خبر غزة: احمد، نجود، غسان، عواد

الساعة 06:46 ص|11 يوليو 2009

غزة: احمد، نجود، غسان، عواد

فلسطين اليوم - (ا ف ب)

مرت ستة اشهر، والعدوان الاسرائيلي على غزة لم ينته. شظاياه حاضرة في الندوب التي تعبث بوجوه أطفال القطاع. سيقانهم المبتورة، لا تذكر الا صواريخه. أياديهم المفقودة، تروي قصص قذائفه. صغار لا يلعبون. لا يتكلمون. ملاذهم في النهار جدران ملونة في غرف العيادات النفسية. وفي الليل، كوابيس تعيد الى أذهانهم صورا لا تمحى، باللون الأحمر فقط.

احمد

تعلو وجه الطفل احمد صلاح السموني (7 سنوات) ابتسامة فاترة عندما ترمى اليه كرة بلاستيكية خضراء، الا انه سرعان ما يفقد الاهتمام، ويعود الى غرز أظافره في الكنبة في الغرفة الملونة التي تستخدم لجلسات الاستشارة النفسية الاجتماعية.

وعند سؤاله عما يتذكره من الحرب، يقول احمد «اذكر الإسرائيليين الذين جاءوا وأمرونا بالخروج، وكذلك القذائف التي اطلقت». ويضيف «لقد ماتت جدتي وجدي». كما ذكر عشرة أشخاص آخرين قتلوا عندما قصف منزله. وقد استشهد في ذلك القصف 29 شخصا، من بينهم 18 من عائلته المباشرة. يضيف احمد «انا أحب عزة، وأريدها ان تعود»، في إشارة الى شقيقته التي لم يتعد عمرها عامين ونصف العام، واستشهدت في القصف.

وعقب الهجوم، بقي احمد في بركة من الدماء. ولم تعرف أمه انه كان على قيد الحياة الا عندما صرخ يناديها. وتعلو صفحة وجهه ندبة كبيرة. ولا يزال انفه مشوها نتيجة شظايا إصابته، كما ان ندبة كبيرة تشوّه فخذه. وقبل اشهر فقط كانت تصيبه نوبات غضب، وكان يضرب أشقاءه ويكسر كل ما تصل اليه يده. ويقول والده انه «يصرخ أثناء نومه ويقول: اليهود جاءوا لقتلي».

نجود

تمضي نجود بسال (14 عاما) التي أصيبت بجروح خطيرة في الرأس جراء شظية، معظم وقتها جالسة على سريرها في غرفة تدخلها الشمس من خلال ثقوب في السقف المعدني. تتحدث على الانترنت مع أصدقاء «في بلدان اخرى، خاصة في الضفة الغربية». وتقول «لا اخبرهم بما حدث... انهم يسألون، ولكن انا دائما أغير الموضوع. اشعر بالغضب عندما أتحدث عن الوضع».

غسان

يرفض غسان مطر (14 عاما) التحدث عن الانفجار الذي كلفه ساقيه وأودى بحياة شقيقه. وفي الواقع، فانه حتى بعد ستة اشهر من انتهاء العدوان الاسرائيلي على غزة، لا يتحدث الى احد، الا نادرا.

يمضي غسان معظم وقته وهو يحدق في الجدران وفي ملصق يحمل صورة شقيقه الأكبر على خلفية دامية للحرب، تظهر بندقية كلاشنيكوف وجنود إسرائيليون قتلى.

يقول غسان انه لا يفكر مطلقا باليوم الذي قصف فيه منزله الواقع في حي الزيتون شرق مدينة غزة. وانه لا يعاني من اية كوابيس. ويوضح «انا بخير»، ثم يعود الى الانغلاق على نفسه.

عواد

يقول عواد سلطان (12 عاما) الذي يعيش في إحدى الخيام التي نصبت لمن دمرت منازلهم في الحرب، انه لا يزال يعاني من الكوابيس التي يرى فيها «الجنود الإسرائيليين يحاولون القبض على والدي ويدمرون المنازل».

يلعب عواد الآن مع أطفال آخرين في خيمة كبيرة نصبها عاملون اجتماعيون. ويقول «نحن نتسلى، ولكن ما نفع ذلك، فعندما نعود الى خيمتنا، نفكر في الحرب».