكل المؤسسات الدولية عما يحدث لأولادنا، يكفي ما جرى من إبادة"

ظروف اعتقال كارثية

وعانى الأسرى في سجون الاحتلال خاصةً ممن اعتقلوا بعد 7 أكتوبر 2023، من واقع إنساني صعب ومرير وغير مسبوق وكارثي حيث تعرضوا لحرب انتقامية لا تقل عن حرب الإبادة الجماعية التي شنتها "إسرائيل" على الشعب الفلسطيني.

ففي سجون الاحتلال استشهد العشرات من الأسرى موتاً بطيئاً نتيجة للإجراءات الإجرامية التي اتخذتها سلطات الاحتلال في السجون بحق الأسرى، فتعرضوا للاغتيال والتعذيب المباشر.

كما مارست قوات الاحتلال في سجونها، جرائم ضد الإنسانية، بسياسات تشدد وقمع وانتقام بحق الأسرى، كالتعذيب والضرب المستمر، والتجويع، فوجبة الطعام المخصصة لأسير واحد على سبيل المثال تُقَدَّم إلى 7 أو 10 أسرى، ناهيك عن أن نوعية الطعام سيئة والوجبات رديئة.

أوضاع المحررين صعبة

مدير التمريض في مستشفى غزة الأوروبي صالح الهمص أكد أن الأسرى المفرج عنهم وصلوا للمستشفى بحالة هزال شديد وبعضهم لا يستطيعون المشي بسبب شدة الضرب والتعذيب الذي تعرضوا له.

وبين الهمص، أن 456 أسيراً وصلوا إلى مستشفى غزة الأوروبي، بينهم 15 أسيراً من الكادر الطبي، في حيث انتظرت العوائل وصول 24 أسيرا من الأطفال وأسيرة ولكن الاحتلال عطل الإفراج عنهم.

وأكد على أن معظم الأسرى يعانون من الأمراض الجلدية، وأدخلت حالة منهم إلى المشفى للمبيت بسبب إصابته بتليف بالرئة، فيما أعطيت الأدوية الخاصة بالجرب لكل الأسرى المحررين.

وبين الهمص، أن الأسرى تعرضوا للضرب المبرح المركز على الصدر ما عرضهم لكسور في القفص الصدري.

ولفت إلى أن أسير مبتور اليد وصل للمستشفى فيما وصل أسير مبتور القدم بسبب إصابته بمرض السكري وعدم تلقيه العلاج.