أكدت مصر وتركيا رفضهما القاطع لأي مساس بالحقوق "غير القابلة للتصرف" للفلسطينيين، سواء عبر الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية، أو ضم الأراضي، أو التهجير القسري.
وفي موقف مشترك يعكس التزامًا راسخًا بحقوق الشعب الفلسطيني، وجدد البلدان رفضهما لأي محاولات ترمي إلى نقل الفلسطينيين إلى دول أخرى خارج أراضيهم، معتبرين أن مثل هذه الإجراءات من شأنها زعزعة الاستقرار في المنطقة، وإشعال مزيد من الصراعات، وتقويض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.
موقف مشترك
جاء هذا التأكيد خلال جلسة مشاورات رسمية عقدها وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، ونظيره التركي، هاكان فيدان، في العاصمة التركية أنقرة، حيث ناقشا العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة للتطورات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وصدر عن الاجتماع بيان مشترك شدد على رفض أي خطوات أحادية تهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض الفلسطينية، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حاسم إزاء المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
دعم الجهود الإنسانية في غزة
ورحب الوزيران بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن في قطاع غزة، مشيدين بالجهود التي بذلتها كل من مصر وقطر والولايات المتحدة لإنجاح المفاوضات. وأكدا على ضرورة تنفيذ الاتفاق بكافة مراحله، بما يضمن إنهاء المعاناة الإنسانية التي خلفتها الحرب.
وشدد البيان على أهمية تكثيف الجهود الدولية من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وضمان تدفقها بشكل مستمر. كما شدد الوزيران على التزام بلديهما بإعادة إعمار القطاع دون المساس بحقوق سكانه، ورفض أي محاولات لفرض واقع ديموغرافي جديد عبر تهجير الفلسطينيين قسرًا.
مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة
في هذا السياق، دعا الوزيران المانحين الدوليين إلى المشاركة الفعالة في مؤتمر إعادة إعمار غزة، المتوقع أن تستضيفه مصر قريبًا، لمواجهة آثار الحرب المدمرة التي جعلت القطاع يعيش واحدة من أسوأ المآسي الإنسانية في التاريخ الحديث.
كما شدد البيان على أهمية الحفاظ على دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والتي تمثل شريان حياة لملايين الفلسطينيين، وأعربا عن قلقهما إزاء القرارات الإسرائيلية الأخيرة التي تهدف إلى تقويض عمل الوكالة وحرمان اللاجئين الفلسطينيين من حقوقهم الأساسية.
زيارة نتنياهو إلى واشنطن ولقاء ترامب
يأتي هذا البيان المصري-التركي المشترك قبل ساعات من اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، في أول اجتماع رسمي بين الجانبين منذ تنصيب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة.
وتأتي زيارة نتنياهو في وقت يستمر فيه وقف إطلاق النار في غزة، بينما يجري الوسطاء مفاوضات حول المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي قد تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، والتوصل إلى تسوية تنهي الحرب مع حركة حماس.
وأكدت مصر وتركيا في ختام بيانهما المشترك التزامهما القوي بدعم حقوق الشعب الفلسطيني، ورفض أي مشاريع تهدف إلى إبعاده عن أرضه، مشددتين على أن الحل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.