خبر اسرائيل تتفحم.. معاريف

الساعة 08:09 ص|12 يوليو 2009

بقلم: افيف لفي

لمسؤولي اقتصاد الكهرباء والطاقة على اجيالهم يوجد حظ كبير. وحظهم الكبير يسمى اقتصاد المياه: من شدة الانشغال بازمة المياه والبحث عن المذنبين عن أن كل المخزونات في اسرائيل تلامس الخطوط السوداء، تركنا جانبا بعض الشيء الفضيحة التي تتقزم امامها اخطاء المياه. هذا الاسبوع، عندما بسط رؤساء شركة الكهرباء امام وزير البنى التحتية عوزي لنداو خطة الاستعداد للصيف، عادت هذه الفضيحة لتنكشف بكل وضوحها. من أجل اجتياز آب بسلام، كما يتبين، تعتزم شركة الكهرباء احراق كل مادة خام ملوثة تجدها في المحيط. المازوت والسولار سيلعبان في قائمة تنفسنا في الاسابيع القريبة القادمة دور النجم، ناهيك عن كثرة الفحم.

هذا الكوكتيل المحبب هو النتيجة المباشرة للتأخيرات المتواصلة في تطبيق خطة الطوارىء لاقتصاد الكهرباء. شركة الكهرباء لم تتمكن من اقامة محطات طاقة جديدة بالجدول الزمني الذي تقرر لها، وفي ظل غياب احتياطات كافية لايام الذروة لمكيفات الهواء، فانها تضطر الى التوجه الى مصادر طاقة قديمة وملوثة: تشغيل محطة اشكول ب في اسدود التي تعمل على المازوت، ودعوة لاصحاب المولدات الخاصة – التي تعمل على السولار باعطاء اسناد للشبكة في حالة الاشغال الزائد. وبينما العالم المتنور يتقدم بسرعة الى الكهرباء الخضراء، تصر اسرائيل على الاندفاع نحو الخلف.

على المستوى الفوري يدور الحديث عن فشل لوجستي، ولكن المشكلة الحقيقية أعمق بكثير. بالضبط مثلما في اقتصاد المياه، جذورها مغروسة سنوات الى الوراء. منذ أكثر من عقد من الزمان حاول رجال البيئة تشجيع الحكومة على ادارة دفة سفينة الطاقة الاسرائيلية نحو الشمس الصاعدة. اصحاب القرار رفضوهم باستخفاف. وفقط في السنتين الاخيرتين بدأ الحراك، وفي هذه الايام نحن نوجد في ذروة التراكض الشمسي. الجميع يتحدث عن طاقة الشمس، كلهم يهتمون بالندوات الشمسية، فيما أن الشمس في هذه الاثناء تزود اقل من 1 في المائة من استهلاك الطاقة في دولة اسرائيل. وذلك ايضا لان هناك الكثير من الحواجز البيروقراطية التي لا تزال تعرقل التقدم، وكذا لان اقتصاد الطاقة لا يغير وجهه في يوم واحد. فالرفض بعيد السنين لرؤية الشمس كمصدر للطاقة الوطنية محرج ومثير للحفيظة اكثر بكثير من التأخير في تخصيص المصادر لغرض تحلية المياه. عندما ستكون لجنة التحقيق المستقبلية مطالبة بان ترد على سؤال كيف وصلنا الى هذا الحد سيتعين عليها البحث عن الاجوبة قبل وقت بعيد من صيف 2009.

ولكن المشكلة لا تكمن فقط في نوع الطاقة التي نستخدمها، بل وفي الكمية. نجاعة الطاقة هي شعار جميل يبقى على الورق ولم يسبق أن اتخذت خطوة حقيقية لتجنيد الجمهور وتربيته على توفير الكهرباء. وبدلا من الامتشاق من المخزن محطات ملوثة واستدعاء مولدات الكهرباء من السوق الخاصة، لعله حان الوقت لتلوين وجه بار رفائيلي بالفحم الاسود، والكتابة على الاشارة امامها بصيغة: ليس لنا هواء نتنفسه، ملزمون بانقاذ الكرة الارضية. كما يمكن ايضا الحديث الى الجمهور بلغة نفهمها جميعا، في تحديد سقف للكهرباء اساس، وفرض غرامة اليمة على كل شذوذ عنه. هذا سيدفع الكثير من الناس في اسرائيل الى التفكير مرتين قبل أن يخرجوا من الغرفة ويتركوا خلفهم المصباح مضيئا.