خبر حرب لبنان الثانية: حرب الصحوة.. يديعوت

الساعة 08:08 ص|12 يوليو 2009

بقلم: د. غابي سيبوني

رئيس برنامج البحوث العسكرية في معهد بحوث الامن القومي

كلمات كثيرة كتبت عن الحرب وفور انتهائها اطلقت الاشارة للاستياء المغطى اعلاميا على نحو جيد. كلمات مثل فشل، هزيمة نكراء، هدر، قصور وغيرها القي بها في الفضاء. صحافيون وقادة كبار في الجيش الاسرائيلي تنافسوا على من يمكنه أن يوجه النقد الاشد للجيش الاسرائيلي. وسارت بعيدا لجنة فينوغراد التي قضت بان الجيش الاسرائيلي لم ينتصر في الحرب ولا حتى بالنقاط.

يخيل أن احاسيس الاحباط والحرج في ختام الحرب وجهت اساسا الى الجيش الاسرائيلي فيما هي تمس بالقدرة على فحص نتائج الحرب بشكل مهني وواعٍ. وبالفعل كشفت الحرب اخفاقات غير قليلة في جاهزية الجيش الاسرائيلي للتصدي في مواجهة واسعة النطاق حيال تهديد مكبوت. هذه الاخفاقات لم تنبع فقط من غياب المقدرات المناسبة لوجود مبنى مناسب للقوة، وهذه كانت تنقص بالفعل، بل وربما اساسا من غياب مفهوم بنيوي للتصدي للتهديد المتغير. الجيش الاسرائيلي لم يكن العامل الوحيد الذي فوجيء. مواطنو الدولة اكتشفوا بانهم يشكلون جزءا من جبهة قتال نشطة وحقيقية – الجبهة المدنية.

كانت هذه دعوة الايقاظ لدولة اسرائيل لان تكتشف ان تحت أنفها، ودون رتوش، بني تهديد بقوة كبيرة جدا. رأس التنين الايراني اطلق اذرع عميقة داخل لبنان، فيما أعد الارضية لاطلاق ذراع اضافية الى داخل قطاع غزة. العدو، الذي يئس من قدرته على احتلال الدولة او اجزاء منها، وجه نشاطه نحو بناء قدرة على اطلاق النار الصاروخية بحجوم كبيرة وادخل معظم سكان اسرائيل داخل مجال القتال.

ولكن الان، بعد ثلاث سنوات من الحرب، في عملية بطيئة وثابتة، اتضحت الصورة. رغم ظروف البدء، ورغم الاخفاقات التي انكشفت في العملية، نجح الجيش الاسرائيلي في أن يحقق للدولة انجازا استراتيجيا من الدرجة الاولى. في هذه الحرب تحققت الاهداف الثلاثة الاساس التي تقررت للجيش: وقف الارهاب من الحدود السيادية للبنان نحو دولة اسرائيل، تحقيق مسؤولية لبنان عن الحكم في جنوبه، والمس الحقيقي بحزب الله، الذي تلقى ضربة غير مسبوقة لم ينتعش منها بعد. وان كان حزب الله يواصل التعاظم، فان هذا يغطي على هبوط مكانته في لبنان. خط الفصل هو 12 تموز 2006.

منذ الحرب استخلصت دروس غير قليلة. بات واضحا للجمهور الان بان نار الصواريخ والمقذوفات الصاروخية من العدو كانت ستستمر حتى نهاية القتال، ولهذا فقط فهم بانه يجب ترسيخ مفهوم وقدرات تحصين وبقاء في الجبهة المدنية تسمح بالتقليص قدر الامكان لاضرار نار العدو. وبالتوازي، يبلور الجيش الاسرائيلي ردا هدفه التقليص قدر الامكان لمدة واضرار حرب مستقبلية من جهة – ومن الجهة الاخرى ضرب العدو ضربة هدامة تتركه منشغلا على مدى سنين باعادة بناء باهظة الثمن ومستهلكة للمصادر. حرب لبنان الثانية وفرت لنا وللعدو تجسيدا صغيرا لقدرات الجيش الاسرائيلي على توجيه ضربة كهذه.