خبر عندما يتكلم اردوغان ويسكت زعماؤنا العرب .. أيمن خالد

الساعة 05:43 ص|12 يوليو 2009

الأزمة التي يعيشها مسلمو الصين في تركستان، لم يتكلم زعيم عربي بشأنها، بينما يتكلم أردوغان، الذي تتمنى كثير من الشعوب العربية لو أنه زعيما عربيا، كما تشافيز، كما كثير من الرجال، في هذا الزمن الصعب، الذي يطأطئ فيه زعماؤنا رؤوسهم، ويدفعون شعوبهم إلى غاية الذل والخنوع.

بالطبع نحن عذرنا في عدم ارتفاع صوتنا، اننا لا نريد الاسلام، وتخلينا عنه لصالح مشروعنا القومي الذي لم يتمكن حتى اللحظة من أن يحقق الا سيل الشعارات البراقة، فبلاد العرب أوطاني لم تحقق هذه المعادلة ولا نزال نتراشق ونختلف ونتصارع على أي شيء وعلى لا شيء.. اللهم نختلف فقط.

لم يستطع العرب حماية انفسهم اذا، فكيف يمكنهم ان يدافعوا عن تلك البلاد التي تصلي الى الله تعالى وهي تعلم ان القبلة هي في بلاد العرب، وتحج الى بلاد العرب، ويحبون العرب حبا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يمكن ان يكون في بلادنا  معتصم واحد يغضب لمصاب امراة ويشد لها الجيوش، لو ان هم العرب كان غير ما هم فيه، ولو ان واقعهم كان مختلفا، ولو انهم على الاقل فكروا كيف يشكلون حالة واحدة يجمعون فيها انفسهم رحمة بشعوبهم.

يأتي كلام اردوغان، وربما يظن بعض الاتراك ان الرجل بات يخصهم وحدهم، ولكن الشعوب العربية التي تتابع الاخبار، وهي من شدة وجعها مغرمة بها لأبعد حد، فهي تعرف الأسماء في عالم السياسة جيدا، وربما لا يعرف كثير من الاتراك ان اسم اردوغان واغلوا وغل وغيرهم يحفظهم شعبنا ويعرف عنهم اكثر مما يعرف عن وزرائه، وربما نحن الاعلاميين لا نعرف احيانا بعض الوزراء لكننا وككل الناس نتابع كل حركة وكل سكون في تركيا، وتابعنا صرخة اردوغان في منتدى دافوس، وكان الشعور العاطفي يتأجج بداخلنا وكنا مع صوته نتخيل السلطان عبد الحميد رحمه الله.

لا شك ان تركيا تفخر بنفسها اليوم وعلى راسها قادة استطاعوا ان يخرجوا من تركيا الى العالم، فتنظر اليهم شعوب الجوار وبالذات العرب باحترام بالغ، وهو سر تركيا ومستقبل تركيا التي يناسبها تماما ان تكون قوة كبيرة في عالم السياسة،  وهذا يحتاج جهدا كبيرا وثباتا في ارض باتت تصدر الى العالم من جديد اصوات اناس يبثون فكر الحرية والعدالة في الكون وقيمهما النبيلة.

ولا شك ايضا ان البلد الذي يرى هموم الناس من شرق الارض الى غربه، يستحق ثناء شعوبنا العربية، ونحن بدورنا عندما يكون جارنا بهذه الروح النبيلة سنشعر بالامان وننظر الى المستقبل بتفاؤل كبير، فالايام القادمة تعني اننا سنكون شركاء الخبز والماء والهواء وحتى الدم ايضا.

لقد صمت زعماؤنا العرب لأن الضعفاء لا يستطيعون الكلام، ولأن الامة العربية منذ انهيار الخلافة لا تزال ترزح تحت نير الضعف والتهميش وابتزاز القوى المستعمرة، ولا تملك اغلب الدول من امرها شيئا، لكن الشعوب التي تعيش مرارة الجرح تدرك ان العرب لا يستطيعون حل مشاكلهم دون العودة الى اطار اكبرمن الاطار العروبي الضيق الذي لم يقدم لنا بعد شيئا.

لم يستطع اردوغان ان يكون عربيا، ولو انه كان كذلك لكان الامر مختلفا، على الاقل لتفائل كثير من العرب.